مستوردة وبرسوم عالية

ارتفاع مضاعف بأسعار الخضراوات يرهق محدودي الدخل في رأس العين

ارتفاع مضاعف بأسعار الخضراوات يرهق محدودي الدخل في رأس العين

camera iconأسعار الخضروات مرتفعة في سوق "الهال" بمدينة رأس العين شمال غربي الحسكة – 5 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

تشهد أسواق مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ارتفاعًا في أسعار الخضراوات، وصلت نسبته في بعض الأصناف إلى 100%، مقارنة بالشهر الماضي.

يؤثر ارتفاع الأسعار على شريحة واسعة من سكان المدينة البالغ عددهم 115 ألف نسمة، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متدنٍ، فغالبية السكان يعملون بالزراعة أو بأعمال يومية، وبأجر لا يتجاوز 30 ألف ليرة سورية يوميًا (نحو دولارين أمريكيين).

ووصل سعر كيلو البندورة إلى 18 ألف ليرة سورية، والباذنجان إلى 14 ألفًا، والبطاطا والبصل إلى 12 ألفًا، والكوسا إلى 11 ألف ليرة.

بقايا السوق

عبّر عزام السخني، وهو عامل مياومة في رأس العين، عن استيائه من ارتفاع أسعار الخضراوات، معتبرًا أنها لا تناسب دخل العمال في المدينة، الذين يتلقون أجرة يومية لا تتجاوز 30 ألف ليرة، ويجري حساب سعر الخضراوات عليهم بالعملة التركية.

وأوضح أن ارتفاع أسعار الخضراوات حوّلها من مادة بمتناول الأهالي إلى سلعة صعبة المنال، وبات يشكّل شراؤها عبئًا على الأسر خاصة الفقيرة وذات الدخل المحدود.

فاطمة السمعان، أم لخمسة أطفال برأس العين، قالت إن عائلتها حُرمت من الخضراوات إثر ارتفاع أسعارها، وإنها تضطر إلى الذهاب يوميًا إلى السوق عند نهاية اليوم لشراء بقايا الخضراوات، لأنها تكون بسعر أرخص.

وأوضحت أن بقايا الخضراوات تكون فقط صالحة للطبخ المباشر، ولا تصلح لأن يبقى منها شيء حتى لساعات.

ورغم مخاوف السيدة من تأثير بقايا الخضراوات ذات الجودة المنخفضة على صحة أسرتها، فإنها مجبرة على ذلك، ولا خيار آخر أمامها، وفق ما قالته لعنب بلدي.

بيع منخفض ورسوم مرتفعة

بدوره، مالك عزيز، وهو صاحب محل لبيع الخضراوات في مدينة رأس العين، قال إن ارتفاع أسعار الخضراوات أثر سلبًا على أصحاب المحال، وتراجعت حركة البيع.

وذكر لعنب بلدي أن المحل كان يبيع في الصيف ما لا يقل عن 900 كيلوغرام من الخضراوات بمختلف أصنافها يوميًا، أما حاليًا في الشتاء فلا يتجاوز البيع 100 كيلوغرام.

وتابع أن أصحاب المحال يشترون الخضراوات من التجار بالعملة التركية (الدولار يعادل 14300 ليرة سورية و29.77 ليرة تركية)، وتباع للسكان بالليرة السورية، ما يؤثر سلبًا على هامش الربح.

وأشار عزيز إلى أن التجار هم من يحددون أسعار الخضراوات، معتبرًا أن الأسعار الحالية مرتفعة جدًا، حيث خسر المحل معظم زبائنه.

مازن مقداد، تاجر خضراوات في رأس العين، أوضح لعنب بلدي أن ارتفاع الأسعار سببه عدم توفر الخضراوات المزروعة محليًا في فصل الشتاء، ما يدفع المنطقة إلى الاعتماد بشكل أساسي على وارداتها من تركيا.

وقال إن تكلفة النقل والتفريغ، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية التركية التي تصل إلى 200%، تسهم في ارتفاع الأسعار.

وتقع رأس العين وتل أبيض بين الحدود التركية ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ولا توجد معابر رسمية بينهما، ويصل معبر “تل أبيض” بين تركيا والأراضي السورية، وهو بعيد من حيث المسافة عن رأس العين.

وتوجد ثلاث عملات في رأس العين، العملة المتداولة هي الليرة السورية، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.

وتعتمد رأس العين على زراعة الخضراوات خلال فصل الصيف، منها الخيار والبندورة والباذنجان والبامية، ورغم أهمية هذه الزراعات، فإن غياب البيوت البلاستيكية والدعم من الجهات الرسمية يُعد عائقًا، نظرًا إلى تكلفتها العالية وندرة الخبرة في إنشائها بالمنطقة، كما تعتبر تربة رأس العين ملائمة لزراعة مختلف أنواع المحاصيل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة