أمريكا ترد على “استفزازات إيران” بقصف في دير الزور

طائرات أمريكية من طراز F-35 lighting ضمن سرب المقاتلات الاستكشافية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط- 25 من تموز 2023 (سينتكوم)

camera iconطائرات أمريكية من طراز F-35 lighting ضمن سرب المقاتلات الاستكشافية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية بالشرق الأوسط- 25 من تموز 2023 (سينتكوم)

tag icon ع ع ع

قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) إن الولايات المتحدة جددت قصفها ضد منشأتين  بمدينتي البوكمال والميادين شرقي دير الزور ردًا على “استفزازات (الحرس الثوري الإيراني) والجماعات المرتبطة به”.

ونقلت عبر “إكس” فجر اليوم، الاثنين 13 من تشرين الثاني، أن قائد “سينتكوم”، الجنرال مايكل كوريلا، أن الولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن نفسها وأفرادها ومصالحها، في مصالحها بالمنطقة.

وجاء في بيان نشرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن القوات العسكرية الأمريكية نفذت ضربات وصفتها بـ”الدقيقة” على منشآت في شرق سوريا يستخدمها “الحرس الثوري الإيراني” والجماعات المرتبطة بإيران ردًا على الهجمات المستمرة ضد الأفراد الأمريكيين في العراق وسوريا.

وأضاف البيان الذي حمل اسم وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن الضربات نفذت ضد منشأة تدريب و”منزل آمن” بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين، على التوالي.

وجاء التحرك العسكري لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها، بحسب “البنتاجون”.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول أمريكي، لم تسمّه، أن أحد الموقعين المستهدفين يضم مخزنًا للأسلحة.

موقع “نهر ميديا” المتخصص بتغطية أخبار محافظة دير الزور بشكل رئيس، قال فجر اليوم إن طيرانًا حربيًا أمريكيًا استهدف مقرات لميليشيا تتبع لـ”الحرس الثوري الإيراني” في محيط حي هرابش ومطار “ديرالزور العسكري”.

وأضاف أن الغارات أدت لتصاعد أعمدة الدخان في محيط شارع بور سعيد بمدينة ديرالزور، تزامنًا مع سماع أصوات سيارات إسعاف في المنطقة.

واستهدف القصف، بحسب “نهر ميديا”، مقر الإدارة والآليات التابع لـ”الحرس الثوري” جانب المخبز الآلي في حيّ هرابش، إضافة إلى موقع الإشارة على أطراف مطار “دير الزور العسكري”، ومطبخ تديره الميليشيات نفسها في محيط حيّ هرابش.

وأشار إلى أنّ الغارات أسفرت عن مقتل ستة عناصر وإصابة آخرين نقلوا إلى المستشفى “العسكري” بمدينة دير الزور.

ويعتبر الاستهداف الأمريكي الثالث من نوعه لهذا النوع من المنشآت، بحسب ما أعلن البنتاجون خلال فترات زمنية متباعدة ضمن الشهرين الماضيين.

ولم تعلّق وزارة الدفاع بحكومة النظام السوري على الاستهداف حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

قصف على قواعد أمريكية

لم يمض سوى بضع ساعات على القصف الأمريكي شرقي دير الزور، حتى أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” عن تنفيذها هجومًا عبر طائرة مسيّرة استهدفت قاعدة أمريكية تعرف باسم “القرية الخضراء” المحاذية لحقل “كونيكو” للغاز بريف دير الزور.

سبق ذلك استهداف قاعدة “رميلان” الأمريكية شرقي سوريا، بواسطة طائرتين مسيّرتين، دون معلومات عن حجم الأضرار.

ونقلت “الميادين” (مقرها بيروت) عن مصادر لم تسمّها أن قصفًا بالصواريخ استهدف القاعدة الأمريكية في حقل “كونيكو” للغاز شمالي شرقي سوريا، ردًا على “العدوان الأميركي” على مدينتي الميادين والبوكمال في دير الزور.

وأضافت نقلًا على المصادر نفسها أن “المقاومة الشعبية قصفت القاعدة الأميركية بـ 15 صاروخًا، طالت مقر قيادة القاعدة العسكرية الأمريكية في الحقل الغازي”.

“الميادين” قالت إن القصف جاء ردًا على الاستهداف الأمريكي لمنزل بمدينة الميادين ما أسفر عن مقتل “مواطن”.

والرد الثاني لـ”المقاومة” جاء باستهداف القاعدة الأمريكية في الشدادي بالحسكة شمال شرقي سوريا بثلاث طائرات مسيرة، أكدت مصادر الميادين أنها وصلت لأهدافها.

واستهدفت المقاومة الإسلامية في العراق، أيضًا، القاعدة الأمريكية في القرية الخضراء بالعمق السوري بطائرة مسيرة أصابت هدفها، بحسب “الميادين”.

بحسب ما أحصته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية فإن الجماعات المسلحة التي يعمل العديد منها تحت مظلة “المقاومة الإسلامية في العراق”، نفذت ما يقرب من 50 هجومًا منذ 17 من تشرين الأول الماضي على قواعد تضم جنودًا أمريكيين في العراق وسوريا.

وفي أحدث تحديث للمعلومات حول نتائج الهجمات على القواعد الأمريكية بسوريا والعراق، قالت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، إنه في الفترة الممتدة بين 17 من تشرين الأول و9 من تشرين الثاني، تعرضت القوات الأمريكية وقوات التحالف للهجوم 46 مرة على الأقل، منها 24 هجومًا في العراق، و22 هجومًا آخرًا في سوريا من خلال مزيج من طائرات دون طيار وصواريخ هجومية.

وارتفعت أعداد المصابين إثر هذه الهجمات إلى 56 جريحًا، ما بين حالات “الدماغ الرضية” وإصابات طفيفة أخرى، لكن الجميع عاد للخدمة، بحسب سينغ.

على خلفية “طوفان الأقصى”

في 7 من تشرين الأول الماضي، شنت “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لـ”حماس”، عملية عسكرية حملت اسم “طوفان الأقصى”، استهدفت خلالها بهجوم جوي وبري وعبر الصواريخ المستوطنات المحاذية لقطاع غزة أو ما يعرف باسم “غلاف غزة” جنوبي فلسطين.

وردت إسرائيل على العملية بأخرى عسكرية أطلقت عليها اسم “السيوف الحديدة”، كثفت عقبها قصفها على قطاع غزة وسط التلويح باجتياح بري إسرائيلي، مخلفة آلاف القتلى معظمهم من المدنيين بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى وقع العمليات العسكرية في غزة، أبدت واشنطن دعمها لإسرائيل، في حين هددت ميليشيات موالية لإيران في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة ردًا على التصعيد في غزة.

السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية، العميد بات رايدر، قال إن لأمريكا أربعة أهداف في الشرق الأوسط في الوقت الراهن أولها حماية القوات والمواطنين الأمريكيين في المنطقة.

وفي المرتبة الثانية يأتي استمرار تدفق المساعدات الأمنية الحيوية لإسرائيل في إطار دفاعها ضد المزيد من الهجمات التي تقوم بها “حماس” في خضم الأحداث الحاصلة في غزة منذ أكثر من شهر.

رايدر نوه إلى أن الهدف الأمريكي الثالث في الشرق الأوسط هو التنسيق مع الإسرائيليين للمساعدة في تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم “حماس”، من بينهم مواطنون أمريكيون داخل قطاع غزة، إضافة إلى تعزيز وضع القوة في جميع أنحاء المنطقة لردع أي جهات فاعلة حكومية أو غير حكومية من تصعيد الأزمة خارج غزة، بحسب ملخص نشره “البنتاجون” نقلًا عن رايدر.

إيران تنصلت

عقب القصف الأمريكي شرقي دير الزور على مواقع قال “البنتاجون” إنها تتبع لإيران، اكتفت الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء (إرنا) بالنقل عن قناة “الميادين” أن “المقاومة” استهدفت قواعد التحالف بـ15 صاروخًا، ردًا على القصف الأمريكي، ولم تنف أو تؤكد تبعية هذه المواقع لإيران.

ومع بداية التصعيد في سوريا والعراق، نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن تكون طهران مسؤولة عن هذه الهجمات، خلال مقابلة مع وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.

تبع ذلك حديث سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، في 7 من تشرين الثاني الحالي، قائلًا إن بلاده لم تشارك قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق.

وجاءت التصريحات التي أدلى بها مندوب إيران ردًا على رسالة كتبتها الولايات المتحدة إلى مجلس الأمن، تتهم فيها إيران بالعمل ضد قواتها في سوريا والعراق، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.

إرافاني وجه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جاء فيها أن الولايات المتحدة تحاول “إضفاء الشرعية على أعمالها العسكرية غير القانونية في سوريا”، وأن الادعاءات بأن إيران تشارك بهجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق لا أساس لها من الصحة، وتهدف لـ”تبرير انتهاك الولايات المتحدة المستمر للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة في سوريا”.

في 9 من تشرين الأول الماضي، هدد السياسي العراقي هادي العامري، زعيم منظمة “بدر” السياسية والعسكرية المقربة من إيران، الأمريكيين بقوله، “إذا تدخلوا (في التصعيد بفلسطين) فسوف نتدخل، وسنعتبر كل الأهداف الأمريكية مشروعة”.

وتضم منظمة “بدر” جزءًا من قوات “الحشد الشعبي” العراقي، وهي منظمة عسكرية شبه حكومية تضم العديد من الفصائل المدعومة من إيران، بحسب وكالة “رويترز“.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة