ألمانيا تهدد بوقف دعمها لدمشق إثر أحداث السويداء

عناصر من الأمن الداخلي السوري بمحيط محافظة السويداء - 14 تموز 2025 (وزارة الداخلية السورية)

camera iconعناصر من الأمن الداخلي السوري بمحيط محافظة السويداء - 14 تموز 2025 (وزارة الداخلية السورية)

tag icon ع ع ع

هددت ألمانيا بوقف دعمها للحكومة السورية في حال لم تمنع أي اضطهاد ديني أو عرقي على أراضيها، تعليقًا على الأحداث التي شهدها محافظة السويداء جنوبي سوريا مؤخرًا.

وقال وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي جان نويل بارو، في باريس اليوم، الجمعة 18 من تموز، إن الحكومة السورية لن تحظى بدعم ألمانيا، إلا إذا التزمت بعملية شاملة في سوريا، وحمت الشعب، وفق تعبيره.

واشترط، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، عدم السماح باضطهاد الأفراد بسبب انتمائهم الديني أو العرقي، محذرًا من عمليات قتل بحقهم، مشيرًا إلى أن هذا مسؤولية الحكومة المركزية، وعليها أن تتولى ذلك، وفق وزير الخارجية الألماني.

تصريحات وزير الخارجية الألماني تأتي تعقيبًا على توترات شهدتها السويداء، وأعمال عنف وانتهاكات متبادلة، بين فصائل محلية تنتمي إلى الطائفة الدرزية، ومسلحين ينتمون إلى عشائر سورية.

وأعرب الوزير عما وصفه “القلق البالغ” إزاء الأحداث في الجنوب السوري، داعيًا الحكومة السورية إلى منع أي اضطهاد ديني أو عرقي على أراضيها إذا أرادت الحصول على دعم ألمانيا.

بدأت التوترات عقب حالات اختطاف متبادلة بين عشائر البدو في السويداء، وفصائل محلية تنتمي إلى الطائفة الدرزية.

تطورت الأحداث، ما دفع الحكومة السورية إلى إرسال أرتال من وزارتي الداخلية والدفاع، في 14 من تموز الحالي، لفض الاشتباكات بين الجانبين ثم تعرضتا لهجوم مضاد من الفصائل المحلية أعقبه ضربات من إسرائيل على عدة مناطق في الجنوب السوري، منها مبنى الأركان في العاصمة دمشق.

تخلل دخول الأرتال الحكومية انتهاكات طالت مدنيين، ثم انسحبت في مساء 16 من تموز، بعد اتفاقية مع فصائل محلية وتحت ضغط الضرباط الإسرائيلية.

أعقب خروج الأرتال الحكومية حالات انتهاكات وانتقام من قبل فصائل محلية تجاه المكون البدوي في المنطقة، ما أدى إلى غضب واستنفار في الأوساط العشائرية.

الغضب العشائري تُرجم إلى إرسال أرتال من عدة مناطق في سوريا لا سيما من درعا باتجاه مناطق الاشتباك في السويداء، أسفر عن سيطرتها على عدة قرى في الريف الغربي، مترافقًا مع حالات إحراق للبيوت.

ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 321 سوريًا، بينهم 6 أطفال و9 سيدات (إحداهن توفيت إثر أزمة قلبية بعد تلقيها نبأ وفاة حفيدها)، وإصابة ما يزيد على 436 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في محافظة السويداء، وذلك خلال الفترة الممتدة من 13 تموز الحالي وحتى تاريخ نشر التقرير.

وتشمل الحصيلة الأولية ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال وسيدات وأفراد من الطواقم الطبية، إضافة إلى مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية خارجة عن سيطرة الدولة من أبناء المحافظة، إلى جانب عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية السورية.

“الشبكة” توثق مقتل 321 سوريًا في السويداء



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة