الرئيس السوري أحمد الشرع يستقبل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في دمشق - 31 أيار 2025 (الرئاسة السورية)
لماذا يدعم العرب الشرع في ملف السويداء
أصدرت عدد من الدول العربية، الخميس 17 من تموز، بيانًا مشتركًا رحب بالاتفاق الذي أنجز وأعلن عنه رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، لإنهاء أزمة التوترات في محافظة السويداء
وأعرب وزراء خارجية الأردن، الإمارات، البحرين، السعودية، العراق، عمان، قطر، الكويت، لبنان، مصر وتركيا عبر البيان، ضرورة تنفيذ الاتفاق من منطلق حماية سوريا ووحدتها ولمواطنيها، وبما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة والقانون.
وأثنى البيان على التزام الشرع بمحاسبة كل المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، بحسب البيان الذي نشرته وزارة الخارجية السعودية.
كما أكد البيان دعمه لكل جهود بسط الأمن وسيادة الدولة والقانون في السويداء وجميع الأراضي السورية، ونبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية.
المحلل السياسي، حسن النيفي، قال لعنب بلدي، إن البيان التأييدي للدول العربية بدعم جهود الشرع في إنهاء أزمة السويداء، يأتي في سياق الموقف السابق لهذه الدول وفي مقدمتها دول الخليج بدعم الأمن والاستقرار في سوريا خاصة في مرحلتها الوليدة.
ويرى النيفي أن ما يجري الآن في سوريا سينعكس على الحالة الأمنية بشكل عام، لذلك التأييد هذا ليس ضد مكون سوري وليس تأييدًا لمسألة فرعية، وإنما يأتي في سياق التأييد العام لأمن واستقرار سوريا.
ويعتقد أن هذا التأييد لم يكن مجرد كلام في بيان أو ضمن سياقات نظرية فحسب، وإنما تجسد بجهود واضحة لإنهاء الأزمة، هذه الجهود لم تتجلَ بدعم عسكري مباشر أو تدخل في الشأن السوري، وإنما تجلت من خلال ضغط بعض الدول العربية التي لديها نفوذ للولايات المتحدة الأمريكية لكبح جماح إسرائيل عن التدخل في سوريا.
أدان البيان المشترك الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، وعبر عن رفض الدول الموقعة عليه لهذه العمليات بصفتها خرقًا للقانون الدولي، وتمثل اعتداء سافرًا على سيادة سوريا، ما يزعزع أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها ومواطنيها.
ودعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة السورية في عملية إعادة البناء، وعلى مجلس الأمن تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي السورية.
إضافة إلى دعوات وقف جميع الأعمال العدائية الإسرائيلية على سوريا والتدخل في شؤونها، وتطبيق القرار “2766”، واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
أوضح المحلل السياسي حسن النيفي أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى هيئة الأركان بدمشق، أثار حفيظة تركيا وبعض الدول العربية بما فيها السعودية، للممارسة المزيد من الضغط على إسرائيل من أجل وقف عدوانها.
توتر في المحادثات
يعتقد النيفي أن هناك نوعًا من التوقف بين ما كان يقال عنه محادثات سرية بين الحكومة السورية وإسرائيل.
وأشار إلى أن آخر محادثات كانت في زيارة الرئيس السوري إلى أذربيجان، في 12 من تموز الحالي، وأن الموقف الإسرائيلي المعادي الآن لسوريا جاء نتيجة عدم استجابة الحكومة الحالية للمطالب الإسرائيلية التي تتجاوز التنازل عن الجولان، بحسب تحليله.
وما تريده إسرائيل ليس فقط التخلي عن الجولان، وإنما تريد أن إجبار الحكومة السورية على الإقرار بأن منطقة الجنوب السوري هي منطقة منزوعة السلاح.
وأضاف النيفي أن حكومة نتنياهو تريد أن يتحول سكان الجنوب السوري بما فيها السويداء والقنيطرة ودرعا، إلى حراس لحدود إسرائيل، منوهًا إلى أن رفض الحكومة الحالية لهذه التطلعات دفع إسرائيل بدعم الفصائل المحلية في السويداء.
وأعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، عن تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء، بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي.
وقال الشرع في كلمة نقتلها “رئاسة الجمهورية” إن الحكومة لجأت إلى هذا القرار لتجنب مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، مؤكدًا أن “الدروز جزء أصيل من نسيج الوطن”.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن قوات الجيش السوري بدأت، مساء الأربعاء 16 من تموز، الانسحاب من السويداء تطبيقًا للاتفاق المبرم بين الدولة، ومشايخ الطائفة الدرزية، وذلك بعد ما وصفته بالوكالة بـ”انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة على القانون”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :