هل يحل الربط بين “العقاري” و”التجاري” أزمة الصرافات في سوريا

صرّاف آلي تابع للمصرف العقاري- (الوطن)

camera iconصرّاف آلي تابع للمصرف العقاري- (الوطن)

tag icon ع ع ع

أنهى المصرفان “التجاري السوري” و”العقاري السوري”، عملية ربط منظومتي الدفع بينهما، لتُصبح الخدمة متاحة بين صرّافات الطرفين، والتي تنتشر في مناطق سيطرة النظام.

وقال “المصرف التجاري السوري” عبر صفحته في “فيس بوك”، الأربعاء 20 من آذار، إنه بعد ربط المصرفين مع بعضهما، أصبح بإمكان المتعاملين السحب النقدي من أجهزة الـ “ATM” ونقاط الدفع “POS” التابعة للمصرفين العقاري والتجاري بفعالية وأمان.

وأشار “التجاري السوري” إلى أن هذه العملية تمكن متعاملي المصرفين من الاستفادة من خدمات ما يقارب 600 صرّاف آلي، إضافة إلى مئات أجهزة “POS” المنتشرة في فروع المصرفين والمصارف العامة الأخرى، وفروع المؤسسة العامة للبريد في كافة المحافظات.

بدوره قال مدير الدفع الإلكتروني في “المصرف التجاري السوري”، وسيم العلي، لصحيفة “الوطن” المحلية، إن الربط مع صرّافات العقاري تم بشكله النهائي، وتم تلافي كل الملاحظات التي حدثت خلال فترة الاختبارات، وبالتالي يمكن لعملاء أحد الصرافين السحب من الصرّاف الآخر، موضحًا أن حجم الكتلة النقدية التي تتم تغذية الصرّافات بها شهريّا يتجاوز 100 مليار ليرة سورية.

“ميّت ما بشيل ميّت”

الإعلان عن تفعيل الربط بين المصارف العقارية والتجارية، حظي بردود فعل متفاوتة لدى المواطنين. ياسمين من سكان حي الزاهرة بدمشق، قلّلت من أهمية ربط المصرفين العقاري والتجاري، وقالت، “ما الفائدة من هذه الخطوة؟، إذا كانت معظم الصرّافات خارج الخدمة بسبب انقطاع التغذية الكهربائية والإنترنت عنها، أو عدم صيانتها بسبب عطل تقني”.

وأضافت ياسمين لعنب بلدي، “هناك مثل شعبي يقول ميّت ما بشيل ميّت، بمعنى أن صرّافات العقاري والتجاري أسوأ من بعضهما، عدا عن أن الحديث عن عملية الربط بين الصرّافات هو مجرد كلام نسمعه في الإعلام منذ عدة أشهر، وإلى الآن لم يُطبّق على أرض الواقع، والدليل أني جربت بالأمس السحب من صرّاف تجاري ببطاقة عقاري فرفضها الصرّاف”.

أيهم يشارك ياسمين ذات الرأي، معتبرًا أن هذه الخطوة غير مهمة وبلا قيمة، كون أغلب الصرّافات معطلة، بالإضافة إلى الازدحام الكبير أمامها، وغياب التنظيم وتسلّط الشبيحة، حيث يأتي شبيح ليصرخ على الواقفين، ويقطع الطابور ليسحب الأموال من الصرّاف، بينما بقية المواطنين ينتظرون طوال النهار لقبض راتبهم.

أيهم، يعمل مدرسًا في ثانوية بحي السبيل في حلب، تحدث لعنب بلدي، عن مشكلة أخرى تواجههم خلال السحب من الصرّافات، إذ قال، “أحيانًا يسحب الصرّاف البطاقة فجأة، وبالتالي سيضطر الموظف لمراجعة البنك في اليوم التالي لاسترداد بطاقته، بعد قطع مسافة طويلة عدا مصروف المواصلات وضياع الوقت”.

في المقابل، قال موظف حكومي في مدينة دمشق، إن “الخطوة جيدة وربما تخفف بعض الضغط على الصرّافات خلال قبض الرواتب، ففي السابق كنت اضطر لقطع مسافة إلى شارع الثورة لقبض راتبي من المصرف العقاري هناك، رغم أن يوجد جانب بيتي صرّاف تجاري، أما الآن استطيع سحب راتبي من أي مصرف بجواري، ما يعني توفير أجور المواصلات والوقت”.

رحلة البحث عن صرّاف

يشتكي السوريون كذلك من نفاذ الأموال من الصرّافات، وبالتالي في كثير من الأحيان ينتظرون عدة ساعات على الطابور ثم يعودون إلى منزلهم دون أن يقبضوا راتبهم، ويتكرر هذا الأمر مع كثيرين لعدة أيام متتالية قبل الظفر بمعاشهم.

وتعتبر الصرّافات التابعة للمصرفين “العقاري” و”التجاري” الأقدم والأكثر أعطالًا، فضلًا عن بطء الصالح منها للعمل في تنفيذ المعاملات النقدية.

أيهم، المدرس في حلب، قال “في كل دول العالم تعتبر الصرّافات المنتشرة في الشوارع، بمثابة خدمة أساسية لمواطني أي بلد، أما في سوريا تعد هذه الصرّافات عبئًا على المواطن، فكل شهر لدينا رحلة بحث شاقة للحصول على الراتب”.

ويخسر الموظفون والمتقاعدون كل شهر جزءًا من راتبهم، لركوب المواصلات بحثًا عن صرّاف يعمل أو بداخله أموال، لذا أصبح بعض الموظفين يقسِمون أنفسهم إلى مجموعات تطوف في المدينة بحثاً عن صرّاف قيد الخدمة، لكي يوفّروا على أنفسهم الجهد والوقت والمال.

كما يصطدم المواطنون بمشكلة أخرى، وهي أن الصرّاف لا يتيح سحب كامل المبلغ حسب السقف المحدد، وبالتالي يجب عليهم سحب المبلغ على دفعتين خلال يوم واحد، ما يُعد في حد ذاته إشكالية كبرى للموظفين، الذين بالكاد يجدون صرّافًا فعّالًا، وبالكاد يصلون إليه في ظل طوابير طويلة قد يطول الوقوف عندها إلى ساعات.

وكان “المصرف التجاري السوري” رفع سقف السحب الأسبوعي إلى مليون ليرة سورية في نيسان 2023، حيث يمكن للمواطنين السحب دفعة واحدة في يوم واحد أو على أكثر من دفعة وخلال أسبوع واحد، وفي تشرين الأول 2023 رفع “المصرف العقاري” سقف السحب إلى نصف مليون ليرة.

صعقة كهربائية بانتظارك عند سحب الراتب

مشاكل الصرّافات الآلية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث تعرض عدة أشخاص في محافظة درعا للصعق الكهربائي الخفيف، عند سحبهم رواتبهم من أجهزة الصرّافات التابعة للمصرف العقاري، بحسب موقع “أثر برس” المحلي.

وذكر الموقع أن المراجعين لجأوا لطرق وحيل مختلفة تجنبًا للصعق، فمنهم من استعمل المناديل الورقية كإجراء عازل ومنهم من ضغط على الأزرار بشكل سريع وخاطف حتى لا يتأثر بالكهرباء.

ومن المرجح أن الصراف الآلي ليس به نظام عزل جيد، ما يتسبب بنقل الشحنات الكهربائية إلى الأجسام الحديدية الموجودة في لوحة مفاتيح الأرقام، ومنها إلى كل جسم يلمسه وتزيد في حالة الأمطار.

ووفق تصريحات رسمية سابقة، قال مسؤولون في حكومة النظام إن عموم البلاد تحوي فقط 270 صرافًا آليًا قيد العمل، من أصل 700 جهاز صراف للبنكين التجاري والعقاري منتشرة في عموم سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة