انخفاض الأسعار يفاقم الخسائر

الأمطار والمناخ يتلفان 65% من محصول الكمون برأس العين

الأمطار والمناخ يتلفان 65% من محصول الكمون برأس العين

camera iconتضرر أكثر من 65% من محصول الكمون في رأس العين إثر أمراض وأمطار متأخرة - 3 من أيار 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

تعرض مزارعو الكمون في منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة لأضرار مادية وصفوها بـ”الفادحة”، بسبب تضرر مساحات واسعة من المحصول إثر أمراض وهطولات مطرية متأخرة.

ويعد الكمون من المحاصيل الزراعية الجديدة في المنطقة، حيث قرر المزارعون الانتقال إلى زراعته كبديل عن القمح والقطن، نظرًا إلى صعوبات التسويق وانخفاض الأسعار في الأعوام السابقة.

خسائر فادحة

المزارع فراس السواح، وهو من أبناء قرية تل أرقم غربي رأس العين، يشعر بصدمة من حجم الخسائر التي تكبدها من زراعة الكمون هذا العام، وأوضح أنه زرع 60 دونمًا من الكمون، و15 دونمًا من القمح.

وقال لعنب بلدي، إن الكمون كان في وضع جيد حتى قبل 15 يومًا، لكن نتيجة تقلبات الطقس من غزارة الأمطار وارتفاع الحرارة، أصيب المحصول بمرض الذبول، ما أدى إلى شلل النبتة بشكل كامل.

وذكر أن خسارته هذا العام تجاوزت 3000 دولار أمريكي، بسبب تلف ما يقارب 60% من محصول الكمون، مطالبًا “الحكومة المؤقتة” بتقديم دعم عاجل لمزارعي الكمون.

من جانبه، وصف حسن البنا من قرية الخربة الخضرة شرقي رأس العين تجربته مع الكمون هذا العام بأنها “مأساوية”، وتركته عاجزًا عن تسديد الدين.

وأوضح لعنب بلدي أنه قرر بداية الموسم توسيع زراعة الكمون بمساحة 120 دونمًا لتحقيق ربح مادي جيد، وتسديد ديون منظومة الطاقة الشمسية التي اشتراها عام 2023.

وأضاف أنه زرع الكمون عام 2023 بمساحة 20 دونمًا، وأنتج الدونم أكثر من 55 كيلوغرامًا، أما هذا العام فوصل الضرر إلى أكثر من 90% من المحصول، نتيجة إصابته بأمراض فطرية أصابت الجذور بشكل مباشر، وأدى ذلك إلى ذبول وموت النبات.

وذكر أن خسارته هذا العام تقدّر بأكثر من 5000 دولار أمريكي من الكمون وحده، يضاف إليها 4500 دولار كديون مترتبة عليه من الطاقة الشمسية، لافتًا إلى أن محصول القمح لا يكفي لتسديد أجور العمال ومصاريف تجهيز الأرض وحراثتها.

سلطان المحمود مزارع آخر من قرية الدويرة، قال لعنب بلدي، إنه زرع 40 دونمًا من الكمون هذا العام، لتعويض خسائر موسم القمح والقطن، وأوضح أن أعراض مرض الشلل بدأت تظهر على الكمون بشكل خفيف بعد شهر من زراعته.

وأضاف أنه اشترى أدوية زراعية للكمون من أجل مكافحة المرض، لكن دون أي فائدة، لذلك خسر مبلغًا يقدر بـ2600 دولار، ونسبة الضرر تجاوزت 75% من مساحة أرضه.
وقال إن هذه الخسائر أجبرته على بيع دراجته النارية ومنظومة الطاقة الشمسية الخاصة بالمنزل، لتسديد أجور العمال الذين قاموا بتعشيب الكمون وتنظيفه.

أسعار “تزيد الطين بلّة”

لا تقتصر أزمة الكمون هذا العام على مرض المحصول وعدم نجاحه، إذ يضاف إليها انخفاض أربعة أضعاف في سعر الكمون مقارنة بعام 2023.

وتبدأ زراعة الكمون في المنطقة اعتبارًا من منتصف تشرين الثاني، وتمتد حتى كانون الأول، بينما تبدأ فترة الحصاد مطلع أيار من كل عام.

وقبل بداية الحصاد، تراجع سعر كيلوغرام الكمون من 10 دولارات أمريكية إلى دولارين، وأرجع مزارعون السبب إلى زيادة المساحات المزروعة في المنطقة، ما أثر سلبًا على العرض والطلب.

المزارع عيسى السلوم من قرية حروبي غربي رأس العين، قال لعنب بلدي، إنه عمل على توفير المبيدات اللازمة والأدوية مع بداية موسم الكمون، وأخذ الاحتياطات اللازمة، لذلك تعرض المحصول في أرضه البالغة 50 دونمًا لضرر بنسبة 25%.

ورغم عدم وجود ضرر كبير بمحصول عيسى مقارنة مع أغلب المزارعين، اعتبر الأسعار غير مبشرة حتى هذا الوقت، مع تفاقم الخسائر، لافتًا إلى أن التجار يبدو متفقين على شراء الكمون بأسعار رخيصة.

ولفت المزارع إلى ضرورة تدخل “الحكومة المؤقتة” والجهات المعنية لمنع احتكار موسم الكمون وتسويقه بشكل أفضل، ما يضمن عدم خسارة المزارع واستغلاله.

نسبة الضرر أكثر من 65%

رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي، عمر حمود، قال لعنب بلدي، إن نسبة الضرر من الأراضي المزروعة بمحصول الكمون وصلت إلى أكثر من 65% من حجم المساحة المزروعة والبالغة نحو 60 ألف دونم هذا العام.

وأضاف أن تغير المناخ وهطول كميات كبيرة من الأمطار أدى إلى تضرر هذا المحصول بشكل كبير وإصابته بعدة أمراض، أهمها الذبول الذي يصيب النبتة في البدايات، ويؤدي إلى موتها بشكل كامل، بالإضافة إلى مرض “اللفحة” الذي أصاب الكمون وهو في مراحل متقدمة من عمر النبات، والذي تسبب بموت الجذور.

وأوضح أن الكمون في عام 2023 نجح لأن الظروف المناخية كانت مناسبة له، كونه من النباتات الحساسة.

وأشار إلى أن مديرية الزراعة حاولت قدر المستطاع توفير الإرشاد للمزارعين منذ بداية المحصول، حول كيفية استخدام المبيدات، لكن أغلب المزارعين تأخروا في رش المبيدات، ما أثر سلبًا على المحصول.

وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية سكان منطقة رأس العين والمناطق الشمالية والشمال الشرقي في سوريا، وهي تشكّل مصدرًا رئيسًا للدخل في هذه المناطق.

وتدير تركيا مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، وتُدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر خجولة مقارنة بتلك التي تنفذ شمالي محافظة حلب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة