رغم الأوضاع الأمنية المتردية

رياضة الهواء الطلق تنتشر بمدينة درعا

تنشط رياضة المشي والجري في أحياء مدينة درعا جنوبي سوريا - 20 من نيسان 2024(عنب بلدي/ سارة الأحمد)

camera iconتنشط رياضة المشي والجري في أحياء مدينة درعا جنوبي سوريا - 20 من نيسان 2024(عنب بلدي/ سارة الأحمد)

tag icon ع ع ع

درعا – سارة الأحمد

وأنت تتجول أو تمر بجانب الحدائق العامة في مدينة درعا جنوبي سوريا، لا تغيب عن ناظريك مشاهد الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، التي باتت نشاطًا ملحوظًا في الهواء الطلق لأعمار مختلفة من النساء والرجال.

ولم ينقطع أهالي مدينة درعا عن ممارسة رياضة المشي أو الهرولة في الهواء الطلق، رغم الأوضاع الأمنية المتردية في المدينة، وإغلاق الملعب “البلدي” منذ عام 2011.

ورصدت عنب بلدي عشرات الأشخاص الذين يمارسون رياضة المشي والجري في حديقة “البانوراما” بحي القصور، التي يعتبر الوصول إليها مشيًا رياضة بحد ذاته.

صحة ورشاقة

يعمل خالد (38 عامًا) في تعهد البناء، وقال لعنب بلدي، إنه يمارس رياضة المشي أربعة أيام في الأسبوع، إذ يبدأ لحظة خروجه من منزله في درعا البلد وصولًا إلى درعا المحطة حتى دوار حديقة “البانوراما”، وتستغرق المسافة بالمشي السريع نحو ساعة ونصف.

وأضاف أن هذه الرياضة بالنسبة له أفضل من رياضة النوادي، لأن الصالات مغلقة ومحددة بتوقيت معين وتمارين يتقيد بها، معتبرًا أن رياضة المشي في الهواء الطلق أكثر صحة للرئتين والقلب.

أما تانيا (28 عامًا) وهي ربة منزل تقيم بحي المطار في درعا المحطة، فقالت لعنب بلدي، إنها بدأت ممارسة رياضة المشي منذ ثلاث سنوات بعد ازدياد وزنها، وعدم قدرتها على الحركة بشكل جيد، وتعبها من أي عمل.

وأضافت تانيا أنها بدأت ممارسة المشي السريع ثم الجري حتى فقدت عشرة كيلوغرامات من وزنها خلال أربعة أشهر، ولا تزال مستمرة بها إلى اليوم، إذ باتت رياضة المشي جزءًا مهمًا من حياتها.

وتفضّل تانيا أن تمارس رياضتها في الهواء الطلق خلال ساعات المساء في الصيف، أما في الشتاء فتمارس رياضتها في الصباح الباكر في حال كان الجو ملائمًا.

تحدي العمر والمرض

يمشي محمد (74 عامًا) بطريقة سريعة بشكل يومي بعد غروب الشمس في حي السبيل حيث يقيم، وقال لعنب بلدي، إنه يمارس هذه الرياضة منذ 25 عامًا.

وأضاف محمد، وهو معلم متقاعد، أن الرياضة لا تعرف عمرًا، لافتًا إلى ضرورة ممارستها من قبل الصغار والكبار، دون إجهاد، على الأقل لتنفس الهواء النقي وتحريك العضلات.

وإلى جانب المشي، ذكر السبعيني أنه يمارس رياضة “الأيروبيك” في بعض الحركات الخفيفة ضمن حديقة “البانوراما”.

أما نجاة (65 عامًا) التي تعاني من مرض السكري والضغط، فقد بدأت رياضتها في الهواء الطلق بنصيحة الطبيب، ثم اعتادت الخروج يوميًا في الصباح الباكر.

وتخرج السيدة من منزلها في حي السحاري بدرعا المحطة هي وابنتها، لمدة نصف ساعة، وتمارسان المشي السريع حتى وصولهما إلى حي القصور شمالي مدينة درعا.

وأضافت نجاة أن المشي في الهواء الطلق للمريض مهم جدًا، حتى على صحته النفسية، لأن رؤية الناس يمارسون الرياضة واستنشاق الهواء النقي يجعلانها أفضل حالًا من البقاء في المنزل.

فوائد الرياضة في الهواء الطلق

تعتبر رياضة المشي أحد الأنشطة البدنية البسيطة التي تحمل فوائد صحية متعددة، ووسيلة لتعزيز الصحة واللياقة البدنية.

مدربة رياضة في أحد أندية درعا قالت لعنب بلدي، إن الرياضة مهمة لجميع الأعمار، وخاصة لمن بلغو سن الـ30 وما فوق، فكلما ازداد عمر الإنسان نقصت كتلته العضلية.

وأضافت أن هذا النقص لا يمكن تعويضه إلا بممارسة الرياضة، لافتة إلى أن المشي والجري من أهم الممارسات الرياضية، ولهما دور في تقوية الجهاز التنفسي خاصة للمدخنين، ما يساعد على فتح القصبات وتوسعها.

وذكرت أنهما رياضة مهمة لإنقاص الوزن، ومفيدة لتنشيط الدورة الدموية والقلب وإزالة القلق والكآبة، وإبعاد الكسل والخمول.

وتحمل الرياضة في الهواء الطلق فوائد عدة، منها الجمع بشكل فعال بين النتائج الإيجابية للنشاط البدني والوجود في الطبيعة، وتحسين الصحة العقلية والبدنية وتوفير الرفاهية للأفراد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة