قصف الجولان المحتل.. دعم وتخطيط إيراني وحضور إعلامي للنظام

علم إسرائيلي فوق حطام دبابة على تل في هضبة الجولان المحتلة (AFP)

camera iconعلم إسرائيلي فوق حطام دبابة على تل في هضبة الجولان المحتلة (AFP)

tag icon ع ع ع

أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن قصف طال نقطة عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل قبل عدة أيام، دون الإشارة إلى مكان انطلاقه.

وقالت “المقاومة” عبر معرّفها الرسمي في “تيلجرام” مساء أمس، الخميس 15 من شباط، إنها هاجمت الاثنين الماضي، هدفًا عسكريًا في الجولان المحتل، بالطيران المسيّر، دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها الاستهداف.

وبينما لم يشر الفصيل المدعوم من إيران إلى مكان انطلاق الطائرة المسيرة، لم تعلن السلطات الإسرائيلية عن أي استهداف في الجولان السوري منذ 4 من شباط الحالي.

وأرفقت “المقاومة الإسلامية” إعلانها بتسجيل مصور، يظهر لحظة إطلاق الطائرة المسيّرة.

وفي مطلع شباط الحالي، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف وكلاء “حزب الله” اللبناني في سوريا، وأرفق إعلانه بتسجيل مصور يظهر لحظة الغارة الجوية التي نفذت في مكان مجهول.

ولم يعلق النظام السوري على هذه الاستهدافات حتى لحظة تحرير هذا الخبر.

و”المقاومة الإسلامية” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية في سوريا والعراق منذ منتصف تشرين الأول 2023.

توتر يحضره النظام إعلاميًا

مع مرور الوقت، صار الجنوب السوري يشكل نقطة انطلاق لاستهدافات وعمليات تطال الجولان المحتل، لكن لم تعرف الجهة المسؤولة عن هذه العمليات، إذ لم يتبناها أحد سابقًا، ولم تظهر على أنها نشاط صادر عن جهة منظّمة.

الاستهداف نفسه هو الثالث من نوعه الذي تتبناه “المقاومة الإسلامية في العراق” حديثة النشأة، وردت إسرائيل على معظم هذه الاستهدافات بقصف مواقع عسكرية لقوات النظام السوري العسكرية النظامية.

وفي 31 من كانون الثاني الماضي، قال الجيش الإسرائيلي، إن سلاح الجو التابع له أغار على مواقع جنوبي سوريا، ردًا على إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه الجولان السوري.

وأضاف، بحسب ما نشره عبر “إكس” حينها، أن الغارات استهدفت بنية تحتية لجيش النظام السوري في محافظة درعا، لم تحدد طبيعتها، بعد تحديد عدد من عمليات الإطلاق من سوريا.

وبينما تتبادل إيران وإسرائيل التهديدات من الجنوب السوري، يطلق النظام السوري تهديدات بالرد على القصف الإسرائيلي، كما تنشر وزارة الدفاع لديه معلومات عن القصف الإسرائيلي الذي يستهدف المنطقة بين الحين والآخر.

وفي 12 من شباط الحالي، قال وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن سوريا خاضت حروبًا عديدة ضد إسرائيل، ولا تزال على استعداد تام لخوض حروب أخرى تقرر فيها متى وأين وكيف، مشيرًا إلى أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري “أولوية ومهمة مقدسة للشعب السوري”.

منافسة “محفوفة بالمخاطر”

في تقرير تحليلي نشرته “مجموعة الأزمات الدولية” البحثية، في 9 من شباط الحالي، رأت فيه أن مصلحة إسرائيل الأساسية في سوريا هي منع الوجود العسكري الإيراني الاستراتيجي في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك البناء الإيراني للبنية التحتية العسكرية وتنمية القوات المحلية الشريكة.

ومنذ أواخر عام 2017، استهدفت الأصول الإيرانية في سوريا بوتيرة متزايدة، وأثارت هذه الهجمات ردود فعل انتقامية، بما في ذلك من جانب إيران، ما عزز خطر أن تؤدي دوامة التصعيد إلى حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران، والتي يمكن أن تمتد إلى لبنان.

التقرير يرى أن المواجهة الاستراتيجية بين إيران وإسرائيل في سوريا، تتطابق مع خصمين بردع متبادل غير متماثل إلى حد كبير، إذ تمتلك إسرائيل القدرة على شن غارات جوية بعيدة المدى في الأراضي السورية أو الإيرانية.

ومن ناحية أخرى، يملك “حزب الله” اللبناني، حليف إيران، ترسانة كبيرة من الصواريخ، تصل إلى 150 ألف صاروخ، حسب التقديرات الإسرائيلية، يمكن أن تصل إلى معظم أراضي إسرائيل، وقد تكون قادرة على إرباك نظامها الدفاعي من خلال القوة العددية الهائلة عبر مسافة إطلاق قصيرة.

لكن من غير الواضح ما إذا كانت ترسانة إيران من الصواريخ الباليستية تشكل تحديًا خطيرًا لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية المتقدمة، بحسب التقرير.

“مجموعة الأزمات” قالت في تقريرها، إنه لا يبدو أن أيًا من الطرفين مهتم بمواجهة شاملة في الوقت الحاضر، حتى مع تزايد حجم ونطاق الضربات الإسرائيلية ضد إيران والقوات المدعومة من قبلها، على الرغم من استمرار خطر التصعيد غير المقصود في الارتفاع.

إيران في الجنوب

في تقرير سابق أعده مركز “ألما” البحثي الإسرائيلي، ذكر أن 58 موقعًا ومنطقة تنتشر فيها وحدات عسكرية وكيلة لإيران جنوبي سوريا، وتتوزع هذه المجموعات في 28 مكانًا تتمركز فيه مجموعة تعرف باسم وحدة “القيادة الجنوبية”، إلى جانب 30 موقعًا آخر توجد فيها “خلايا إرهابية” تابعة لما يعرف بـ”ملف الجولان”.

تعتبر هذه الوحدة تابعة بشكل كامل لـ”حزب الله” اللبناني، وأغلبية عناصرها لبنانيو الجنسية، وهم المسؤولون عن إدارة ملف الجنوب السوري.

ويتمثل دورها الرئيس في إنشاء بنية تحتية تشغيلية لجميع أنشطة “حزب الله” في الجنوب السوري، مع التركيز على المنطقة الحدودية مع إسرائيل، بحسب “ألما”.

وأضاف المركز أن من بين مهام هذه المجموعة تأمين البيئة المناسبة للقوات الموالية لإيران، مثل الميليشيات الشيعية، لدخول أي حملة ضد إسرائيل، وبشكل فوري، في حال تلقيها الأمر بذلك.

المركز الإسرائيلي تحدث في دراسته الصادرة عام 2020، عن أن وحدة “ملف الجولان” تعمل بهدف بناء بنى تحتية لـ”خلية إرهابية” في الجنوب السوري، كوكلاء عن “حزب الله”.

ويأتي الغرض من هذا النشاط في سياق جمع المعلومات وتنفيذ الأعمال الأمنية ضد إسرائيل، ويعتبر عناصرها والعاملون فيها من السكان المحليين السوريين الذين يعرفون المنطقة جيدًا، ويمكنهم الاندماج بين السكان المحليين.

وتشير النتائج التي خلص لها التقرير إلى عشر قرى في محافظة القنيطرة، و14 قرية أخرى في محافظة درعا تحت سيطرة “فيلق القدس الإيراني” (الجزء المعني بالنشاط العابر للحدود في “الحرس الثوري الإيراني”)، أُنشئت فيها بنية تحتية عسكرية على الحدود السورية مع إسرائيل، ما أتاح إمكانية فتح جبهة أخرى على الحدود السورية ضد إسرائيل، تعادل تلك التي حدثت في لبنان سابقًا، والقائمة حاليًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة