درعا.. مغتربو الخارج وتجار الداخل ينشطون بمبادرات رمضان

محل لبيع معروك رمضان في درعا المحطة- 18 من آذار 2024 (عنب بلدي/سارة الأحمد)

camera iconمحل لبيع معروك رمضان في درعا المحطة- 18 من آذار 2024 (عنب بلدي/سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

مع بداية شهر رمضان في محافظة درعا جنوبي سوريا، بدأت المبادرات الخيرية وجمع التبرعات لإرسالها للجمعيات الخيرية في المنطقة أو توزيعها بشكل فردي.

تشمل المبادرات العائلات الفقيرة ذات الدخل المحدود في درعا، إضافة للأرامل واليتامى، وتستمر طيلة شهر رمضان حتى عيد الفطر، وتنظم معظمها من مغتربي المحافظة، خاصة في دول الخليج، وتجار من الداخل.

مغتربو الخارج وتجار الداخل

طبيب مغترب في الكويت، قال لعنب بلدي، إن معظم المغتربين من أبناء درعا، يجمعون المبالغ المالية في بلد الاغتراب، لإرسالها إلى أهالي منطقتهم التي ينحدرون منها أو لمنطقة أخرى في درعا بحسب معلوماتهم عن المناطق التي تقل نسبة اغتراب أبنائها.

التبرعات التي يجمعها المغتربون ينظمها مشرفون موثوق بهم، وتمنح لجميعة “الإحسان” التي تعمل بدورها على جمع أسماء العائلات المحتاجة والأطفال اليتامى والأرامل من نساء درعا، وفق حديث الطبيب المغترب، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأن جمع التبرعات لسوريا في دول الخليج قد يعرضه لمساءلة قانونية.

وبعد تحديد أعداد العائلات المحتاجة تقدم التبرعات للأهالي إما عبر مبالغ مالية أو سلل غذائية تكفي حاجتهم لمدة معينة ويُعاد التوزيع مرة ثانية في منتصف شهر رمضان، وفق الطبيب.

وأضاف الطبيب أنه جرى تسديد جميع ديون الصيدليات بمدينة الحراك، بمبادرة أهلية من الأبناء المغتربين في المنطقة بقيمة ثمانية ملايين ليرة، كما أسقط أحد الصيادلة الديون لديه بقيمة مليوني ليرة سورية.

ولا تقتصر المساعدات، بحسب مراسلة عنب بلدي في المنطقة، على توزيع مبالغ مالية أو سلل غذائية، فالعمل على توفير الخبز مجانًا لجميع العائلات يزداد في مدينة الحراك شرقي درعا، بينما ينشط مرة أو مرتين أسبوعيًا في الأيام العادية.

نديم تاجر في مدينة درعا، تحدث لعنب بلدي أنه بالمساهمة مع بعض المغتربين بادروا لتوزيع مبالغ قيمتها 350 ألف ليرة سورية للعوائل، وتوزيع نحو 500 سلة غذائية تصل تكلفة الواحدة منها إلى 350 ألف ليرة سورية.

وتشمل السلة الغذائية الأرز والسكر والزيت والشاي والبرغل والعدس والمعكرونة وعلبة حلاوة متوسطة الحجم وكيلو تمر متوسط الجودة، وضروريات أخرى تحتاجها العائلة خلال شهر رمضان، بحسب نديم.

وأضاف أن بعض التجار والمغتربين يرسلون مبالغ لأهاليهم بشكل فردي، كما يسقط بعض أصحاب المحال وخاصة الغذائية منها الديون عن العائلات ورفض حصول البعض على قيمة إيجاز المنزل من قاطنيه.

وفي كل من مدينة بصرى الشام شرقي محافظة درعا وقرية صماد، أعلن عن توزيع الخبز مجانًا طيلة الشهر، إضافة لقرى خربا والسماقيات وسمج وهي قرى ذات أغلبية مسيحية.

وبحسب ما تحدث نديم، فإن التبرعات من المغتربين، حتى 24 من آذار الحالي، وصلت إلى 10 مليارات ليرة سورية، وشملت إضافة للسلل الغذائية وتوزيع الخبز إطعام المصلين ضمن المساجد وقت أذان المغرب، ضمن مناطق صيدا والمسيفرة والجيزة.

هل تسد الحاجة؟

يحاول المغتربون عبر المبادرات الخيرية تغطية حاجة العائلات الكبيرة في ظل الوضع الاقتصادي، وخاصة أنه خلال عام 2023، سجلت الليرة السورية أقل قيمة لها أمام الدولار، في 16 من آب، وبلغت 15500 ليرة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان زيادة في الراتب الشهري بنسبة 100% بالليرة السورية.

وبلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار لحظة تحرير هذا التقرير 13850 بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات في سوريا.

غسان، أحد المشرفين على جمعية “الإحسان” الخيرية، قال لعنب بلدي، إن الجمعية هذا العام وزعت راتبًا إضافيًا مع الراتب الأساسي للعائلات المحتاجة والأيتام والأرامل الذين يبلغ عددهم نحو 400 عائلة.

ووصل المبلغ الموزع منذ بداية رمضان 30 مليون ليرة سورية، مشيرًا إلى أن العمل ما زال مستمرًا حتى بعد رمضان إلا أن التوزيع في رمضان وفترة الأعياد يكون مضاعفًا، وفق المشرف.

ويبلغ راتب الموظف في مناطق سيطرة النظام السوري 287 ألفًا و910 ليرات سورية (أقل من 21 دولارًا أمريكيًا).

وأفاد مشرف على توزيع الخبز في فرن مدينة بصرى الشام الرئيس، عنب بلدي، أنه منذ بداية شهر رمضان تواصل معه العديد من مغتربي المدينة، لدفع تكلفة الخبر للشهر كاملًا، ليوزع لأهالي المدينة بالإضافة للقرى المجاورة.

فاطمة، المنحدرة من بلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي، قالت لعنب بلدي، إنها في 5 من آذار الحالي، أي قبل نحو أسبوع من قدوم شهر رمضان، تسلمت 600 ألف ليرة سورية من فاعلي خير يوزعون مبالغ مالية لعائلات الأيتام والأرامل والمحتاجين.

وأوضحت فاطمة، لعنب بلدي، أنها تعيش وحدها مع طفليها البالغين من العمر ثمانية وعشرة أعوام، فزوجها وشقيقاها توفوا في الحرب، ووالداها متوفيان ولا معيل لها.

ومع بدء رمضان رمضان تسلمت العائلة مرة أخرى 300 ألف ليرة سورية من قبل فاعلي خير، وفق تعبيرها.

وأفادت فاطمة أن المبالغ المقدمة ساعدتها في تأمين مستلزمات رمضان الغذائية لأطفالها، في ظل غياب المعيل الرجل بالأسرة.

الوضع الإنساني يزداد سوءًا

يحتاج 16.7 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية في سوريا، بزيادة قدرها 9% على عام 2023، وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وذكرت المفوضية أن عام 2024 يدل على أن المؤشرات الإنسانية والاقتصادية في البلاد مستمرة في التدهور، وأن الوضع الاقتصادي “خطير على نحو متزايد”، ويشكل محركًا رئيسًا للاحتياجات.

ويحتاج 80% من السكان السوريين إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية في عام 2024، وفقًا لنظرة عامة على الاحتياجات الإنسانية لعام 2024، بينما يعاني نحو 55% من السكان في سوريا أو 12.9 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، منهم 3.1 مليون يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي.


شارك في إعداد هذه المادة مراسلة عنب بلدي في درعا سارة الأحمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة