اللاذقية.. أهالٍ يحصلون على مخصصات المازوت “بالحيلة”

اللاذقية.. أهالٍ يحصلون على مخصصات المازوت "بالحيلة"

camera iconمخصصات من مازوت التدفئة لعائلة في قرية السرسكية بريف اللاذقية - تشرين الثاني 2023 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

اتبع محمد (47 عامًا)، سائق سيارة أجرة (تاكسي)، خطة “ذكية” ليحصل على مخصصاته من مادة مازوت التدفئة، البالغة 50 ليترًا، ليضمن حصوله عليها في وقت مبكر، بخلاف الشتاء الماضي حين حصل عليها نهاية كانون الثاني الماضي.

تقوم خطة محمد التي يتبعها عديد من أهالي محافظة اللاذقية على اختيار اسم بلدية تقع في الريف البارد، حيث اختار بلدية يرتي (تبعد 28 كيلومترًا عن اللاذقية)، وبعد نحو شهر ونصف من الطلب، وصلته رسالة المازوت مع اسم ورقم سائق الصهريج، ليتصل محمد به ويتفق معه على اللقاء في أقرب نقطة ممكنة للسائق ولمحمد الذي يعيش في قرية الصنوبر(تبعد 12 كيلومترًا عن اللاذقية).

ويلجأ كثير من أهالي اللاذقية لهذه الطريقة، إذ يختارون بلديات في مناطق باردة، ليحصلوا على مخصصاتهم من مازوت التدفئة باكرًا.

وبدأت عملية توزيع المازوت في اللاذقية مع بداية تشرين الثاني الحالي، إنما تسير بوتيرة منخفضة جدًا، ولحسن حظ الأهالي فإن الشتاء وطقسه البارد تأخرا قليلًا هذا العام.

دفعات لا تصل

في 1 من أيلول الماضي، أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام بدء التسجيل على مازوت التدفئة لفصل الشتاء، ويبدأ على كمية تبلغ 50 ليترًا كـ”دفعة أولى” فقط لكل عائلة، دون أن تعلن كمية الدفعات المخصصة لموسم الشتاء.

ونص بيان الوزارة على أن أولوية التسليم بعد التسجيل ستكون للعائلات التي لم تحصل على مخصصاتها خلال الموسم الماضي، ويحدد ذلك بناء على آخر عملية شراء سابقة لمادة مازوت التدفئة.

وتبلغ مخصصات مازوت التدفئة لكل عائلة سورية 200 ليتر، كان يتم توزيعها على دفعتين كل منهما 100 ليتر حتى عام 2021، حين أعلنت الحكومة عن تخفيض كمية المخصصات إلى 50 ليترًا في الدفعة الواحدة.

وقالت وزارة النفط والثروة المعدنية حينها، إن معدل الدفعة الأولى 50 ليترًا، تليها دفعات أخرى بعد استكمالها، دون أن تحدد إن كانت المخصصات لا تزال عند حاجز الـ200 ليتر.

ومنذ ذلك الوقت، لم تحصل الغالبية سوى على الدفعة الأولى البالغة 50 ليترًا، وعدد قليل حصل على الدفعتين بفارق أربعة أشهر على الأقل بينهما، بمعنى أن من حصل على الدفعة الأولى خلال تشرين الثاني مثلًا يحصل على الثانية في شباط.

“حيلة” على دفعات

ورغم أن دريد (38 عامًا)، موظف حكومي، يعيش في ضاحية سقوبين بمدينة اللاذقية، التي لا تعتبر منطقة باردة، فإنه قرر وضع اسم بلدية قريته باب جنة في صلنفة خلال الطلب، وبالفعل حصل على مازوت التدفئة بوقت أبكر عن العام الماضي.

وكانت عملية نقل المازوت من قريته إلى منزله في سقوبين مرهقة جدًا، فقد نقل الكمية على أربع مراحل، في كل مرة كان يحضر فيها قسمًا من الكمية، لأنه لا يمتلك أجرة “تاكسي” بنحو 150 ألف ليرة سورية لإحضار المازوت.

وذكر دريد أنه إذا لم يتبع الشخص في سوريا طرقًا للتحايل من أجل تأمين أدنى مقومات الحياة، فلن يكون له مكان في البلد، حسب قوله.

وأكثر ما يؤلم دريد هو أن مخصصاته أقل بكثير من حاجة عائلته، رغم كل الجهد الذي بذله ليحصل على تلك الكمية “البسيطة”.

وفي نهاية تشرين الأول الماضي، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع التجارة الداخلية معلى إبراهيم، إن نسبة توزيع مادة التدفئة بلغت 43% في المناطق الجبلية، ونحو 25% من إجمالي عدد البطاقات المسجلة للحصول على المازوت في المحافظة، حتى نهاية الأسبوع الثالث من تشرين الأول الماضي.

وذكر أن عدد البطاقات المسجلة للحصول على المازوت في المحافظة 337 ألفًا و59 بطاقة، منها 199 ألفًا و510 في ريف المحافظة، وتم تنفيذ 86 ألفًا و50 طلبًا منها، و345 طلبًا قيد التنفيذ مع وجود 109 آلاف و422 طلبًا بالانتظار.

وإن كانت ربع البطاقات قد حصلت على مازوت التدفئة منذ بداية أيلول وحتى نهاية تشرين الأول، أي خلال مدة شهرين من بدء التوزيع، فإن عملية توزيع الدفعة الأولى ربما لن تنتهي قبل انقضاء فصل الشتاء كاملًا، وبالتالي حرمان الجميع من الدفعة الثانية مثل العادة كل عام.

لا مازوت للجميع في المناطق الباردة

رغم أن منطقة الدالية بريف جبلة تعتبر إحدى أكثر المناطق برودة في المحافظة، فإن عددًا من أهلها لم يحصلوا على مخصصاتهم حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، إذ لا يزالون بانتظار وصول الرسالة.

حتى 3 من تشرين الثاني الحالي، لم تكن والدة وشقيق السيدة هيام (51 عامًا) التي تعيش في مدينة جبلة قد حصلا بعد على مخصصاتهما من مازوت التدفئة، رغم أنهما يقيمان في منطقة الدالية.

وقالت هيام، إنها قلقة على والدتها المسنة، فغالبية أهالي القرية يعتمدون في تدفئتهم على الحطب لعدم كفاية المازوت، إلا أنهم يضعون مدفأة المازوت في غرفة النوم، ومدفأة الحطب بغرفة المعيشة، ويحاولون ما أمكن جعل الـ50 ليترًا كافية لتدفئة غرفة النوم على الأقل، نظرًا إلى خطر النوم بالقرب من مدفأة الحطب.

وأعلن مدير فرع محروقات اللاذقية، علي علي، عن بدء توزيع مخصصات مازوت التدفئة في مدينة اللاذقية مع بداية تشرين الثاني الحالي، وقال إنها شملت عدة أحياء مثل العوينة والشيخ ضاهر والطابيات وضاحية تشرين وسقوبين وغيرها.

فيما قال إن نسبة توزيع المازوت في الريف البارد وصلت إلى نحو 99%، حيث سيتم بعدها الانتقال إلى الريف الأقل برودة، لافتًا إلى أن نسبة التوزيع في اللاذقية وصلت إلى 31% حتى بداية تشرين الثاني الحالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة