أبراج عسكرية ترسم “حدود قسد” على طول الفرات

قاعدة أسمنتية لأحد الأبراج التي تعمل قسد على بنائها بالقرب من بلدة الصبحة شرقي دير الزور- 18 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي)

camera iconقاعدة أسمنتية لأحد الأبراج التي تعمل قسد على بنائها بالقرب من بلدة الصبحة شرقي دير الزور- 18 من كانون الثاني 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أطلقت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مشروعًا لبناء نقاط عسكرية جديدة على شكل أبراج يتراوح ارتفاعها بين ثمانية و15 مترًا على طول نهر الفرات بدءًا من بلدة الجرزات غربي دير الزور حتى الباغوز أقصى الريف الشرقي للمحافظة.

الانتشار العسكري المكثف على ضفة نهر الفرات، بدأته “قسد” منتصف 2023، على خلفية هجمات مسلحة أطلقتها عشائر عربية محلية ضد قواتها في دير الزور، واتهمت النظام بدعم مقاتلي العشائر في المنطقة.

تبع ذلك تصعيد أمريكي- إيراني في المنطقة، تجلى باستهدافات ميليشيات تتهمها الولايات المتحدة بالتبعية لإيران، تنطلق من مناطق سيطرة النظام السوري، ومن داخل الأراضي العراقية المحاذية أحيانًا.

ما الهدف؟

في قرية جديد بكارة بدأت “قسد” ببناء أولى النقاط العسكرية على شكل برج أسمنتي، بتخطيط وإشراف من قوات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في سوريا والعراق.

وتتجه “قسد” لاستكمال بناء هذه النقاط العسكرية، على أن تصل ببعضها عن طريق أنفاق، بحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر عسكرية في “قسد” على علاقة بالمشروع نفسه.

وحصلت عنب بلدي على معلومات من مسؤول في منطقة “المجبل” التي بنتها “قسد” بالقرب من قاعدة التحالف الدولي في حقل “العمر”، والمسؤولة عن بناء هذه النقاط، تتحدث عن أن النقاط يشرف على تشييدها متعهدو بناء من خارج محافظة دير الزور، وفق عقود وقعوها مع “قسد”.

وأضاف المسؤول، الذي تتحفظ عنب بلدي على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن النقاط لا تزال قيد البناء وتمتد من قرية جديد بكارة حتى البصيرة ومنطقة الشعيطات شرقي دير الزور.

مسؤول في قسم “الانشاءات العسكرية” في “قسد” (تحفظ على اسمه لأسباب أمنية) تحدث لمراسل عنب بلدي في دير الزور عن أن المشروع “أشبه بتخطيط حدود (الإدارة الذاتية) من جهة دير الزور” كخطوة أولى، وستعمل “قسد” على مخططات مشابهة في مدن ثانية كالرقة ومنبج.

وأضاف أن نظام المراقبة عبر الأبراج سيأمن “حماية” للمنطقة، إذ ستنشر “قسد” في كل بلدة ثلاثة أبراج معززة بكاميرات مراقبة، تكشف مساحات جغرافية واسعة، وتشرف عليها “الوحدات الخاصة” (الكوماندوس) وتهدف لضبط المنطقة أمنيًا.

وتأتي التحركات الأمنية الجديدة في إطار محاولة من “قسد” للسيطرة على الخلايا التي تضرب النقاط العسكرية الموجودة في ريف دير الزور، انطلاقًا من مناطق سيطرة النظام السوري، بحسب المصدر، الذي أشار إلى أن العمل يتركز حاليًا في الريف الشرقي للمحافظة، ثم سينتقل نحو الريف الغربي لدير الزور.

مسؤول في مركز “الأمن الداخلي” (أسايش) بمدينة البصيرة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي إن القيادة العامة لـ”أسايش” أعطت أمرًا ببناء جدار مسلح بطول كيلومتر واحد، إضافة لأربعة أبراج مراقبة معززة بكاميرات مراقبة تكشف مساحات واسعة تصل لمدينة الشحيل شرقًا وبلدتي أبريهة والصبحة غرب البصيرة.

امتداد لمشروع سابق

منذ تشرين الثاني 2023، شرعت “قسد” بإنشاء نقاط عسكرية على ضفة نهر الفرات الشرقية المقابلة لمناطق سيطرة النظام السوري شرقي محافظة دير الزور، تزامنًا مع ازدياد هجمات قالت “قسد” إنها مدعومة من النظام وقادمة من مناطق سيطرته.

موقع “نهر ميديا” المتخصص بنقل أخبار دير الزور بشكل رئيس قال حينها، إن “قسد” أطلقت مشروعًا يهدف لنشر نقاط عسكرية بين بلدة الجزرات غربي دير الزور وصولًا إلى الباغوز في أقصى شرقي المحافظة.

وأضاف أن تجهيزات شهدتها المنطقة لإنشاء ثلاث “مجابل” (أماكن مخصصة لصناعة خرسانة أسمنتيه) للبدء بتصنيع غرف مسبقة الصنع تمهيدًا لنشر النقاط العسكرية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة