يضم أكثر من ثلاثة آلاف سوري

مخيم “الضباط” في تركيا أمام خيارين.. سوريا أو العثمانية

مخيم "أبايدن" في مدينة هاتاي (göç idaresi)

camera iconمخيم "أبايدن" في مدينة هاتاي (göç idaresi)

tag icon ع ع ع

عرضت إدارة مخيم “أبايدن” (الضباط) في مدينة هاتاي جنوبي تركيا، قبل نحو شهر، خيارات على العائلات المقيمة بالمخيم لإفراغه.

ويضم المخيم عائلات من اللاجئين السوريين من متضرري الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وأربع محافظات سورية في 6 من شباط 2023.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، ما زال أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ سوري خاضع لـ”الحماية المؤقتة” يقيمون في مخيم “أبايدن”.

وكانت السلطات التركية أغلقت خلال عام 2023 مخيمين في كل من مدينتي غازي عنتاب وكلس، كانا يضمان نحو تسعة آلاف لاجئ سوري، حذفت قيودهم من المخيمين بعد إغلاقهما.

مبالغ تعويضية غير متاحة

طريقة إغلاق مخيم “ألبيلي” في مدينة كلس ومخيم “نزيب” في غازي عنتاب مشابهة للخيارات في مخيم “أبايدن”، والمبالغ التعويضية المعروضة على اللاجئين السوريين في المخيم نفسها، فاللاجئ الذي أراد الانتقال إلى الولايات التركية باستثناء اسطنبول، يمنح 6500 ليرة تركية، بينما المبلغ المقدم لمن يرغب بالعودة الطوعية إلى سوريا قدره 14 ألف ليرة تركية.

وفق شهادات حصلت عليها عنب بلدي من ثلاثة أشخاص من عائلات مختلفة في مخيم “أبايدن”، فإن المبالغ المعروضة على الأهالي نفسها، لكن المختلف المدن التي تمنع العائلات من الانتقال إليها، إذ لا يستطيع اللاجئون الانتقال من المخيم إلى مدينتي هاتاي واسطنبول.

وفي وقت لاحق صارت التعويضات المالية غير متاحة أمام سكان المخيم، إذ حددت إدارته خيارين أمامهم إما الانتقال إلى الولايات التركية ما عدا المستثناة، أو التوجه لمخيم “Cevdetiye” في مدينة العثمانية جنوبي تركيا، في ظل خطة لتحويل المخيم إلى سجن.

“إجبار”

ثلاثة أشخاص (تحفظوا على ذكر أسمائهم الكاملة لمخاوف من مشكلات قانونية)، تواصلت عنب بلدي معهم للحصول على معلومات حول كيف تم الإعلان عن قرار الإغلاق وما الخيارات المتاحة أمام اللاجئين السوريين المقيمين ضمن المخيم.

وعبر اللاجئون لعنب بلدي عن خلق قرار الإغلاق حالة من القلق والحيرة لديهم خلال المحاولة لإيجاد حلول مناسبة، بعد خسارتهم منازلهم وما يملكون بعد وقوع الزلزال.

رشا إحدى المتضررات، شرحت لعنب بلدي أن القرار كان مفاجئًا للعائلة، وبعد إصداره من قبل الإدارة، اختارت العائلة البقاء في المخيم حتى انتهاء المهلة في 18 من كانون الثاني الحالي.

انتقلت عائلة رشا لمخيم “أبايدن” بعد وقوع الزلزال، إذ كانت تقيم في مدينة أنطاكيا بالولاية التي تضم المخيم، وفق حديثها.

زوج رشا، قرر البقاء في مدينة هاتاي، في حال أُغلق المخيم، لوجود بيئة محيطة من الأتراك يتحدثون اللغة العربية “بشكل واضح”، ما يساعده على التأقلم لعدم معرفته اللغة التركية، رغم تأكيد مدير المخيم بأن قيود أهالي المخيم ستحذف من دائرة الهجرة التركية في ولاية هاتاي، في حال قرروا استئجار منزل والبقاء بهاتاي.

لا يستطيع المغادرون من مخيم “أبايدن” استئجار منازل في هاتاي دون الحصول على ورقة براءة ذمة من مدير المخيم الذي يرفض منحها للاجئ لنقل نفوس عائلته، وفق ما تحدثت خديجة لعنب بلدي.

خديجة لاجئة سورية، تقيم مع عائلتها المكونة من ستة أشخاص في المخيم، ولا ترغب بالمغادرة حتى إجبارهم على إفراغه، وذكرت أنه حتى 10 من كانون الثاني، لم ينتقل أحد إلى مخيم “Cevdetiye” في مدينة العثمانية بعد التسجيل لدى إدارة المخيم المقرر إغلاقه.

ويقيم في مخيم “Cevdetiye” بالعثمانية، بحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن رئاسة الهجرة التركية، ثمانية آلاف و634 شخصًا، بينما يبلغ عدد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام “الحماية المؤقتة” ثلاثة ملايين و199 ألفًا و927 شخصًا في تركيا، وفي مدينة هاتاي 279 ألفًا و758 لاجئًا سوريًا.

لا حلول

باتت الحلول البديلة لدى اللاجئين السوريين في المخيم قليلة، لصعوبة الظروف المعيشية المتدنية والمصاعب الاقتصادية وأجرة العمال القليلة بموجب الأسعار، في ظل ضغط واضح من إدارة المخيم على العائلات، وفق ما تحدث علي لعنب بلدي.

في اجتماع أجرته إدارة المخيم مع العائلات، في 8 من كانون الثاني، أكد المدير أن بطاقات “الحماية المؤقتة” (الكمالك)، ستقلب إلى مدينة العثمانية في كل الأحوال.

وأفاد علي، المنحدر من مدينة إدلب شمالي سوريا، أن العائلات بالمخيم معارضة للقرار بالمجمل لكن دون جدوى أو تغيير، وأوضح أنه مصّر على البقاء في المخيم حتى آخر لحظة.

عائلة علي مكونة من أربعة أشخاص، وكانت تقيم في منطقة نارلجا بمدينة هاتاي، ولا يرغب الشاب بنقل “الكمالك” إلى مدينة العثمانية.

إغلاقات متتالية

قبل اللاجئين المتضررين من الزلزال في 2023، كان يقيم في مخيم “أبايدن” (الضباط)، عائلات ضباط سوريين، لجأوا إلى تركيا بعد اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ونقلتهم الحكومة التركية إلى مخيم “بخشين” الذي يبعد نحو تسعة كيلومترات عن مخيم “الضباط”.

يأتي قرار إغلاق المخيمات للاجئين السوريين في تركيا، كخطوة مكملة للقرارات السابقة في عام 2018 حول إغلاق المخيمات، وهو أمر روتيني من قبل رئاسة الهجرة التركية ومتبع منذ سنوات.

وأغلقت الهجرة التركية ما يقارب 19 مخيمًا من أصل 25 مخيمًا، مع وجود خطة سابقة لإبقاء عدد منها خاصة بذوي الإعاقة، بحسب تصريح سابق لرئيس بيت الإعلاميين العرب في تركيا، جلال دمير، لعنب بلدي.

وتابع جلال دمير أن عدم إغلاق ما تبقى من المخيمات في الفترات السابقة كان سببه الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا، في 6 من شباط 2023، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية والأسباب الاقتصادية والتغيرات الإدارية، ما أدى إلى عدم إسراع الهجرة بتنفيذ قرار الاغلاق.

وتوجد في خمس ولايات تركية سبعة مخيمات تضم لاجئين سوريين خاضعين لـ”الحماية المؤقتة”، وهي: هاتاي وكهرمان مرعش والعثمانية وملاطيا وأضنة، ويقيم فيها أكثر من 62 ألف لاجئًا، وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن رئاسة الهجرة التركية.

اقرأ أيضًا: تركيا.. إغلاق مخيم “نزيب” يضع السكان أمام خيارين تحت الضغط




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة