في يومه العالمي.. ما واقع سرطان الأطفال في سوريا

يصادف 15 شباط اليوم العالمي لسرطان الأطفال - 23 أيار 2022 (جمعية بسمة/ فيس بوك)

camera iconيصادف 15 شباط اليوم العالمي لسرطان الأطفال - 23 أيار 2022 (جمعية بسمة/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

يصادف 15 من شباط اليوم العالمي لسرطان الأطفال، وهو حملة تعاونية عالمية لرفع مستوى الوعي حول سرطان الأطفال، والتعبير عن الدعم للأطفال والمراهقين والمصابين بالسرطان والناجين وأسرهم.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يصاب كل عام نحو 400 ألف طفل ومراهق، أعمارهم تحت 19 عامًا، بالسرطان، وتشكل نسبة الشفاء في البلدان مرتفعة الدخل أكثر من 80%، بينما في البلدان منخفضة الدخل، يشفى أقل من 30%.

تشمل أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الأطفال سرطان الدم (اللوكيميا) وسرطان الدماغ والأورام اللمفاوية والأورام الصلبة، مثل أورام الأرومة العصبية وأورام ويلمز، ولا يمكن الوقاية منه أو تحديده عبر الفحص.

مستشفيات لكن دون أطباء

يوجد في مناطق سيطرة النظام 14 مستشفى يقدم العلاج لمرضى السرطان، وتتبع لوزارة الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي والدفاع إضافة إلى وحدة بسمة لعلاج سرطان الأطفال، بحسب وزارة الصحة.

وبلغ عدد أجهزة العلاج الإشعاعي، حتى عام 2022، خمسة أجهزة مسرعات خطية، وخمسة أجهزة “كوبالت”، وبسبب العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام السوري، فإن صيانة الأجهزة ذات التقنية “العالية”، واستيراد قطع التبديل تستغرق وقتًا.

ورغم وجود عدد من المستشفيات، فإن عدد الأطباء المختصين في معالجة الأطفال المصابين بالسرطان “محدود”، بسبب هجرة الأطباء، وفقًا لرئيس شعبة أمراض الدم والأورام في مشفى الأطفال عثمان حمدان.

وقال حمدان في حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، في نسيان 2023، إن مستشفى الأطفال في دمشق، يستقبل سنويًا بين 200 و300 حالة حديثة لأطفال أصيبوا بأحد أنواع السرطان.

وتقدم بعض الجمعيات دعمًا لرعاية وعلاج الأطفال، ووصل عدد المستفيدين إلى حوالي 8800 مريض بين علاج ومراقبة.

أمينة سر اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان، رندا برهوم، قالت في حزيران 2023، إن وزارة الصحة سجلت حوالي 17599 إصابة جديدة في مختلف الأعمار عام 2020، دون وجود إحصائية مخصصة للأطفال.

ومن المتوقع أن ترتفع الإصابات إلى 38600 حالة في عام 2030، بحسب برهوم، مشيرة إلى أن مرض السرطان في سوريا هو ثالث سبب للوفاة، حسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة.

شمال غربي سوريا.. أزمة الحدود

يعاني مرضى السرطان في مناطق الشمال السوري من عدم وجود فرص كافية للعلاج، ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية، حيث يتحملون الألم الجسدي اليومي دون أي أمل في الحصول على العلاج المناسب للكثير من الأشخاص المصابين بالمرض.

في حين انخفض عدد المرضى الذين يتم استقبالهم في المستشفيات التركية، منذ وقوع زلزال 6 من شباط 2023. وتعد هذه المستشفيات الأمل للعديد من المصابين في البحث عن العلاج.

مدير المكتب الإعلامي لمعبر “باب الهوى”، مازن علوش، قال لعنب بلدي اليوم، 15 من شباط، إن عدد مرضى السرطان الذين دخلوا تركيا للعلاج بعد إعلان معبر “باب الهوى” الحدودي بين سوريا وتركيا استئناف عبور الحالات المرضية، في 25 من تموز 2023، وصل إلى 1813 حالة لمرضى السرطان.

ويقدّر العدد الإجمالي للمرضى الذين عبروا معبر “باب الهوى” لتلقي العلاج في تركيا خلال عام 2023 بـ1974 حالة.

كما دخل 229 مريض سرطان، في كانون الثاني 2024، ويقدّر عدد المرضى العابرين في شهر شباط نحو 100 حالة حتى هذه اللحظة.

ويقدّر عدد الأطفال السوريين الإجمالي الذين دخلوا تركيا للعلاج عام 2023 بـ927 طفلًا من أصل 3235 مريضًا، لكن دون تحديد عدد مرضى السرطان من بينهم.

اقرأ أيضًا: قرار باستئناف دخول مرضى السرطان بشمالي سوريا للعلاج في تركيا

وتسمح السلطات التركية بدخول الحالات الإسعافية الضرورية بأعداد قليلة فقط، بعد التنسيق المباشر بين المستشفى المحوّل إليه المريض والنقطة الإسعافية، أما بالنسبة للحالات “الباردة” (غير المستعجلة) فتدخل بعد الحصول على إحالة طبية جديدة من قبل الاختصاصي المعتمد، وفق مكتب التنسيق الطبي بمعبر “باب الهوى”.

وبلغ عدد حالات مرضى السرطان في الشمال السوري نحو ثلاثة آلاف حالة، يقدّر عدد الأطفال والنساء منهم بـ65%، بحسب تصريحات سابقة لمدير المكتب الإعلامي لمديرية صحة إدلب، عماد زهران، لعنب بلدي.

لا مراكز شمال شرقي سوريا

لا تحوي مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، أي مركز لمعالجة سرطان الأطفال، بينما يوجد المركز الطبي المحدث (مستشفى اللؤلؤة) في المربع الأمني الواقع تحت سيطرة النظام بالحسكة.

وافتتحت “الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال” المركز في 2020، بتمويل من صندوق سوريا الإنسانية الذي يديره “مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية” (OCHA) بالتعاون مع مديرية صحة الحسكة.

ويوجد 1637 طفلًا مسجلًا لدى الجمعية في مدينتي الحسكة والقامشلي.

وفي مدينة الرقة يوجد 825 إصابة بالسرطان منهم أطفال ونساء، حسب إحصائية أجراها مركز “العلاج التخصصي لمرضى السرطان”، دون تحديد عدد الأطفال بالضبط.

وفي دير الزور قال الطبيب بكر السيد احبش لعنب بلدي، إنه لا توجد إحصائية لمرضى السرطان، إضافة إلى عدم وجود علاج في المنطقة، ويضطر المرضى للسفر إلى دمشق للعلاج.

أحد الاختصاصيين المعالجين في مستشفى “البيروني” بدمشق، قال في حديث سابق لعنب بلدي، قال إن المستشفى يستقبل مئات الحالات شهريًا، 80% منهم قادمون من المحافظات الشمالية الشرقية والشمالية (دير الزور والحسكة والرقة)، وبينهم كثير من الأطفال والنساء.

نقص في الأدوية

مها مناشي معاون مدير مستشفى “البيروني” للخدمات الطبية، قالت إن وزارة الصحة تواجه مجموعة “كبيرة” من العقبات في تأمين المستلزمات العلاجية والطبية نتيجة العقوبات المفروضة على سوريا.

وكان اختصاص الأورام “أكبر المتأثرين” بالعقوبات، وذلك لأن أغلب الأدوية الورمية تستورد من مصدر وحيد.

وبحسب وزارة الخارجية الأمريكية، لا تشمل العقوبات الأمريكية على سوريا عادة المساعدات أو الأنشطة الإنسانية “حسنة النية”، والأدوية.

وتعمل برامج حكومية أمريكية مع منظمات غير حكومية لإيصال الأدوية والسلع الغذائية لكافة أنحاء سوريا تقريبًا، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام، حسب الوزارة.

وتعتمد مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، على الأدوية القادمة من مناطق سيطرة النظام.

ويتوجه أغلب مرضى دير الزور والرقة إلى الحسكة أو دمشق للحصول على الجرعات.

عامل في مستودع للأدوية بمدينة القامشلي، قال لعنب بلدي، إن أدوية مرضى السرطان باهظة الثمن، وبعضها غير متوفر.

وتتراوح أسعار الجرعات المتوفرة بين 400 و700 ألف ليرة سورية، بينما ثمن جرعات “السركان” تصل إلى 1500 دولار، وهي غيرة متوفرة في المنطقة.

أكثر من ألف حالة طفل يوميًا في العالم

تُشخص منظمة الصحة العالمية أكثر من 1000 حالة طفل يوميًا في العالم بالإصابة بسرطان الأطفال، ما يوضح الحاجة للتركيز على توفير العلاج المبكر.

وأطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة “علاج الجميع“، لتعزيز الجهود الدولية في مجال الكشف المبكر وتوفير العلاج المناسب للأطفال المصابين بالسرطان.

وتهدف المبادرة إلى تقليص نسبة الوفيات بسرطان الأطفال مع زيادة معدلات التعافي بحلول عام 2030، من خلال تحسين النظم الصحية وتوجيه الجهود نحو التشخيص المبكر والعلاج الفعال.

ويعتمد تحقيق المبادرة على قدرة مقدمي الرعاية الصحية وأطباء الأطفال على الكشف عن العلامات والأعراض المبكرة لسرطان الأطفال وبدء العلاج في وقت مبكر.

يتنوع مرض سرطان الأطفال في أشكاله وأنواعه، إذ يتطلب توجيه الجهود والموارد نحو الكشف عن هذه الحالات وتوفير الرعاية الصحية المناسبة للأطفال المصابين.

وتتضمن الأمثلة على أنواع سرطان الأطفال الشائعة، سرطان الدم، وأورام الدماغ وسرطان الشبكية، وبالإمكان اكتشافها من خلال العلامات المبكرة مثل الحمى الشديدة وزيادة حجم العين والصداع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة