حظر الدراجات النارية يعوق حركة الأهالي في القامشلي

تجمع مصلين عند الجامع الكبير في مدينة القامشلي - 10 شباط 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

camera iconدراجات نارية أمام الجامع الكبير في مدينة القامشلي - 10 من شباط 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

tag icon ع ع ع

أثر منع “الإدارة الذاتية” التجول بالدراجات النارية في حركة الأهالي بمناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، وخاصة بمدينة القامشلي، التي تعتمد على الدراجات النارية في التنقل والعمل.

وأصدرت “الإدارة الذاتية”، في 6 من آذار الحالي، قرارًا بمنع حركة التجول للدراجات النارية في المدن بشكل كامل، على أن يستمر العمل به حتى 6 من نيسان المقبل.

زيادة مصاريف

يعمل طارق موظفًا في شركة نقل خاصة بكراج القامشلي بنظام الورديات الصباحية والمسائية.

وقال طارق، الذي فضّل عدم ذكر اسمه كاملًا لأسباب أمنية، إن دراجته النارية هي الوسيلة الوحيدة التي يعتمد عليها للوصول من منزله في الهلالية (غرب القامشلي) إلى مكان عمله في المنطقة الصناعية شرقي القامشلي.

وبعد التعميم الذي أصدرته “الإدارة الذاتية”، بدأ طارق يجد صعوبة في الذهاب إلى عمله، بسبب قلة وسائل النقل العامة، خاصة في المساء، ما يضطره للمشي إلى مكان عمله، ويصل متأخرًا أحيانًا، في حين كان يصل خلال عشر دقائق.

وبالنسبة لطارق، فإن سيارة الأجرة حل لا يمكن التفكير فيه، إذ تبلغ أجرة “التاكسي” 15 ألف ليرة سورية صباحًا، وترتفع مساء لتصل إلى حوالي 35 ألف ليرة، في حين يصل راتبه إلى مليون و300 ألف ليرة سورية.

يرى طارق أن حظر الدراجات في هذا الوقت ولمدة شهر كامل “قرار غير مدروس”، لاعتماد فئة من الناس على الدراجات في كسب رزقها، خصوصًا مع حلول شهر رمضان، الذي تزيد فيه النفقات.

عرقلة العمل

عدنان حسين، عامل في أحد مستودعات الأدوية بالقامشلي، قال لعنب بلدي، إن قرار منع استخدام الدراجات النارية، أثر “بشكل كبير” على عمله.

وأضاف أنه يوزع الأدوية إلى الصيدليات عادة بدراجته النارية، ما يسمح له بالتنقل السريع، حتى داخل الشوارع المزدحمة، وتسليم الأدوية في الوقت المناسب.

إلا أنه يواجه صعوبة في العثور على وسائل نقل بديلة وفعالة، فالسير على الأقدام أو استخدام وسائل النقل العامة لا يقدم مستوى السرعة الذي تقدمه الدراجة النارية.

وحاول عدنان استخدام الدراجة الهوائية كبديل، إلا أنه توقف بعد عدة مرات، كون قيادتها مع طرود الأدوية أمرًا مرهقًا.

واستأجر المستودع بدوره سيارة صغيرة لتسهيل عملية التوصيل على عدنان، لكن ذلك لم يدم طويلًا، إذ إنه حل مكلف وغير عملي، ضمن شوارع المدينة المزدحمة.

وبعض الصيدليات تطلب إيصال الأدوية بسرعة، في حين أن تحريك سيارة من أجل طلبية واحدة “مكلف للغاية”، ويضطر المستودع إلى انتظار وصول عدة طلبيات من صيدليات مختلفة لإيصالها دفعة واحدة.

هذا الأمر أوقع المستودع الذي يعمل فيه عدنان بعدة مشكلات مع الصيدليات بسبب التأخر في تسليم الطلبيات.

سبب الحظر

جاء تعميم “الإدارة الذاتية” بمنع الدراجات النارية تزامنًا مع حلول عدد من المناسبات خلال شهر آذار، منها عيد المرأة والنوروز، و”انتفاضة القامشلي”، وذلك منعًا لوقوع أعمال “إرهابية”، وحفاظًا على الأمن والسلامة، بحسب التعميم.

وطلبت “الإدارة” من المدنيين التعاون مع “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) بالإبلاغ “عن أي حركات مشبوهة تثير الشك”.

وتصدر “الإدارة الذاتية” في كل مناسبة تترافق مع تجمعات بشرية مثل هذه التعميمات، في محاولة منها لمنع أي نوع من الهجمات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة