كيلو “البلورية” بنصف مليون.. الحلويات للميسورين فقط بالقامشلي

حلويات معروضة في محل ضمن مدينة القامشلي - 11 من شباط 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

camera iconحلويات معروضة في محل ضمن مدينة القامشلي - 11 من شباط 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

الحسكة – مجد السالم

أصبح شراء الحلويات أحد أشكال الترف المحصورة بفئات معينة من ميسوري الحال، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، وارتفاع الأسعار المتكرر.

وطال غلاء الأسعار الحلويات بجميع الأنواع، حتى الشعبية منها كـ”المشبك” و”العوامة”، إذ يباع قرص “المشبك” الواحد بخمسة آلاف ليرة سورية، وقطعة “القطايف” بثمانية آلاف ليرة سورية.

صعبة المنال

“صرنا نشتري الحلويات بالقطعة، وفي أغلب الأحيان ندخل محال البيع نسأل عن الأسعار ونخرج دون أن نشتري قطعة حلويات واحدة”.

بهذه الكلمات تحدث سعد الحميد (36 عامًا) من سكان مدينة القامشلي، العامل في سوق “الهال”، بشأن العجز عن شراء الحلويات كالسابق بسبب ارتفاع أسعارها.

يطلب أطفال سعد الحميد باستمرار أن يشتري لهم الحلويات، وفق قوله، لكن ارتفاع أسعارها يجعله غالبًا لا يستجيب لرغبتهم.

يبلغ الأجر اليومي لسعد من عمله 20 ألف ليرة سورية، بالمقابل يبلغ سعر الكيلو الواحد لأقل نوع من الحلويات نحو 40 ألف ليرة، ما يعادل أجرة يومين من العمل المتعب.

متطلبات المعيشة اليومية من خبز وطعام وطبابة وغيرها، تجعل سعد الحميد لا يشتري الحلويات لأسرته إلا في المناسبات “الخاصة جدًا”، وفق تعبيره.

أما فاطمة العزو (39 عامًا)، من سكان مدينة الحسكة وتعمل موظفة في إحدى المدارس الخاصة، فقالت لعنب بلدي، إن معظم أصحاب الدخل المحدود يشترون الحلويات الشعبية من “البسطات” والمحال الشعبية والأكشاك المنتشرة عند مفارق الطرق أو في الأحياء الشعبية.

بينما لا تجرؤ هذه الفئة على دخول المحال التي لها واجهات زجاجية نظيفة وإنارة مبهرة، ومليئة بالصواني التي تحتوي على أشكال متعددة ومتنوعة من الحلويات، بسبب غلاء أسعارها.

واعتبرت فاطمة العزو أن شراء الحلويات من هذه المحال أصبح ترفًا زائدًا إذا ما قارنته مع الحاجة لتأمين المواد الغذائية الأساسية للعائلة من زيت وسكر وخضار وغيرها.

نصف مليون ليرة للكيلو

في جولة لها على أسواق مدينة القامشلي، رصدت عنب بلدي أسعار أبرز أنواع الحلويات العربية، وكان سعر بعضها يصل إلى نصف مليون ليرة سورية للكيلو الواحد كـ”البلورية” بالسمن العربي.

بينما يصل سعر كيلو “البقلاوة” بالسمن النباتي إلى 180 ألف ليرة سورية، وبالسمن العربي إلى 350 ألف ليرة، وكيلو “الهريسة” بالفستق الحلبي إلى 120 ألف ليرة، و”المعمول” إلى 150 ألف ليرة.

ويبلغ سعر القطعة الواحدة من “الشعيبيات بالقشطة” ثمانية آلاف ليرة سورية، والمحشوة بالجوز عشرة آلاف ليرة.

منذر العمر (42 عامًا) عامل في أحد محال الحلويات بالقامشلي، قال لعنب بلدي، إن سبب ارتفاع الأسعار هو الغلاء الكبير للمواد الأولية مثل السكر والطحين والزيت، وشح المحروقات كالغاز الضروري لتشغيل الأفران.

ويبلغ سعر أسطوانة الغاز الصناعي نحو 400 ألف ليرة سورية تكفي ليوم واحد، بينما يصل سعر كيس السكر بحجم 50 كيلوغرامًا إلى 650 ألف ليرة.

يضاف إلى ذلك ارتفاع أجور العمال وتكاليف التشغيل الأخرى، مع التدهور المستمر في قيمة الليرة السورية أمام الدولار.

وأشار منذر العمر إلى أنه فيما عدا أيام الأعياد ورأس السنة تكون المبيعات منخفضة، معتبرًا أن السكان باتوا ينظرون إلى الحلويات على أنها نوع من الترف الذي يمكن أن يستمتعوا به خلال مناسبات معينة فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة