هطولات مطرية في درعا.. مزروعات انتعشت وأخرى تضررت

محصول الفول في ريف درعا - 6 من شباط 2024 (عنب بلدي /حليم محمد)

camera iconمحصول الفول في ريف درعا - 6 من شباط 2024 (عنب بلدي /حليم محمد)

tag icon ع ع ع

شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا هطولات مطرية استمرت على فترات متلاحقة منذ مطلع العام الحالي، فاقت نسبتها 75% من المعدل العام.

وأسهمت الهطولات المطرية المستمرة في ري بعض المحاصيل التي انتعشت كالقمح والشعير، لكنها أثرت سلبًا في محاصيل أخرى كالبازلاء والفول والخس، مسببة رطوبة زائدة، وأدت إلى إصابتها بالأمراض الفطرية. 

محاصيل ارتوت

نبت محصول القمح بمياه الأمطار لدى ياسر الخلف في ريف درعا الغربي، ولم يضطر لسقايته منذ بدء زراعته قبل نحو شهرين.

وقال ياسر وهو مزارع لديه ما يقارب 25 دونم قمح، إن الهطولات المطرية أنعشت المحصول، ولا يحتاج إلى سقاية حاليًا، ما يوفر عليه تكاليف المحروقات وأجور العمال.

وأضاف أن تأخر سقوط المطر لموسم الشتاء عام 2023 دفعه لسقاية محصوله على منذ البذار، لافتًا إلى أن إنتاج القمح لم يكن جيدًا حينها، لعدم قدرته على السقاية. 

ويتوقع ياسر إنتاجية جيدة لهذا الموسم في حال استمر سقوط الأمطار في شهري آذار ونيسان.

خالد سليمان مهندس زراعي قال لعنب بلدي، إن القمح من النباتات النجيلية، ويزرع في سوريا من بداية تشرين الثاني حتى نهاية شباط، ويزرع مرويًا وبعلًا، ويحتاج إلى كميات مياه من 300 إلى 600 ملمتر موزعة على فترات متقطعة، كما يحتاج إلى 600 ساعة برد.

وأضاف المهندس أن هناك عوامل أخرى تؤسس لنجاح محصول القمح، منها جودة التربة، وغناها بالعناصر وتنظيف القمح من الأعشاب الضارة.

ومن المهم تزويد محصول القمح والشعير بالسماد الآزوتي خلال فترات سقوط الأمطار، وكذلك إضافة “السوبر فوسفات” في بداية زراعة المحصول، وفق المهندس.

بلغت مساحة القمح المروي في درعا عشرة آلاف و30 هكتارًا، ومساحة البعلي 86 ألفًا و558 هكتارًا، في حين بلغت مساحات محصول الشعير  39 ألفًا و277 هكتارًا، وهي مساحات منفذة وفق خطة مديرية الزراعة، بحسب رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا، وائل الأحمد.

محصول الفول في ريف درعا - 6 من شباط 2024 (عنب بلدي /حليم محمد)

محصول الفول في ريف درعا – 6 من شباط 2024 (عنب بلدي /حليم محمد)

أضرار بالمحاصيل الشتوية

مع استمرارية سقوط الأمطار لأيام متتالية، أصيبت بعض المحاصيل الشتوية بالأمراض الفطرية، وكان محصول البازلاء الأكثر تضررًا بحسب مزارعين في ريف درعا التقتهم عنب بلدي.

حمزة كيوان (28 عامًا) لديه خمسة دونمات مزروعة بالبازلاء، قال لعنب بلدي، إن الأمطار المتواصلة سبّبت اصفرارًا للمحصول، لافتًا إلى أنه يحتاج إلى مياه الرذاذ بفترات متقطعة مثل الهطولات المطرية المستمرة التي حصلت مؤخرًا.

فيما أصيب محصول الخس لدى نبيل المحمد بالأمراض الفطرية، وقال إن الرطوبة الزائدة نتيجة توالي سقوط الأمطار سبّبت شللًا في النبات وصدأ أثر في الأوراق.

وأضاف أنه لم يتمكن من رش المحصول بسبب صعوبة تنفيذ عمليات الرش لتوالي المطر، ولأن الأرض صارت طينية، إذ يحتاج رش المحصول في الشتاء لفترة زمنية دون سقوط أمطار.

من جانبه، قال المهندس خالد سليمان، إن المياه الزائدة تخلف رطوبة تؤثر على الجذر وتسبّب أمراضًا فطرية، ومن الممكن في حال توقف المطر لأيام أن يرش المحصول بالمبيدات الفطرية والأسمدة الورقية، ويعطى الأسمدة الآزوتية. 

وأضاف سليمان أن هذه المحاصيل ترغب بمياه الأمطار، لكن على فترات متقطعة.

محصول البازلاء في ريف درعا - 6 من شباط 2024 (عنب بلدي /حليم محمد)

محصول البازلاء في ريف درعا – 6 من شباط 2024 (عنب بلدي /حليم محمد)

ولم تكن البازلاء المحصول الوحيد الذي تأثر بسقوط الأمطار، إنما تأثرت محاصيل الفول والخس والبقدونس.

وأثر سقوط الأمطار المتواصل في إمكانية جني المحصول، إذ يصعب على العامل ذلك خلال سقوط المطر وتبلل الأرض، وكذلك يصعب نقل المحصول لصعوبة وصول سيارات الشحن إلى الأرض، لأن أغلب الطرق الزراعية طينية غير معبدة.

وقال مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، إن مساحة محصول البازلاء بالأراضي المروية في درعا وصل إلى 300 هكتار، ومساحة البازلاء البعلية بلغت 1645 هكتارًا من أصل خطة مقررة بلغت 1643 هكتارًا، ووصلت مساحة محصول الفول المروي إلى 235 هكتارًا، ومساحة الفول البعلي إلى 2754 هكتارًا من أصل 2733 هكتارًا مقررة. 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة