تكهفات في تربة رأس العين تثير مخاوف من تلوث المياه الجوفية

أثار وجود تكهفات في تربة أراضي مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة مخاوف السكان من تلوث المياه الجوفية، إذ يمكن أن تتسرب عبرها مياه الصرف الصحي القادمة من تركيا.

هذه التكهفات تنتشر على نهر “الخابور” بين مدينة رأس العين وبلدة تل حلف، حيث تسبب انحسار مستوى المياه عن السابق في حدوث فجوات هوائية (تكهفات).

سائر الموسى وهو من سكان بلدة تل حلف، قال لعنب بلدي، إن وجود التكهفات يبعث المخاوف في نفوس الأهالي، ويشكل خطرًا على مياه الشرب، خاصة في البلدة نظرًا إلى قربها من نهر “الخابور”.

طالب سائر بتدخل عاجل من قبل الجهات المعنية، وأضاف أن هذه التكهفات لا تخضع لأي رقابة، ما يزيد من خطر اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وأشار إلى أن مياه الصرف الصحي التركية ملوثة بمواد خطرة نظرًا إلى رائحتها السيئة.

وتخشى السيدة ميساء المجد وهي من سكان رأس العين، من أن تكون إصابة طفلتها بالإسهال قبل أيام ناتجة عن تلوث مياه الشرب، وقالت لعنب بلدي، إنها لم تعد تستعمل مياه الصنبور، وتضطر إلى شراء مياه معدنية مرتفعة الثمن، للحفاظ على صحة أطفالها.

خطورة الاختلاط.. شبكات غير نظامية

حذّر الطبيب عبد المجيد جمعة (طبيب عام) في رأس العين من مخاطر اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية الصالحة للشرب، مضيفًا أنه قد يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض الخطيرة، مثل الكوليرا والطاعون والتسمم الغذائي.

وأضاف الطبيب لعنب بلدي أن هذه الأمراض قد تؤدي إلى وفاة الأشخاص، خاصة الأطفال وكبار السن، وطالب الجهات المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة لمنع اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الشرب، وحماية السكان من مخاطر هذه المشكلة.

بدوره قال مدير دائرة المياه برأس العين، بشير مطر، إن المدينة تشتهر بينابيعها، وبعد حدوث حالة التصحر في المنطقة ظهرت مسألة التكهفات، لافتًا إلى أن معالجة هذه المسألة تتطلب إمكانيات عالية.

وأوضح مطر لعنب بلدي أن المدينة تعاني حالات هبوط بالتربة ضمن المدينة وخارجها، ومعظم هذه الهبوطات بمناطق شبكات الصرف الصحي، كون طريقة إنشاء هذه الشبكات غير نظامية وضمن مخطط سيئ.

وذكر مطر أن ذلك قد يؤدي إلى اختلاط المياه العذبة بالمياه الملوثة واحتمالية تحولها لكارثة بيئية، إلا أنها تبقى احتمالًا، مشيرًا إلى أنه لم يلاحظ على أرض الواقع أي حالات تسمم أو ضرر صحي قد سجل، ولا حتى حالة تلوث للمياه بسبب الاختلاط في المدينة.

ولفت مطر إلى أن مديرية المياه تقوم بفحص دوري لآبار المياه الموجودة في رأس العين وبلدة تل حلف، نافيًا وجود أي تلوث للمياه.

وعود بإغلاق التكهفات

رئيس مكتب الخدمات في المجلس المحلي برأس العين، عبد الكريم الفندي، قال لعنب بلدي، إن “المجلس المحلي يقوم بتعقيم كل آبار المياه في رأس العين بشكل دوري باستخدام مادة الكلور، كما يقدم المجلس المادة لأهالي القرى لتعقيم خزانات المياه الخاصة بهم.

وأضاف أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان سلامة مياه الشرب في المدينة، وأن المجلس يسعى إلى إغلاق التكهفات البالغ عددها سبع فتحات والموجودة على مجرى نهر “الخابور”، إلا أن هذه العملية تتطلب آليات ثقيلة ومواد غير متوفرة في رأس العين.

وأشار الفندي إلى أن المجلس على تواصل مع شركة تركية خاصة لديها المعدات اللازمة والمواد الخرسانية لإغلاق هذه الفتحات بأقرب وقت.

1500 دونم مروية بمياه الصرف الصحي

تُروى مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في رأس العين بمياه الصرف الصحي القادمة من تركيا.

وفي تصريح سابق لعنب بلدي من رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي برأس العين، عمر حمود، قال إن مساحة الأراضي المزروعة على أطراف نهر “الخابور” والتي تسقى بمياه الصرف الصحي تبلغ 1500 دونم.

وأوضح أن هذه المشكلة قديمة، لكنها تفاقمت نتيجة توقف آبار المياه الارتوازية الموجودة على جانبي النهر سابقًا، ما جعل المياه راكدة وتحولت إلى مستنقعات وبرك ملوثة.

وأضاف أن مديرية الزراعة أصدرت تعميمًا يمنع زراعة الخضار الشتوية على أطراف النهر، وطلبت زراعة المواد العلفية فقط، كما نظّفت مجرى النهر عدة مرات، وتواصلت المديرية مع الجهات التركية، التي بدورها نظّفت مجرى النهر من الطرف التركي.

اقرأ أيضًا: رأس العين.. 1500 دونم تسقى بـ”سموم” صرف صحي من تركيا

–