أطفال يقصدون مهربي البشر للوصول إلى عائلاتهم في بريطانيا

موظف في الهجرة البريطانية يرافق طفلًا مهاجرًا عند وصوله إلى مدينة دوفر البريطانية - كانون الثاني 2023 (AFP)

camera iconموظف في الهجرة البريطانية يرافق طفلًا مهاجرًا عند وصوله إلى مدينة دوفر البريطانية - كانون الثاني 2023 (AFP)

tag icon ع ع ع

حذرت منظمتان خيريتان تعملان في قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء في المملكة المتحدة، من عبور الأطفال اللاجئين طرقًا غير آمنة وخطيرة للم شملهم مع عائلاتهم.

ويقترح تقرير صادر، الاثنين 13 من أيار، عن “Refugee Council” (مجلس اللاجئين) و”Safe Passage International” (منظمة المرور الآمن الدولية)، تغييرات بسيطة من شأنها أن تساعد بلم شمل 1000 شخص سنويًا، بما في ذلك أكثر من 300 طفل منفصل عن عائلته.

وركز تقرير المنظمتين على أن التأخير في عمليات لم شمل الأسرة بالطرق القانونية من قبل وزارة الداخلية البريطانية والفشل بإحضار الفارين من الحرب والاضطهاد، يترك الأطفال عالقين بخطر الانتظار وفقدان حياتهم في حال سكلوا طرقًا غير قانونية.

حمل التقرير عنوان “العائلة كيان واحد“، وذكر أنه في الفترة من كانون الثاني 2021 وحتى آب 2023، فقد أكثر من ربع الأطفال الذين كانت تدعمهم منظمة “المرور الآمن الدولية” للم شملهم مع أسرهم الثقة بالعملية القانونية، وسافروا إلى المملكة المتحدة عبر طرق غير نظامية.

وأشار التقرير إلى أنه بين عامي 2015 و2019 كان لم شمل الأسرة من أكثر الطرق الآمنة إلى المملكة المتحدة، إذ حصل أكثر من 29 ألف شخص على موافقات، أكثر من 90% منهم من النساء والأطفال.

وتشمل سياسية لم شمل الأسرة في المملكة المتحدة فجوات، منها أن الأطفال خارج المملكة المنفصلين عن أسرهم يمنعون من الانضمام إلى العمات والأعمام والأجداد والأشقاء البالغين بسبب المتطلبات الباهظة، بما في ذلك الظروف المالية وشروط الإعالة.

ولا يحق للأطفال اللاجئين إحضار آبائهم أو أشقائهم بموجب قواعد لم شمل أسر اللاجئين.

في حين يستبعد الأوكرانيون بموجب مخطط الأسرة الأوكراني تمامًا من لم شمل أسر اللاجئين، وليست لديهم خيارات لرعاية أي فرد من أفراد أسرتهم وإحضاره إلى المملكة المتحدة.

ونوه التقرير إلى أن هذه الإخفاقات والفجوات لها عواقب إنسانية، وتجعل بريطانيا دولة ناشزة بين الدول الأوروبية الأخرى وتضعها على خلاف مع القانون الوطني والدولي، وهو ما يتعارض مع مبدأ المصالح الفضلى للطفل.

ولم تعلق وزارة الخارجية على ادعاءات التقرير بأن الأطفال يستخدمون مهربي البشر بسبب الفشل بعملية لم شمل الأسرة، في حين قال متحدث باسمها، “لقد قطعنا أحد أكبر الالتزام في أي بلد لدعم الأشخاص من أفغانستان ولقد قمنا بنقل حوالي 28 ألف شخص إلى بر الأمان في المملكة المتحدة”، وفق تقرير نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية.

نقل تقرير المنظمتين قصة عائلة سورية كانت الحكومة البريطانية قد أعادت توطين الأب وزوجته وأطفاله الأربعة، في حين لم تعد توطين الطفل الأكبر، إذ كان قد ذهب للإقامة مع عمه في ألمانيا عندما كان في 15 من عمره، وبمجرد وصول العائلة قدم الأب طلبًا عبر برنامج لم شمل الأسرة لإحضار ابنه الذي كان قد تجاوز العمر 18 عامًا.

وبعد انتظار أكثر من ثمانية أشهر للرد على الطلب المقدم تلقى الأب اتصالًا من ابنه يؤكد وجوده في عاصمة المملكة المتحدة لندن بعد فقدانه أمل معالجة طلب لم شمله، لينتقل ويقدم طلب لجوء، ويلتقى عائلته بعد فراق دام تسع سنوات، وفق التقرير.

انتقادات حقوقية

وتزيد الحكومة البريطانية من تشددها في سياستها تجاه طالبي اللجوء والمهاجرين في العام الحالي، بسبب زيادة أعدادهم إذ يصلون عبر القنال الإنجليزي من فرنسا.

وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير نشرته في 29 من كانون الثاني 2023، إن أغلبية الأطفال غير المصحوبين ببالغين يصلون إلى بريطانيا من دول ذات سجلات “مروعة” من الصراع وانتهاكات حقوق الإنسان، مثل سوريا وإيران وأفغانستان والعراق.

ويفرض القانون البريطاني على السلطات المحلية واجبًا قانونيًا لحماية وتأمين جميع الأطفال المحتاجين في منطقتهم المحلية، بغض النظر عن هويتهم أو كيفية وصولهم إلى المملكة المتحدة.

أوضح تقرير لمفتشية الحدود عام 2022 عن “ثغرات مقلقة” في رعاية الأطفال ببريطانيا، فعلى الرغم من وجود الممرضات في الفنادق، لم تكن لديهن السلطة لوصف الأدوية للأطفال، بما في ذلك أدوية مسكنة للآلام، ولم تكن هناك إمكانية للوصول إلى معدات الطوارئ مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب.

وذكرت “الجارديان” أن وزارة الداخلية تبيّن أنها تلقت تحذيرات متكررة بهذا الشأن من قبل الشرطة، التي أوضحت أن الأطفال من طالبي اللجوء في الفندق، والذين وصلوا مؤخرًا إلى بريطانيا بلا آباء أو أمهات، يمكن أن يتعرضوا للاستهداف من قبل الشبكات الإجرامية.

توصيات

قدمت المنظمتان توصيات يمكن للحكومة في المملكة المتحدة القيام بها بسهولة، منها تعديل قواعد الهجرة لإزالة العوائق التي تحول دون انضمام الأطفال إلى أقاربهم البالغين اللاجئين من غير الوالدين في المملكة المتحدة.

ويجب تحسين عملية صنع القرار بحيث لا ينتظر طلب لم شمل أسرة لاجئة بحلول نهاية أيلول 2024، أكثر من 12 أسبوعًا لاتخاذ القرار بما يتماشى مع معايير الخدمة التي تفدمها الإدارة.

كما أوصى تقرير المنظمتين بتعديل قواعد الهجرة للسماح للأطفال اللاجئين في المملكة المتحدة برعاية والديهم وإخوتهم.

وقال الرئيس التنفيذي لـ”مجلس اللاجئين”، أنور سولومون، خلال التقرير إن فشل المملكة المتحدة في توفير طرق مناسبة للم شمل الأسرة له عواقب “وخيمة”، ومنها عدم تركيز الأطفال بالمدرسة وأصبحوا منعزلين وبدأوا يشعرون بعدم الرغبة بتناول الطعام، ولا ينبغي السماح بذلك عندما تكون الحلول موجودة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة