مزيج من الألوان
كانا يسيران في طريقهما، شاهدا وردة حمراء قانية، قال الأول: ذكرني لونها بالدماء المسفوكة، فأجابه الآخر: تذكرني بعشق مجنون، اختلفا كثيرًا وتناقشا كثيرًا وكل منهما يصر على وجهة نظره، تابعا الطريق معًا، مرت فتاة في مقتبل العمر تتوشح بالسواد فقال الأول: كم هي حزينة تلك الفتاة فالكآبة ترتسم على محياها، فرد عليه الآخر: لا أرى فيها حزنًا البتة، فجل ما أراه أناقة تكتنفها رسمية تخطف الألباب، واستمر الجدال والتعنت للرأي، واستمرا في المضي في طريقهما واستمر الخلاف، فهذا يرى في جمال الطريق روعة وهدوءًا وذاك يرى فيه مللاً يميت القلب. وكاد النقاش يستحيل حربًا طاحنة، لكنهما استشعرا أخيرًا أن يديهما تحتضنان بعضهما البعض وبأنهما يسلكان طريقًا واحدًا نهايته واحدة فشد على كف صديقه، أترانا نسينا أن الهدف واحد!! كيف ينسينا الخلاف ود السنين، قف فأنت أخي، قد تختلف وجهات نظرنا، قد يختلف اللون الذي تفضله عن لوني المفضل لكن في النهاية، الحياة ليست لوناً واحدًا فقط، الحياة ليست إما أو، فاللون الواحد درجات، ومزيج الألوان يضفي على الحياة سحرًا منقطع النظير. أخي رغم الخلاف والاختلاف، لا أستطيع المضي في طريقي دونك، كن بجانبي فأنا بأـمس الحاجة لك.
شد كل منهما على يد الآخر ومضيا في طريقهما فالحرية في انتظارهما معاً…
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :