تصعيد بين أمريكا و”الحوثيين” بالبحر الأحمر.. بايدن تحت الضغط

مقاتل حوثي على سطح سفينة تجارية في البحر الأحمر كانون الأول 2023 (رويترز)

camera iconمقاتل حوثي على سطح سفينة تجارية في البحر الأحمر كانون الأول 2023 (رويترز)

tag icon ع ع ع

قررت الولايات المتحدة الأمريكية زيادة التصعيد لحماية السفن في البحر الأحمر من هجمات “الحوثيين”، وسط استمرار هجمات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والتصعيد المتبادل بينه وبين “حزب الله”.

وأعلنت كل من القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) والمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، يحيى السريع، عن مقتل 10 “حوثيين” وإغراق ثلاثة قوارب في البحر الأحمر.

السريع قال في بيان، الأحد 30 من كانون الأول، إنه وخلال محاولة منع السفن الوصول إلى إسرائيل، تعرضت ثلاثة قوارب عسكرية لهجوم من القوات الأمريكية.

في حين قالت “سينتكوم” إنها تلقت نداء استغاثة من سفينة ميرسك هانغتشو، بعد تعرضها لهجوم من زوارق صغيرة لـ”الحوثيين” المدعومين من إيران.

وهاجمت مروحيات عسكرية أمريكية القوارب كـ”دفاع عن النفس”، وفق البيان.

وأعلن “الحوثيون” عن إطلاق صواريخ ومسيرات باتجاه منطقة إيلات في فلسطين المحتلة، خلال وقت سابق من 2023، بعد شن القوات الإسرائيلية هجومًا على قطاع غزة.

ضغوط على بايدن

يعيش الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وسط ضغوط سياسية كبيرة، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية خلال العام الحالي، والحرب على غزة، وهجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر.

يضاف إلى ما سبق، الاتهامات التي يواجهها نجله هانتر حول عمليات فساد تجارية، وتؤثر هذه المشكلات بشكل كبير في حظوظ بايدن الانتخابية.

صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية قالت في تقرير، الأحد، إن الحادثة في البحر الأحمر تشكل “خيارًا صعبًا” لبايدن وإدارته، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الوقت حان لاتخاذ قرار بما يخص هذا الملف تحديدًا.

وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية تحدثت عن معلومات استخباراتية بشأن جماعات شبه عسكرية تابعة لإيران، نسقت هجمات “الحوثيين”، ووفرت معلومات حول الشحن التجاري.

وأعلنت واشنطن عن تشكيل تحالف بحري في كانون الأول 2023، لحماية السفن في البحر الأحمر، مكوّن من 20 دولة، دون أي مشاركة عربية، باستثناء البحرين.

وأضافت أنه ورغم توجيه القوات الأمريكية ضربات خلال العام الماضي ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق، فإن بايدن يتردد بتنفيذ الأمر نفسه ضد “الحوثيين”، رغم أنها القضية الأكثر إلحاحًا في الوقت الحالي.

وتلعب السعودية دورًا في هذا التردد، إذ تضغط الرياض لتجاوز الحرب المكلفة التي خاضتها ضد “الحوثيين” في اليمن، وقد تؤدي الضربات إلى زعزعة الهدنة الهشة.

وبدأت الرياض عملية عسكرية في 2015، تخللتها عدة هدن، ضد “الحوثيين” المسيطرين على شمال اليمن والعاصمة صنعاء.

ضغوط أمريكية وتحرك بريطاني

وفق تقرير “نيويورك تايمز”، فإن كبار القادة العسكريين الأمريكيين يضغطون لاتخاذ إجراءات عسكرية “عدوانية” ضد “وكلاء إيران” في عدة مناطق، تشمل سوريا والعراق واليمن.

كما نقلت عن ضباط متقاعدين قولهم، إن من الضروري “إعادة تأسيس الردع الأمريكي” في المنطقة، لكن الإدارة الأمريكية تراهن على أن التحالف البحري هو الوسيلة الأفضل لعزل “الحوثيين” وتقليل قدراتهم.

هذه الضغوط كلها، وتحديدًا العسكرية منها، تأتي في ظلّ سعي “البنتاجون” لردع الهجمات على القوات الأمريكية، وعدم الردّ على الهجمات يعني المخاطرة بحياة البحارة الأمريكيين، وفق الصحيفة.

ولدى القوات الأمريكية أسطول حاملة الطائرات الثانية التابعة للبحرية الأمريكية “USS Dwight D. Eisenhower”، وكانت قد أمرت سابقًا بالانضمام إلى “USS Gerald R. Ford” في البحر الأبيض المتوسط في تشرين الثاني 2023، لكن أعيد توجيهها إلى منطقة الخليج العربي “لردع إيران عن توسيع الحرب” خارج الأراضي الفلسطينة المحتلة.

وتتمركز حاملة الطائرات “Eisenhower” حاليًا في خليج عدن قبالة السواحل اليمنية الشرقية، حيث تصاعدت التوترات في الأسابيع الأخيرة الماضية، بعد هجوم “الحوثيين” على سفن تجارية متجهة للمواني الإسرائيلية عبر طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية.

وتعمل العديد من المدمرات التابعة للبحرية الأمريكية من مجموعة “Eisenhower” في البحر الأحمر على إسقاط طائرات “الحوثيين” من دون طيار وصواريخ تتجه لاستهدافها أو نحو الأراضي الفلسطينة المحتلة.

وفي حين يسعى القادة العسكريون الأمريكيون لاستمرار الضغط على بايدن، تدرس بريطانيا توجيه ضربات عسكرية لـ”الحوثيين” أيضًا، كمواءمة للتحرك الأمريكي بإغراق قوارب “الحوثيين”.

الحديث البريطاني جاء عبر أعلى المستويات العسكرية، ومن خلال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، الذي نقلت عنه صحيفة “التلغراف”، أن استمرار “الحوثيين” بتهديد التجارة الدولية في البحر الأحمر سيدفع لندن لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

الصحيفة اعتبرت أن أي هجوم ستقوده واشنطن يعني تصعيدًا كبيرًا في الرد على “الحوثيين”، مشيرة إلى أن الخيارات هي نقل فرقاطة عسكرية بحرية إلى البحر الأحمر.

الإشارة البريطانية عبر وزير الدفاع، دفعت صحيفة “التايمز” البريطانية للحديث عن خطة تشمل انضمام بريطانيا ودول أخرى لتوجيه ضربة عسكرية صاروخية ضد أهداف مخططة مسبقًا.

ونقلت عن مصادر عسكرية قولها، إن الضربات قد تشمل استخدام طائرات حربية تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.

ولدى بريطانيا طائرات حربية متمركزة في جزيرة قبرص بالبحر الأبيض المتوسط، وتنفذ مهمات جوية في سوريا والعراق، تشمل وفق الصحيفة، البحث عن أي خلايا لتنظيم “الدولة”، والتجسس على الميليشيات المدعومة من إيران.

ويعدّ مضيق “باب المندب” البحري، الواصل بين خليج عدن والبحر الأحمر، أحد أهم الممرات المائية في العالم، ويصل في نهاية البحر إلى قناة السويس.

وتكمن أهمية المضيق بتوفيره الوقت للسفن التجارية القادمة من آسيا باتجاه أوروبا وشمال إفريقيا.

وفي حال لم تجد الولايات المتحدة حلًا مع “الحوثيين”، ستضطر السفن القادمة من الهند وإندونيسيا وبقية دول جنوب آسيا وأستراليا للعبور من المحيط الهندي، عبر “رأس الرجاء الصالح”، في أقصى جنوب إفريقيا، ومنه عبر المحيط الأطلنطي، ودخول البحر الأبيض المتوسط، عبر مضيق جبل طارق، الواقع بين المغرب وإسبانيا (جنوب أوروبا وشمال إفريقيا).

وتعني هذه الرحلة ارتفاع تكلفة الشحن البحري قضاء وقت أطول.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة