النفوق جراء الأمراض وتكلفة التدفئة يرفعان سعر الفروج بإدلب

النفوق جراء الأمراض وتكلفة التدفئة يرفعان سعر الفروج بإدلب

camera iconمدجنة في ريف إدلب شمال غربي سوريا - كانون الأول 2023 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

وصلت أسعار الفروج في إدلب إلى أرقام غير مسبوقة، وبلغ سعر الكيلو 60 ليرة تركية، ما أجبر السكان على البحث عن مصادر غذائية أخرى، أو تخفيض كميات الفروج التي يتناولونها عادة.

وأرجع أصحاب مداجن وبائعو فروج أسباب الارتفاع إلى انتشار الأمراض التي أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الدجاج، وارتفاع تكاليف تدفئة المداجن، ما دفع أصحابها إلى إغلاقها في فصل الشتاء، الأمر الذي ينذر بارتفاع الأسعار في الأيام المقبلة.

وبلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل كل دولار واحد 29.2 للمبيع، و28.8 للشراء، حين تحرير هذا التقرير، وفق تسعيرة “اتحاد الصرافين” في إدلب المعتمدة بالمنطقة.

انخفاض مبيعات.. تخفيض أو عزوف

أدى ارتفاع أسعار الفروج إلى تراجع المبيعات، وقال هاشم كشكش، صاحب محل للفروج، إن الأسعار مناسبة لصاحب المدجنة، لكنها مرهقة للمواطنين.

وذكر البائع لعنب بلدي أن سعر كيلو الفروج وصل إلى 60 ليرة تركية، وكيلو الفخذ 55 ليرة، و”السودة” 75 ليرة، واللحم المفروم 85 ليرة، وهي أسعار مرتفعة ليس بمقدور جميع سكان المنطقة تحملها.

وأوضح أن الأهالي يتراجعون عن الشراء أو يضطرون لشراء كميات أقل من المعتاد ما إن يشاهدوا الأسعار، كما يبحثون عن أصناف أخرى من الأطعمة تحتاج إلى كميات أقل من اللحم، أو حتى إعداد وجبات دون وضع اللحم.

علي طرشا (35 عامًا)، مهجر يقيم في مدينة إدلب، يعمل بالإنشاءات، قال إن أجرته اليومية 100 ليرة تركية صارت لا تكفي لإعداد طبق من وجبات الفروج لإطعام أطفاله الأربعة.

من جانبها، هديل محمد (40 عامًا)، تقيم في إدلب، تحاول البحث عن أصناف أطعمة يمكن إعدادها باللحم المفروم لأنها من الأطعمة التي يمكن التحكم بكميات اللحم التي يجب إضافتها للطبق.

وأضافت أنها تشتري كميات أقل بكثير من التي كنت تشتريها سابقًا، وفي حال استمرار ارتفاع الأسعار ستجد نفسها مضطرة للبحث عن أطعمة خالية من أي نوع من أنواع اللحوم.

المداجن مكلفة شتاء

ياسر خليفة، صاحب مدجنة في مدينة إدلب، قال إن مرض كسر المناعة بين الدواجن ينتشر حاليًا بسبب تغيرات الجو، وأدى إلى نفوق أعداد كبيرة من الدجاج وصلت إلى 12% من العدد الكلي لديه.

ولم تتوقف خسائر ياسر عند نفوق الدجاج، إنما في انخفاض وزن الدواجن التي لم يطلها المرض، لافتًا إلى أن وضع المضادات الحيوية والفيتامينات في الماء لم يجنبه الوقوع بالخسارة.

وأوضح ياسر أن القدرة الإنتاجية كانت تغطي الطلب المحلي، لكن حلول فصل الشتاء وارتفاع تكاليف العناية بالدواجن، وعدم توفر الفحم الحجري الذي يعتمد عليه أصحاب المداجن، أدى إلى العزوف عن التربية شتاء، ما سبب ارتفاع الطلب وقلة العرض وبالتالي ارتفاع الأسعار.

وأضاف أن مدينة إدلب تتميز بتربية الدواجن بسبب مناخها الدافئ ونسبة الرطوبة المنخفضة التي تساعد على التربية، لكن في فصل الشتاء ترتفع التكاليف والحاجة لاستهلاك كميات كبيرة من الأدوية.

وبحسب صاحب المدجنة، وصل سعر الطن من الفروج الحي إلى 1500 دولار أمريكي، لافتًا إلى توقعات بمزيد من ارتفاع الأسعار في ظل عدم توفر الفحم الحجري وارتفاع أسعاره، إذ وصل سعر الطن إلى 120 دولارًا أمريكيًا.

تشهد منطقة شمال غربي سوريا تدهورًا في الوضع الاقتصادي، وهو ما أثر سلبًا على جميع جوانب الحياة.

ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات متكررة تطال مجموعة من السلع والمواد الأساسية والغذائية، ويزيد هذا الارتفاع من صعوبة قدرة السكان على الشراء، ما يدفع معظمهم إلى الاعتماد على مصادر متعددة لمحاولة تحقيق توازن بين الدخل والنفقات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة