“الفساد” يحرم ريف دير الزور من مياه الشرب

أحد المنظمات تعمل على صيانة محطة الكشكية بريف دير الزور الشرقي - 18 شباط 2024 (خاص عنب بلدي)

camera iconأحد المنظمات تعمل على صيانة محطة الكشكية بريف دير الزور الشرقي - 18 شباط 2024 (خاص عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تشهد مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” (المظلة المدنية لـ”قسد”) في دير الزور، وخاصة منطقة الشعيطات (الكشكية، وغرانيج، وأبو حمام)، انقطاعًا مستمرًا في المياه.

ولا تصل المياه إلى بعض المناطق السكنية، ما دفع الأهالي للاعتماد على مياه الآبار التي تسبب مشاكل صحية في الأمعاء والكلى، إضافة إلى سعرها “المرتفع”.

ويتهم أهالي المنطقة لجنة المياه ورئيسها بالمماطلة في تصليح المحطات المعطلة لـ”سرقة” مخصصات المحطات من المحروقات.

لا مياه

تحدثت عنب بلدي مع عدة أشخاص من أبناء منطقة الشعيطات، وقالوا إن الخدمات مغيبة “بشكل كلي” منذ عدة سنوات، ومنها المياه.

وبحسب مواطنين قابلتهم عنب بلدي في المنطقة، فإن الأضرار في المحطات “بسيطة”، إلا أن مشاريع إعادة تشغيلها حالت دون تنفيذ حتى اللحظة.

ولجأ الأهالي إلى مياه الآبار، التي لا توجد في جميع المنازل نظرًا لتكاليف حفرها، وعدم وجود محركات مناسبة لاستخراج المياه الجوفية.

وتسبب مياه الآبار أمراضًا صحية، وتعد أسعارها “مرتفعة ومكلفة” نسبة للوضع المعيشي والأجور في المنطقة، إذ يصل سعر “الصهريج”، أي ما يعادل ألف ليتر، إلى 40 ألف ليرة سورية.

اقرأ أيضًا: تلوث المياه.. أسبابه وأنواعه وسبل تلافيه

ويعتمد سكان شمال شرقي سوريا، على ثلاثة مصادر أساسية للمياه: مياه الأمطار والمياه الجوفية والأنهار التي تمر بالمنطقة.

وتغطي هذه المصادر احتياجات ما يقدّر بـ 4.8 مليون نسمة، من بينهم أكثر من نصف مليون نازح داخلي، حسب تقديرات منظمة “سوريون لأجل الحقيقة والعدالة”.

من جهة أخرى، لا يمكن للمياه أن تصل لجميع سكان المنطقة لتوقف عدد من محطات المياه، بسبب أعطال أو هجمات مسلحة.

“فساد”

إبراهيم الحسين، صحفي من منطقة الشعيطات ومدير موقع “الشرقية بوست”، قال لعنب بلدي، إن خطوط المياه تتعرض لسرقة المحروقات، ما يحول دون وصول المياه للأحياء البعيدة عن المحطة.

وأضاف أن قلة الدعم الموجه لمحطات المياه وساعات التشغيل، تمنع بدورها وصول المياه، إذ إن خط المياه لا يصل لأغلب أحياء الكشكية وغرانيج.

وخرجت وقفة احتجاجية، في 12 من شباط، ببلدتي الكشكية وأبو حمام، للمطالبة بمياه الشرب والري، محملين المسؤولية لـ”فساد لجنة المياه”.

موظف في لجنة المياه بمنطقة الشعيطات، تحفظ على ذكر اسمه لكونه غير مخول بالحديث الإعلامي، قال لعنب بلدي، إن خط المياه تتخلله تجاوزات وفساد، وتعد من “أكبر المشاكل التي تعيق عمل اللجنة”.

من جهة أخرى لا تقدم “الإدارة الذاتية” الدعم الكافي للمحطات، مشيرًا إلى وجود منظمات تعمل على إصلاح المحطات وشبكات المياه، بحسب الموظف.

كما أوضح أن ساعات تشغيل مولدات ضخ المياه، تتراوح بين أربع وست ساعات، حسب القطاع، إلا أن المدة لا تكفي لوصول المياه للمنازل البعيدة عن المحطة.

وقالت المديرة التنفيذية لـ”يونيسيف“، هنرييتا فور، في إحاطة مجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا، إن 46 هجومًا سجلته المنظمة على مرافق المياه في 2019.

وكانت المياه في 2010 متوفرة بشكل مستمر وثابت لـ98% من سكان المدن و92% من سكان الريف. أما الآن، فحوالي 50% من مرافق المياه والصرف الصحي لا تعمل في جميع أنحاء سورية، بحسب تقرير “اللجنة الدولية للصليب الأحمر”، الصادر في نيسان 2022.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة