
نزوح أهالي بدو السويداء إلى مركز إيواء في بلدة غصم بريف درعا الشرقي - 18 تموز 2025 (عنب بلدي/محجوب الحشيش)
نزوح أهالي بدو السويداء إلى مركز إيواء في بلدة غصم بريف درعا الشرقي - 18 تموز 2025 (عنب بلدي/محجوب الحشيش)
تدخل محافظة السويداء وقراها يومها السادس دون إمدادت غذائية وكهرباء ومياه، نتيجة التوترات الأمنية التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية.
وأفاد مراسل عنب بلدي في السويداء اليوم، الجمعة 18 من تموز، أن الوضع الإنساني في المدينة متأزم، وهناك انعدام شبه تام في خدمات الكهرباء والمياه.
وأعلنت مؤسسة مياه السويداء عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك“، أن استئناف ضخ المياه إلى المدينة ومحيطها مرهون بعودة التيار الكهربائي.
كما يواجه أهالي مدينة السويداء نقصًا في مادة الخبز، فلا تزال أفران المدينة معطلة، إضافة إلى إغلاق المحال التجارية ما يجعل الأهالي يعتمدون على مؤونة المنازل.
وأوضح مراسل عنب بلدي، أن الحصص الغذائية المتوفرة في مدينة السويداء وقراها على وشك النفاد، مشيرًا إلى أن هناك تكاتفًا من أهالي السويداء والبدو لتأمين المواد الغذائية.
وتشهد القرى الجنوبية في محافظة السويداء حالًا أفضل من ناحية توفر المواد الغذائية والخبز، بعد معاودة عمل الأفران وفتح المحال التجارية، علمًا أن هذه القرى لم تشهد توترات أمنية في الأيام الماضية.
وأفادت مصادر أهلية في القرى الجنوبية، أنه على الرغم من توفر المواد الغذائية والخبز، فإنه لا تكفيهم سوى ليومين بالحد الأقصى، نتيجة توقف الإمدادات الغذائية ونقص في مادة الطحين.
طالبت أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس، بفتح معابر إنسانية لمحافظة السويداء.
وأفاد بيان الأبرشية، أن محافظة السويداء التي تضم أكثر من 300 ألف عائلة تعاني من حالة “اختناق”، فلا يوجد ماء وكهرباء، ولا دواء وغذاء.
“كارثة إنسانية تحدث الآن، افتحوا المعابر الإنسانية، وساهموا في إنهاء الحصار”، بحسب البيان.
وقال مدير مكتب العلاقات العامة في منظمة الهلال الأحمر السوري، عمر المالكي، لعنب بلدي، إن المنظمة تحضر لإمداد محافظة السويداء بالمواد الغذائية، وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المستشفيات، دون أن تحصل عنب بلدي على معلومات إضافية حول المساعدات الإنسانية التي ستقدم.
شهدت قرى البدو في السويداء، الخميس 17 من تموز، اشتباكات بين مقاتلي عشائر البدو وفصائل السويداء المحلية، أدت إلى نزوح عدد من أهالي البدو باتجاه قرى محافظة درعا.
صرح المكتب الإعلامي للدفاع المدني التابع لوزارة الطوارئ والكوارث، لعنب بلدي، أن الوزارة شكلت منذ بداية الأحداث في السويداء، غرفة عمليات مشتركة تضم ممثلين عن الوزارات والمؤسسات الحكومية، والدفاع المدني السوري، ومنظمات محلية إنسانية ومؤسسات خدمية.
وتعمل هذه الغرفة على مدار الساعة لتقديم خدمات الإغاثة والإخلاء والإسعاف، وحتى صباح الخميس 17 تموز، تم إسعاف أكثر من 570 جريحًا، ونقل 87 من الضحايا الذين قتلوا جراء التصعيد.
وأفاد المكتب الإعلامي للدفاع المدني، أنه تم إجلاء مئات العائلات إلى مناطق أكثر أمانًا، وشارك في الاستجابة 90 متطوعًا مدرّبين ومجهّزين من فرق الدفاع المدني السوري.
كما ضمت الخدمات أسطولًا ميدانيًا مؤلفًا من 17 سيارة إسعاف، وأكثر من 22 حافلة إخلاء، و10 سيارات نقل متنوعة، و6 ملاحق إطفاء، وآليات للنقل اللوجستي، بالإضافة إلى غرف تنسيق داخلية لرصد نداءات الاستغاثة وتنظيم عمليات نقل العائلات إلى الأماكن التي تحددها العائلات نفسها أو إلى مراكز إيواء مخصصة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن حركة نزوح أهالي بدو السويداء لا تزال مستمرة، وتم وضع الأهالي ضمن مراكز إيواء في عدد من مدارس الريف الشرقي من محافظة درعا.
وقال مدير المشاريع في منظمة الاستجابة السريعة، عبد الرحمن يحيى، لعنب بلدي، إنه تم تقديم خدمات لثلاثة مراكز إيواء، منها اثنان في بلدة غصم، وواحد في خربة غزالة.
وأوضح يحيى أن المنظمة قدمت خدماتها عبر سلال غذائية فردية تشمل المياه والغذاء، بالإضافة إلى الأغطية والفرش، موضحًا أن هذه الاستجابة ستكون بشكل يومي طيلة فترة نزوح الأهالي.
جاسم العلي، مهجر من قرى السويداء ويقيم حاليًا في مركز إيواء غصم، قال لعنب بلدي، إن مجلس بلدية غصم قدم لهم مركز إيواء في مدرسة في البلدة، إضافة إلى تزويدهم بالمأكل والمشرب.
وأضاف جاسم أنهم بحاجة لبطاريات شحن وأجهزة إنارة، بالإضافة إلى تأمين مرافق صحية خاصة بالنساء.
وتحدث رئيس بلدية غصم، عبد الرزاق المفعلاني، لعنب بلدي، أن البلدية باشرت منذ وصول المهجرين إلى البلدة، بفتح عدد من المدارس كمراكز إيواء لهم، وتقديم ما يلزم من الطعام والأغطية، مشيرًا إلى أن مجلس البلدية يتابع إدارة شؤون المهجرين في البلدة على مدار الساعة.
وعبر نضال النمر، وهو مقيم مع أكثر من خمس عائلات في إحدى مزارع بلدة علما في ريف درعا الشرقي، عن معاناته في تأمين مادة الخبز إذ يحتاج لأكثر من خمس ربطات في اليوم الواحد، يشتريها على نفقته الخاصة.
وجاءت اشتباكات مقاتلي عشائر البدو وفصائل السويداء المحلية، بعد انسحاب الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي من السويداء، وإعلان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل بمسؤولية حفظ الأمن في محافظة السويداء.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى