صاحبة أول منتدى ثقافي في المنطقة الشرقية..

وفاة أديبة الرقة فوزية المرعي

لقاء مع الكاتبة فوزية المرعي - 12 آذار 2021 (ASO Network/ يوتيوب)

camera iconلقاء مع الكاتبة فوزية المرعي - 12 آذار 2021 (ASO Network/ يوتيوب)

tag icon ع ع ع

“أنا أكتب الشعر والقصة والرواية والبحث (…) كل أجناس الكتابات تشكل دائرة حول روحي، وأنا في وسطها أختال جذلى، رغم أن جلها حزينة”، بهذه الكلمات وصفت الروائية والشاعرة فوزية المرعي، أعمالها المتنوعة بين القصص القصيرة والشعر والنثر والرواية في لقائها مع مجلة “سيوان“.

فوزية المرعي اتخذت من أعمالها عزاء لنفسها، معتبرة إياها أطفالًا لها، ومتنقلة بطرب بين القصيدة والقصة الشاعرية والنثر، اختارت أن تكون عاشقة النثر، وفضلته على الشعر الفصيح، الذي كبلها بالقافية والبحور والأوزان.

فالنثر بالنسبة للمرعي، هو “أنشودة الحرية الذي تؤازره مفردات دسمة شهية المعنى”، والتي لم تدرك حقيقتها إلا بعد نضوجها.

وتميزت شخصيات المرعي بقدومها من “قارة الخيال”، كونها لا تعترف بالكتابات الواقعية، التي وصفها بـ”عملية نقل من الواقع إلى صفحات بيضاء”، معتبرة أن الخيال هو الشرط الأول لعالم الكتابة، وحجر الأساس في بناء أي نص أو قصيدة، وما يتبعها من أجناس كتابية.

ونعت هيئة الثقافة في “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، الاثنين 18 من آذار، الأديبة والكاتبة والشاعرة فوزية المرعي، عن عمر ناهز الـ76 عامًا.

وتنحدر المرعي من حي الحميدية بمدينة الرقة التي ولدت وكبرت وتوفيت فيها، رغم مغادرتها المدينة في أثناء تواجد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وعودتها عقب رحيله.

بدأت المرعي رحلتها متأخرة، وأرجعت هذا إلى زواجها وتركها المدرسة، غير أن عشقها للغتين العربية والإنجليزية، كان حافزًا لبداية مسيرة مكللة بأعمال أدبية في كلا اللغتين.

أصدرت المرعي كتابها الأول “قناديل الوجد”، وهو عبارة عن نثر لخواطر وتأملات، وبنفس العام طبعت روايتها “غريبة بين الشاهدة والقبر”، لتستمر بطرح أعمال متنوعة، نشرت في المجلات السورية والعربية، وتصبح عضوًا في اتحاد الكتاب العرب.

وامتلكت المرعي مجموعة من الأعمال القصصية، أشهرها “الرشفات”، وتوقفت طباعة أعمالها في 2007، مع رواية “قارب عشتار من توتول إلى ماري”، شاركت خلالها بست رحلات نهرية.

وتوتول هي مدينة قديمة، كانت تقع عند ملتقى نهر الفرات برافده نهر البليخ، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة الرقة، والتي سيطرت عليها لاحقًا مملكة ماري، وتعرف اليوم باسم تل البيعة.

أقامت المرعي في مدينة شانلي أورفا التركية، لمدة أربع سنوات، بعد سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة، الذي أحرق مكتبتها وما تحويه من مؤلفات.

وعند عودتها إلى الرقة انخرطت من جديد في النشاط الثقافي، وعينتها “الإدارة الذاتية” مستشارة ثقافية، في اتحاد المثقفين وهيئة الثقافة في ديوان الأدب.

منتدى المرعي

افتتحت المرعي في 2005، أول منتدى أدبي في المنطقة الشرقية، تحت اسم “منتدى الأديبة فوزية المرعي”، وكان أول منتدى تترأسه امرأة.

استضافت فيه أدباء وشعراء، مثل المفكر الطيب تيزيني، وأحمد برقاوي، وكرمت فيه عدة شخصيات أدبية مثل الكاتب ممدوح عدوان، وعضو مجمع اللغة العربية عيسى العاكوب.

وتحدثت المرعي عن مضايقات النظام للمنتدى، المتمثلة بفرز رجل أمن لحضور جميع نشاطات المنتدى، الأمر الذي ضايق رواد المنتدى، إضافة إلى مضايقتها شخصيًا، إلا أنها لم “تحنِ رأسها لمخلوق، من أجل كسب ود المسؤولين ليطبعوا لها كتابًا”، بل فضلت طباعة أعمالها على نفقتها الشخصية.

وهذا باعتقادها ما جعلها في الظل، في حين سلطت الأضواء على آخرين، لانتماءات معينة.

جوائز

حصلت فوزية المرعي على جائزة القصة القصيرة في اتحاد الكتاب العرب في الرقة، وجائزة القصة القصيرة بمديرية الثقافة، وجائزة الإبداع والوفاء، وشهادة تكريم من دار الأسد بمدينة الثورة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة