الزبداني ترفع أنقاض القصف.. بيد أبنائها

هناك 8000 منزل مدمر في مدينة الزبداني 30 نيسان 2025 (عنب بلدي/ عمر علاء الدين)

camera iconهناك 8000 منزل مدمر في مدينة الزبداني 30 نيسان 2025 (عنب بلدي/ عمر علاء الدين)

tag icon ع ع ع

بدأ محمود درويش (59 عامًا) بعمليات إزالة الركام من داخل بيته، المهدم جراء قصف النظام السوري، في حي الجسر التاريخي بمدينة الزبداني.

بكرسي حديدي وبعض المعدات الأخرى، قطع محمود الطريق الواصل بين حيي العامرة والجسر، لبدء إخراج الأنقاض من المنزل إلى الطريق العام ، بناء على تعليمات بلدية الزبداني لإزالته.

وبعد عودته من إدلب، كان محمود قلقًا من التكلفة العالية التي ستترتب على عملية إزالة الأنقاض من منزله في الطابق الرابع والذي تعرض لقصف بصاروخين حربيين، لكن المبادرة التي أطلقها كل من إدارة منطقة الزبداني والمجلس المحلي بالتعاون مع “الدفاع المدني” والمجتمع الأهلي، في 24 من نيسان الماضي، أزالت القلق والتكلفة معًا كما قال لعنب بلدي.

إزالة الركام ورميه على الشارع يسهل على البلدية والدفاع المدني إزالة الركام في الزبداني 30 نيسان 2025 (عنب بلدي / عمر علاء الدين)

إزالة الركام ورميه على الشارع يسهل على البلدية والدفاع المدني إزالة الركام في الزبداني 30 نيسان 2025 (عنب بلدي / عمر علاء الدين)

مدير منطقة الزبداني، رائد التيناوي، أعرب عن أمله بأن تحقق المبادرة الهدف المرجو منها، وهو تشجيع الأهالي على إعادة بناء المدينة وترميمها.

وقال التيناوي، لعنب بلدي، إنه “بعد اجتماعات مطولة مع المجتمع الأهلي توصلنا لقناعة مفادها أن علينا بناء بلدنا في ظل استمرار العقوبات على الشعب السوري، التي تمنع الشركات الهندسية من الاستثمار في البناء والإعمار”.

وأشار التنياوي إلى أن المبادرة والتي بدأت كمرحلة أولى ومدتها شهر بالتعاون مع “الدفاع المدني السوري”  الذي قدم الآليات والخبرات، إضافة إلى المجتمع الأهلي في الزبداني وأبنائها في المغترب الذين قدموا التمويل لهذه المبادرة والآليات، وذلك عبر إنشاء صندوق مخصص يعمل عليه ثلاثة أعضاء، لجمع التبرعات وتنظيم العمل، بحيث تكون المبادرة على أعلى قدر من الشفافية.

ويسود التفاؤل في الزبداني، بعد إطلاق هذه المبادرة كما قال عدد من الأهالي الذين التقتهم عنب بلدي، حيث انتشرت أعمال إزالة الأنقاض في عدد من الأحياء في سابقة منذ سقوط النظام في 8 من كانون الأول 2024.

المدينة مدمرة وتحتاج لجهود جبارة، وعملية إزالة الركام بطريقة منظمة ووفقًا لجدول زمني محدد هو ما سيبث روح النشاط والأمل في الأهالي ليعودوا ويبدأوا الإعمار، وفقًا لمدير منطقة الزبداني.

التيناوي أشار إلى عدم تلقي المنطقة أي وعود أو عروض مساعدة من منظمات أو جمعيات لدعم هذه المبادرة أو غيرها، عاقدًا العزم على البدء بهذا المشروع بالتعاون مع الأهالي ليكون مقدمة لعملية إعادة الإعمار.

كمية أنقاض تفوق التوقع

بحسب رئيس بلدية الزبداني، المهندس سمير درويش، فإن هناك ما يقرب 800 ألف متر مكعب من الأنقاض في مدينة الزبداني لوحدها.

وذكر درويش لعنب بلدي أن 5300 منزل مدمر بشكل كلي في الزبداني، و8000 منزل مدمر بشكل جزئي، معربًا عن أمله بأن المبادرة ستهون من مهمة الإعمار قليلًا.

دور البلدية وإدارة المنطقة هو تنظيمي بالدرجة الأولى، بحسب رئيس البلدية، بينما يحمل الدور التنفيذي “الدفاع المدني” بالتعاون مع المجتمع الأهلي الذي قدم حوالي 50 مليون ليرة كتبرعات لشراء المحروقات للآليات العاملة (نحو 5000 دولار)، كما قدم المجتمع الأهلي أيضًا قرابة 10 آليات لتنفيذ المهمة على وجه السرعة.

درويش لفت إلى أن العملية تتم وفق تنظيم واضح، حيث يطلب من الأهالي التسجيل على استمارة إلكترونية وبناء على هذا يتم تحديد يوم لهم لترحيل الأنقاض من المنزل.

وبالنسبة لمصير الأنقاض، فإن البلدية تعمل على إصدار دفتر شروط، لعملية إعادة تدويرها والاستفادة منها.

ولم تشارك أي منظمة خيرية أو منظمات مجتمع مدني في هذه المبادرة، لكن درويش أكد أن باب التبرعات مازال وسيبقى مفتوحًا، معربًا عن أمله بمزيد من التعاون مع كافة الجهات المهتمة بهذه المبادرة.

وتشهد المناطق المحيطة بدمشق وغوطتيها الشرقية والغربية، دمارًا جراء قصف قوات الأسد بالطائرات والبراميل المتفجرة على مدار سنوات، حيث توزع الدمار في  تلك المناطق وفقًا لـ تقرير صادر عن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب ترجمته عنب بلدي:

  • في منطقة الغوطة الشرقية، بلغ عدد المباني المدمرة كليًا في 9353 مبنى، بالإضافة إلى 13661 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و11122 مبنى مدمرًا بشكل جزئي، حيث بلغ مجموع المباني المتضررة 34136.
  • في منطقة مخيم اليرموك والحجر الأسود، جنوبي دمشق، 2109 مبانٍ مدمرة كليًا، و1765 مبنى مدمرًا بشكل بالغ، و1615 بشكل جزئي، ليكون مجموع المباني المتضررة 5489.
  • في مدينة الزبداني بريف دمشق، يوجد 659 مبنى مدمرًا كليًا، و1251 مدمرًا بشكل بالغ، و1454 بشكل جزئي، حيث بلغ مجموع المباني المتضررة 3364.

ماذا نعرف عن الزبداني ؟

الزبداني مدينة تبعد مسافة 45 كيلومترًا شمال غرب العاصمة دمشق. وتمتد المدينة على سفوح جبال لبنان.

وارتبط تاريخها بدمشق كونها تقع على يمين الطريق الدولي الذي يربط دمشق ببيروت، في وسط المسافة بين دمشق وبعلبك، في وحدة جبلية في سلسلة الجبال السورية، حيث ترتفع عن سطح البحر ما بين 1,150 و 1,250 مترًا.

ومع اندلاع الثورة السورية، عام 2011، كانت الزبداني، من أوائل المدن التي انتفضت في وجه نظام الأسد، وقوبلت المظاهرات التي خرجت فيها بالقذائف المدفعية والعربات العسكرية، كما كانت من أوائل المدن التي نشط فيها العمل المسلح ضد النظام  وتشكلت فيها فصائل “الجيش الحر” التي انضمت لاحقًا لفصائل على رأسها حركة “أحرار الشام”.

اقرأ أيضًا: الزبداني.. قصة الصمود والعودة

ووثق المجلس المحلي في الزبداني استهداف النظام للمدينة بـ5200 برميل متفجر، و2000 صاروخ من الطائرات الحربية، و40 صاروخ “RDX” (صواريخ تحمل خراطيم متفجرة يصل طولها إلى 200 متر يمكن أن تدمر حيًا سكنيًا بأكمله)، و1800 صاروخ باليستي، و100 ألف قذيفة من المدافع والدبابات.

كما كشف رئيس المجلس السابق للمدينة، جميل التيناوي في حديث سابق لعنب بلدي، أن النظام السوري السابق استمر على مدار يومين كاملين (28 و29 من آب 2015)، بضرب المدينة ببراميل مملوءة بغاز “الكلور” السام، وتعرض المقاتلون لحالات اختناق، دون أن تسجل أي حالة وفاة.

كما تعرضت إلى جانب مضايا المجاورة لحصار خانق من النظام السوري و”حزب الله” اللبناني استمر لسنتين، ووثق المجلس 100 ضحية فقدوا حياتهم بسبب الجوع.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة