أجور مرتفعة لصياغة الذهب في اللاذقية

أجور مرتفعة لصياغة الذهب في اللاذقية

camera iconمجوهرات معروضة داخل محل في مدينة اللاذقية – 15 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

دفعت سناء (38 عامًا)، وهي موظفة حكومية في اللاذقية، نحو 600 ألف ليرة، أجرة صياغة خاتم صغير بوزن 3.47 غرام ذهب من عيار 21، اشترته مطلع العام الحالي، حين كان سعر غرام الذهب 800 ألف ليرة سورية.

لجأت السيدة لشراء الخاتم من حوالة مالية أرسلها لها شقيقها المغترب في العراق كهدية رأس السنة، خافت أن تصرفها كلها على احتياجات المنزل التي لا تنتهي، فقررت شراء الخاتم الصغير “لوقت الحاجة”.

ما دفعها لذلك أيضًا أن قيمة الليرة السورية مقارنة بالدولار الأمريكي متدهورة وربما تنخفض أكثر بأي لحظة، إذ يعادل الدولار الواحد في الوقت الحالي نحو 14600 ليرة سورية.

قالت السيدة إنها باعت كل ذهبها قبل أعوام وبددت ثمنه في شراء الطعام ومستلزمات العائلة، وأيضًا لشراء ثلاجة جديدة بعد أن أدى سوء وضع الكهرباء إلى تضرر الثلاجة القديمة وعدم إمكانية تصليحها مرة أخرى عام 2021.

ويبلغ ثمن غرام الذهب من عيار 21 قيراطًا 835 ألف ليرة، وغرام الذهب من عيار 18 قيراطًا 715 ألفًا و714 ليرة، وقت إعداد هذا التقرير، وفق نشرة جمعية الصياغة الرسمية، والأسعار متغيرة بشكل شبه يومي.

وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن أغلب باعة الذهب لا يأخذون بالأسعار الرسمية، ويقومون بالتسعير بحسب سعر “السوق السوداء” بفارق يزيد على 25 ألف ليرة، ووقت إعداد التقرير، سجل ثمن الغرام من عيار 21 قيراطًا 864 ألف ليرة، وعيار 18 قيراطًا 741 ألف ليرة.

ولتجنب التعرض للمساءلة القانونية، يلجأ الباعة لرفع تكلفة الصياغة، التي تتراوح بين 100 ألف و200 ألف ليرة لكل غرام في اللاذقية.

فوق سعر الجمعية

في أحد محال المجوهرات بسوق الذهب وسط مدينة اللاذقية، كان رجل يبدو أنه في منتصف عقده الخامس، يحاول شراء ليرة ذهبية، إذ يكثر الطلب عليها لكون أجور صياغتها أقل بكثير من الذهب المشغول.

عبثًا كان يحاور بائع الذهب للحصول على الليرة، فالصائغ كان يخبره بأنها لا تتوفر لديه، ليشرح له الرجل الخمسيني كم عانى تحت المطر وهو يبحث عنها ليشتري منها ثلاثًا بهدف حماية نقوده من التضخم، بعد أن باع أرضًا صغيرة يمتلكها مؤخرًا لأجل بعض المصاريف، وبالنقود المتبقية يريد شراء ثلاث ليرات.

سرعان ما أخبره الصائغ أنه يستطيع تأمين ليرتين ذهبيتين، لكن بسعر أعلى من سعر الجمعية بـ225 ألف ليرة، مشترطًا عليه أن يكتب في فاتورة البيع أنه حصل منه على ثمنها بسعر الجمعية، على أن يدفع الرجل الفرق دون أن يكتب ذلك في وصل البيع.

وافق الرجل واشترى الليرتين بسعر 14 مليونًا و600 ألف ليرة، علمًا أن سعر الليرة الواحدة بحسب نشرة الجمعية الرسمية كان 7 ملايين و75 ألف ليرة.

صياغة مرتفعة حسب نوعية القطعة

الصائغ ذاته الذي يقع محله بالقرب من سور الكنيسة بسوق الذهب، قال إن أجور الصياغة تختلف بحسب القطعة، وغالبًا فإن صياغة الذهب من عيار 21 أقل من صياغة عيار 18.

وطلب بائع الذهب 150 ألف ليرة أجور صياغة عن كل غرام لبيع قطعة “بلاك ذهبي” من عيار 18 بوزن 3.59 غرام، وبعد كثير من المفاصلة خفضها إلى 145 ألف ليرة، ثم نصح الزبون بشراء القطعة في نفس اليوم، لأن سعرها وأجور صياغتها سترتفع في اليوم التالي.

ورصدت عنب بلدي تفاوتًا واضحًا في أجور الصياغة بين المحال، فمثلًا المحال الكبيرة ذات الأسماء المعروفة تطلب أجور صياغة عن كل غرام تبدأ من 160 ألف ليرة وتصل إلى نحو 225 ألف ليرة، بينما المحال الصغيرة تطلب أجرة صياغة تتراوح بين 100 ألف و150 ألف ليرة.

وهناك بعض المحال اقترحت على معدّة التقرير، التي حادثت أصحابها بصفة زبونة، شراء “ذهب كسر”، بأجور صياغة 75 ألف ليرة لكل غرام.

و”الذهب الكسر” هو عبارة عن جزء من سلسلة عيار 21 مثلًا، إذ يقتطع منه الصائغ ما يناسب المبلغ الذي يمتلكه الزبون، ويبيعه له.

ومنذ سنوات ومع تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، يلجأ السوريون إلى الذهب المقلّد (البرازيلي والروسي) لإتمام تقاليد حفل الزفاف، التي تصل إلى حد القدسية في عادات وتقاليد المجتمع السوري.

والذهب “البرازيلي” هو معدن “فالصو” (لا قيمة له)، إذ إنه مكون من رصاص وقصدير، لكنه يشبه إلى حد كبير لون وبريق الذهب الحقيقي.

ويتراوح سعر خاتم الخطوبة من الذهب “البرازيلي” بين 100 ألف و300 ألف ليرة بحسب وزنه وشكله، كما يتراوح سعر بعض الأطقم من الذهب البرازيلي بين 700 ألف ومليون ليرة سورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة