ردًا على استهداف قواعدها في سوريا والعراق

أمريكا تقصف منشأة لـ”الحرس الثوري الإيراني” بدير الزور

قوات المشاة في الجيش الأمريكي تجري تدريبًا في قاعدة حقل كونيكو للغاز شرقي سوريا- 1 من كانون الثاني 2023 (سينتكوم)

camera iconقوات المشاة في الجيش الأمريكي تجري تدريبًا في قاعدة حقل كونيكو للغاز شرقي سوريا- 1 من كانون الثاني 2023 (سينتكوم)

tag icon ع ع ع

قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، إنها نفذت غارة جوية على منشأة في سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات التابعة له دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها الهجوم.

وأضافت عبر حسابها الرسمي في “إكس”، مساء الأربعاء 8 من تشرين الثاني، أن الهجوم جاء في أعقاب سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إن القوات العسكرية الأمريكية نفذت بناء على توجيهات من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضربة “دفاع عن النفس” على منشأة شرقي سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات التابعة له.

وأضافت أن طائرتين أمريكيتين من طراز “F-15″ نفذتا الهجوم ضد منشأة لتخزين الأسلحة، ردًا على سلسلة من الهجمات ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل جهات تابعة لـ”فيلق القدس الإيراني”.

ونوّهت إلى أن أولوية الرئيس الأمريكي هي سلامة الموظفين الأمريكيين، وجاء التحرك العسكري، الأربعاء، لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها، بحسب “البنتاجون”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر عسكري كبير لم تسمّه، أن الجيش الأمريكي كان يراقب الموقع المستهدف في محافظة دير الزور لبعض الوقت، وهو “واثق” من عدم سقوط ضحايا بين المدنيين.

وقال المسؤول إن الجيش تعقب اثنين من الأشخاص بالقرب من المنشأة خلال الليل، على الرغم من أنه لا يعتقد أنهم مدنيون، وأن التحليل جارٍ لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد قُتل، بحسب “رويترز”.

ويعتبر الهجوم هو الثاني من نوعه منذ بدء الاستهدافات المتفرقة للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق بشكل شبه يومي بدءًا من منتصف تشرين الأول الماضي.

وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن أن طائرتين مقاتلتين أمريكيتين قصفتا منشآت للأسلحة والذخيرة تابعة لإيران في شمال شرقي سوريا، في 27 من تشرين الأول الماضي.

وعلّق وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على الهجمات الأمريكية على المنطقة حينها بقوله، “إن هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس هي رد على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة في معظمها ضد أفراد أمريكيين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران والتي بدأت في 17 من تشرين الأول”.

أمريكا تتوعد

في 7 من تشرين الثاني الحالي، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن بلاده وجهت رسالة “ردع عالية ومباشرة” لإيران بشأن استعدادها لحماية أفرادها ومصالحها بقوة.

وذكر باتيل خلال إحاطة صحفية، أن واشنطن ستتخذ أي خطوات ممكنة لحماية موظفيها ومصالحها في المنطقة، إلى جانب أنها كانت واضحة لدول المنطقة فيما يتعلق بحرصها على ضمان حل “الصراع” القائم بالمنطقة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأضاف خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين، أن هذه الهجمات ذات أهمية بالنسبة لواشنطن، وهي أحد الجوانب التي أثارتها بلاده مباشرة مع الحكومة العراقية، إذ وصف رئيس الوزراء العراقي، محمد السوداني، هذه الهجمات بأنها غير مقبولة.

وتصاعدت الهجمات على قواعد امريكية في العراق وسوريا بعد 7 من تشرين الأول الماضي، عندما شنت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) عملية عسكرية حملت اسم “طوفان الأقصى”، استهدفت خلالها بهجوم جوي وبري وعبر الصواريخ، المستوطنات المحاذية لقطاع غزة أو ما يعرف باسم “غلاف غزة” جنوبي فلسطين.

وردت إسرائيل على العملية بإعلان هجوم حمل اسم “السيوف الحديدة” تزامن مع قصف مكثف ومتواصل على قطاع غزة ثم تحول لاجتياح بري لم تعرف نتائجه حتى اليوم، في حين خلّف القصف أكثر من عشرة آلاف قتيل بحسب وزارة الصحة الفلسطينية العاملة في القطاع.

إيران تنفي مسؤوليتها

سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، قال، في 7 من تشرين الثاني الحالي، إن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.

وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.

إرافاني وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.

وسبق أن نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات.

وفي 9 من تشرين الأول الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.

وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة