درعا.. ترميم بئرين يحل جزئيًا أزمة مياه المتاعية

منهل لتعبئة مياه الشرب في بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي - 13 تموز 2025 (عنب بلدي/محجوب الحشيش)

camera iconمنهل لتعبئة مياه الشرب في بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي - 13 تموز 2025 (عنب بلدي/محجوب الحشيش)

tag icon ع ع ع

رممت جمعية خيرية في محافظة درعا، جنوبي سوريا، بئرين لمياه الشرب في بلدة المتاعية بالريف الشرقي، ما أسهم في تحسين وصول المياه للبلدة، التي عانت لسنوات من أزمة مياه، وسط مطالبات بحفر بئر ثالثة.

مجلس الأعيان في البلدة أشرف على تشغيل البئر الغربية بعد تزويدها في ألواح الطاقة الشمسية وهي أغزر آبار بلدة المتاعية، كذلك قدّم مضخة للبئر الأخرى شرقي البلدة.

في 31 من كانون الأول 2023، قصف طيران يعتقد أنه أردني البئر الغربي للبلدة، ما أدى إلى إصابة الحارس بجروح، كما دمّرت الضربة ألواح الطاقة وغرفة الحراسة وأخرجت البئر عن الخدمة.

وقال سكان في بلدة المتاعية إن تشغيل البئرين يؤمن 60% من مياه الشرب، في حين تحتاج البلدة إلى بئر ثالثة لتعزيز وصول المياه.

وكان السكان يعتمدون في تأمين المياه، قبل تأهيل البئرين، على مياه الصهاريج الجوالة، حيث يبلغ تكلفة الصهريج الواحد 75,000 ليرة سورية، أي ما يعادل 7.5 دولار أمريكي (يساوي الدولار الواحد نحو 10,000 ليرة بحسب صرف السوق السوداء).

زياد الكفري، أحد سكان البلدة، قال لعنب بلدي إن ترميم الآبار يخفف عليه من الأعباء المالية، حيث كان يشتري أربعة صهاريج مياه في الشهر، في حين يتوقع أن يشتري صهريجين فقط حاليًا.

وأضاف أنه، بحسب برنامج توزيع المياه، سوف تصله مرة كل 12 يومًا، ما يخفف عنه من تكلفة شراء المياه من الصهاريج الجوالة.

من جانبه، قال عبد الحي، وهو أحد سكان البلدة، إن حفر الآبار لا يكفي لحل مشكلة وصول مياه الشرب للسكان قبل ترميم وضبط التعديات على الشبكة الداخلية.

وأضاف أنه يشتري صهريجًا كل اسبوع، ولا يتوقع حلًا لمياه الشرب إلا بعد ضبط التعديات مطالبًا بعدالة التوزيع في البلدة.

حل جزئي

مؤيد الكفري، المتحدث باسم مجلس الأعيان، وأحد المشرفين على أعمال ترميم الآبار، قال لعنب بلدي، إن تكلفة إعمار البئرين كانت على نفقة جمعية “العمري لكفالة الأيتام” وبإشراف من مجلس محافظة درعا ومجلس الأعيان في البلدة.

مجلس الأعيان، هو تجمع غير حكومي، يضمّ وجهاء البلدة، وينشط في أعمال مجتمعية.

وأضاف الكفري، أن تكلفة الترميم بلغت 27,000 دولار، توزعت على شراء ألواح طاقة بلغ عددها 150 لوحًا، إضافة إلى قواعد لنصب الألواح عليها وتأهيل غرفة للحراسة وشراء مضخة للبئر الأخرى.

وقال إن البئرين الارتوازيتين صالحتان للشرب، ولكنهما لا تكفيان حاجة البلدة للمياه، موضحًا أن هناك خططًا للمجلس في حفر بئر ثالثة لتعزيز وصول مياه الشرب لمعظم لسكان البلدة.

وسبق أن رمم سكان بلدة المتاعية البئرين، عام 2023، على نفقة الأهالي بعد إطلاق حملة تبرعات، بالإضافة إلى تزويدهما بألواح الطاقة الشمسية وربطهما بالشبكة.

أزمة مياه في درعا

تعاني محافظة درعا من نقص في مياه الشرب وخاصة بعد جفاف بعض الينابيع وتراجع منسوب معظمها.

وتراجع منسوب كل من محطة الأرواء وعيون الأشعري وعيون عين ذكر، وعين الصافوقية، وهذه الينابيع مصادر رئيسة لمياه الشرب في المحافظة، بسبب الحفر الجائر و العشوائي للآبار الزراعية المخالفة، ما أثّر على غزاراتها وجفاف بعضها بشكل نهائي، بحسب تصريح سابق للمدير العام لمؤسسة مياه الشرب الصحي في درعا، مأمون المصري، لعنب بلدي.

وسبقها، خلال الأعوام الماضية، جفاف كل من بحيرة المزيريب، وعيون الساخنة الكبرى والصغرى قرب بلدة تل شهاب، ونبع زيزون وعيون العبد في قرية العجمي.

مدير عام المؤسسة العامة لمياه الشرب في درعا، ناشد في حديثه، مطلع تموز الحالي، الجهات المختصة ردم الآبار التي تؤثر على هذه الينابيع محذرًا من دخول المحافظة في عجز مائي حال استمرت هذه التجاوزات.

وقال إن المؤسسة تعمل على إيجاد البدائل ودعم الوارد المائي في المحافظة عن طريق حفر آبار جديدة ورفد المصادر المائية بخططها الاستثمارية، وضمن الإمكانيات و الاعتمادات المتاحة.

كما تعمل على إعادة تأهيل المصادر المائية من مشاريع مركزية ومحطات ضخ وآبار، حفاظًا على جاهزيتها واستمرار عملها وذلك ضمن خطتها وبرنامج عملها وبالتنسيق مع المنظمات الدولية الداعمة.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة