جامعة “دمشق” فرع درعا.. مقار غير مؤهلة وكليات بلا مدرسي لغات

مبنى كلية التربية في فرع درعا لجامعة دمشق- 2 من نيسان 2024 (عنب بلدي)

camera iconمبنى كلية التربية في فرع درعا لجامعة دمشق- 2 من نيسان 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

اشتكى طلاب في كلية الإرشاد النفسي بفرع محافظة درعا في جامعة “دمشق” غياب مدرسي اللغتين الإنجليزية والفرنسية منذ أكثر من عامين.

وذكر بعضهم لعنب بلدي أن غياب مدرسي اللغات مشكلة إضافية إلى جانب أخرى تبدأ بازدحام القاعات الصفية ولا تنتهي بعدم وجود مكبرات للصوت ما يعوق فهم الطلبة للمحاضرات.

محمد عبد الرحمن، طالب في السنة الأولى بكلية الإرشاد النفسي، قال لعنب بلدي، إنه لم يكن راضيًا عن تقديم مادة اللغة الإنجليزية في شباط الماضي، التي اتضح لاحقًا أنه راسب فيها.

وأرجع محمد سبب رسوبه بمادة اللغة الإنجليزية لعدم تلقيه محاضرات المقرر خلال الفصل الدراسي الأول لعدم وجود مدرس المادة.

ولم تجدِ محاولات محمد الإسعافية عبر الدروس الخاصة في فهم المادة، ولم يستطع قراءة المقرر المرسَل له عبر وسائل التواصل الاجتماعي نظرًا إلى حجمه الكبير.

وقال محمد، إن نسبة الرسوب بمادة اللغة الإنجليزية تفوق 90%، حسب اطلاعه على قوائم النتائج في الكلية.

ولدى طلاب الإرشاد النفسي مقرران من اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، حسب تسجيل الطالب في إحدى اللغتين، لكن الطلاب يواجهون صعوبة بكلتا اللغتين لغياب المدرسين فيهما منذ عامين.

من جانبه، قال رئيس فرع جامعة “دمشق” في درعا لصحيفة “تشرين” الحكومية في شباط الماضي، إن كليات درعا تشهد نقصًا في مدرسي اللغتين الإنجليزية والفرنسية وكلية الطب البيطري والعلوم.

وأضاف أن الجامعة أعلنت عن عروض توظيف في الهيئة الفنية، وستعلن مستقبلًا عن مسابقة معيدين، وأخرى للهيئة التدريسية، ومن المتوقع أن ترفد كليات درعا بالكوادر اللازمة.

بدائل لم تجدِ نفعًا

لجأ محمد عبد الرحمن وعدد من زملائه لحضور الدروس الخصوصية لدى مدرس متخصص باللغة الإنجليزية في مدينة درعا، كبديل عن غياب المدرسين في الجامعة، لكن هذه الحلول كانت مكلفة بالنسبة لمعظمهم.

وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة لكل طالب 5000 ليرة سورية عن كل ساعة، إلا أن الطلبة توقفوا عن المتابعة فيها بعد حضورهم خمس جلسات، لعدم قدرتهم على استيعاب المقرر من المدرس غير المؤهل لتدريس مقرر جامعي، بحسب محمد.

محمد أضاف أن المدرس الذي أعطاه المقرر هو من مدرسي المرحلة الثانوية، وليس على دراية بطبيعة المناهج الجامعية، إلى جانب أن أسئلة الامتحانات تحدد من قبل مدرس المادة في الجامعة غير الموجود بطبيعة الحال.

وأضاف أن حضور المادة لدى مدرسها في الجامعة يبسّط على الطالب فهم المقرر ومعرفة المحاضرات التي يركز المدرس على إعطائها، ومن الممكن أن يلغي المدرس بعض الفصول من المادة.

وتزداد المعاناة لدى الطلاب المسجلين في اللغة الفرنسية، إذ من النادر أن تجد مدرسًا للغة الفرنسية في درعا، كما أن عدد طلاب اللغة قليل مقارنة بطلاب الإرشاد النفسي المسجلين في اللغة الإنجليزية.

ومن بين الطلاب الذين قرروا دراسة اللغة الفرنسية كان أحمد، الذي تحفظ على اسمه الكامل لمخاوف أمنية، وهو طالب سنة رابعة توقف تخرجه على مواد اللغة الفرنسية.

أحمد قال لعنب بلدي، إن تخرجه متوقف منذ عامين على النجاح بمواد اللغة الفرنسية التي رسب فيها بشكل متكرر.

قاسم، هو الآخر طالب في السنة الأولى بكلية الإرشاد النفسي، قال لعنب بلدي، إن المحاضرات التي تدرّس في جامعة “دمشق” ترسَل بصيغة ملفات عبر مجموعات للطلاب في منصة “واتساب” تضم طلابًا للسنة الجامعية الأولى.

وأضاف أن الملفات تحتاج إلى هاتف جوال حديث يتحمل صيغتها، مشيرًا إلى أن هاتفه لا يمكّنه من فتح هذه الملفات، ما دفعه لنسخها وتصويرها ورقيًا، وتكلف طباعة الورقة الواحدة 500 ليرة سورية.

ويضم فرع جامعة “دمشق” في درعا ست كليات هي التربية، والاقتصاد، والطب البيطري، والعلوم، والآداب، والحقوق، ويصل عدد طلاب الكليات في درعا إلى 16 ألف طالب، بحسب صحيفة “تشرين” الحكومية.

بدائل مؤقتة

أدى خروج كليات المزيريب عن الخدمة عام 2013 (جميع فروع الكليات في درعا عدا كلية التربية) إلى أزمة دفعت إدارة الجامعة لإيجاد حلول عبر استخدام المدرسة الفندقية كبديل مؤقت، وكذلك المعهد المصرفي والثانوية الشرعية، وهي أماكن غير مؤهلة من الناحية الخدمية لتكون بديلًا، إلا أنها تحولت إلى مقار دائمة، بحسب الطلاب الذين قابلتهم عنب بلدي.

وبعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية عام 2018، لم تعمل وزارة التعليم العالي على ترميم كليات المزيريب، التي تحولت إلى ركام بعد تعرض معداتها للسرقة، وحتى بناؤها أصبح عبارة عن أنقاض.

وفي عام 2018، قدّرت اللجان الفنية التابعة لجامعة “دمشق” تكلفة إعادة تأهيل كليات المزيريب بمبلغ يزيد على مليار ليرة سورية، وكان سعر صرف الدولار الواحد حينها 450 ليرة، في حين تضاعفت التكلفة عشرات الأضعاف بعد وصول أسعار الصرف إلى 14000 ليرة سورية، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد أسعار العملات العالمية.

ويضاف إلى ما سبق أن البناء حينها كان قائمًا، في حين يحتاج الآن إلى إعادة تشييده من جديد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة