طلاب الدراسات العليا في سوريا محرومون من المراجع العلمية

امتحان طلاب في جامعة دمشق- 23 من تشرين الثاني 2023 (فيسبوك/ جامعة دمشق)

camera iconامتحان طلاب في جامعة دمشق- 23 من تشرين الثاني 2023 (فيسبوك/ جامعة دمشق)

tag icon ع ع ع

يواجه طلاب الدراسات العليا في سوريا صعوبة بالوصول إلى أغلبية المراجع والأبحاث والدراسات العلمية العالمية وخصوصًا الأجنبية منها.

ويرجع ذلك لأسباب مختلفة، كغياب اسم البلد (سوريا) والجامعات التابعة إليها بمختلف الاختصاصات، من قائمة بعض المواقع العلمية ومواقع الجامعات الرسمية التي تنشر أبحاثًا ومراجع قيّمة يستفيد منها الطلاب بدراساتهم بمختلف أنحاء العالم.

يارا (27 عامًا)، طلبت عدم ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية، خريجة ماجستير إدارة أعمال باختصاص موارد بشرية، بالمعهد العالي لإدارة الأعمال (هبا)، تحدثت لعنب بلدي عن تجربتها بدراسة الماجستير في سوريا، بادئة من اضطرار الطلاب لاستخدام مواقع غير رسمية للوصول إلى المراجع العلمية المعتمدة والموثقة عالميًا المحجوبة عن الجامعات السورية.

وبحسب يارا، ففي البحث الأولي عن أي موضوع، تكون أكثر من نصف نتائج البحث غير متاحة الاستخدام لمن يعيش داخل سوريا، أو أنها تتطلب الشراء عن بعد، وهي خدمة غير متوفرة في البلد.

في بعض الحالات، إن كانت المقالة ضرورية جدًا ومن الواضح في المقدمة المجانية أنها ستغني الدراسة التي يعمل عليها الطالب، يطلب من أحد المعارف خارج سوريا شراء المادة “أونلاين”، ثم سداد المبلغ بين الشخصين بطريقة ما.

بتول (26 عامًا)، فضّلت عدم ذكر اسمها الكامل، طالبة ماجستير بقسم هندسة النقل ومواد البناء، تعتمد في دراستها وبحثها على موقع يسمح بالوصول إلى العديد من المواد المدفوعة بشكل مجاني.

ويسعى الموقع لتوفير الأوراق البحثية المدفوعة للبلدان والمؤسسات ذات المستوى الاقتصادي الضعيف دون اشتراك أو دفع أي مبلغ مالي، وشاع استخدامه في البلدان النامية.

وبالنسبة للمصادر العربية المفتوحة من مقالات ورسائل ماجستير وأطروحات الدكتوراه وغيرها، والتي تنشرها الجامعات العربية على مواقعها الرسمية، فغالبيتها من جامعات مصر وغزة وتونس والجزائر.

وتعتبر الأوراق البحثية التابعة لجامعات غزة في فلسطين، ذات قيمة عالية مقارنة ببقية المصادر، ومع ذلك تبقى المراجع العربية الخيار الثاني بالنسبة لطلاب الدراسات، بحسب ما ذكرت يارا.

أما المصادر الأجنبية المفتوحة، فغالبًا ما تكون مغلقة أمام الطلاب في سوريا، حيث تطلب الجامعة أحيانًا اختيار بلد الإقامة أو اسم الجامعة التابع لها، ولا تتوفر ضمن القائمة الجامعات السورية.

وبالتالي يضطر الطالب للالتفاف على الموقع عن طريق برامج ومواقع غير نظامية، للحصول على المادة المطلوبة.

الكتب والمراجع الورقية

تعتبر مكتبة الأسد الوطنية أحد مصادر المراجع للطلاب والباحثين، وتضم آلاف الكتب والدراسات والأوراق البحثية بالإضافة إلى قاعات مجهزة للبحث والقراءة، إلا أن مشكلة الطلاب تكمن بحاجتهم لمراجع حديثة غالبيتها لا يتوافر في المكتبة.

الأمر مشابه في بقية مكتبات الجامعات والمعاهد، حيث تفتقر للمراجع الحديثة، وفق ماذكرته خريجة الماجستير يارا.

ويتوجب على خريجي الدراسات العليا، توزيع ثلاثة نسخ من رسائل تخرجهم وأطروحاتهم البحثية، على كل من مكتبة الأسد ومكتبة جامعة دمشق ومكتبة الجامعة التي يتبعون لها، قبل استلام شهادة التخرج.

بعيدًا عن رفوف المكتبات، ينتشر في الأسواق الشعبية في دمشق، بأماكن مثل “تحت جرس الرئيس “وفي شارع المكتبات بمنطقة “الحلبوني”، بسطات لبيع الكتب المستعملة (بالة كتب)، منها ما يكون قديمًا جدًا وذا قيمة، بالإضافة لكتب وروايات يندر وجودها في المكتبات.

ويعتمد بعض الطلاب على هذه الأسواق للبحث وتأمين كتب لا تتوافر في المكتبات العامة أو أنها موجودة بسعر مرتفع.

ضعف الإنترنت ومحدودية الاطلاع

تنعكس ساعات التقنين الكهربائي الطويلة، وضعف شبكة الاتصالات والإنترنت، على طلاب الجامعات سواء في البيوت أو في الحرم الجامعي، إذ لا تؤمّن جميع الكليات خدمة الإنترنت أو حتى الكهرباء ضمن أبنيتها، وبالتالي يتراجع النشاط البحثي للطلبة، ويتعسر الوصول إلى الدراسات والأبحاث أولًا بأول.

وتضيف الطالبة يارا، أن الانفتاح المحدود على العالم الخارجي قيّد نظرة المجتمع إلى المواضيع الجديدة وأهمية البحث العلمي، سواء كانوا طلبة أو من ذويهم، وأن هذه النقطة تؤدي إلى نتائج استبيانات غير دقيقة وغير موضوعية، في حال أخذ عينة من المجتمع وإنشاء الدراسة عليها.

إحدى عقبات طلاب الدراسات العليا في سوريا، نقص الكوادر التدريسية المشرفة على الطلبة، وفق ما قالته يارا.

ويصل الأمر في بعض الأحيان لاضطرار الطلاب تمديد فترة الدراسة لفصل إضافي أو أكثر، كون الأساتذة المشرفين على الدفعة مسؤولون عن عدد كبير من الطلاب، ويضيق الوقت ما بين الإشراف على دراسات وأبحاث طلاب الدراسات العليا وبين ساعات التدريس الفعلية المطلوبة منهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة