فرنسا تعترف بدولة فلسطينية وتغضب أمريكا وإسرائيل

"وفاء بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط"، قرر الرئيس الفرنسي أن تعترف بلاده بدولة فلسطين.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام قادة الجيش في العرض العسكري ليوم الباستيل - 13 تموز 2025 (AP)

camera iconالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام قادة الجيش في العرض العسكري ليوم الباستيل - 13 تموز 2025 (AP)

tag icon ع ع ع

أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 24 من تموز، أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين، وهو ما قوبل برفض أمريكي- إسرائيلي.

وقال، عبر حسابه في “فيسبوك”، إنه سيعلن ذلك رسميًا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل”.

وقال ماكرون إن “الضرورة العاجلة الآن هي أن تتوقف الحرب في غزة، وأن يتم إغاثة السكان المدنيين”.

وأضاف، “يجب التوصل فورًا إلى وقفٍ لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان غزة”.

 

ونوّه ماكرون إلى أن السلام ما زال ممكنًا، ويجب ضمان نزع سلاح حركة حماس، وتأمين قطاع غزة وإعادة إعماره، وبناء دولة فلسطين، وضمان قدرتها على الاستمرار.

وعلى “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) والسلطة الفلسطينية قبول نزع السلاح والاعتراف الكامل بإسرائيل لينعم الجميع بالأمان في الشرق الأوسط، بحسب ماكرون.

ومن المقرر انعقاد “مؤتمر حل الدولتين” الأسبوع المقبل، في 28 و29 من تموز، برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية بهدف شق الطريق نحو حل الدولتين عبر اتخاذ تدابير عملية تقترحها مجموعات العمل الثمانية.

غضب أمريكي- إسرائيلي

أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، رفض واشنطن القاطع لخطوة فرنسا المرتقبة المتمثلة في الاعتراف بدولة فلسطين.

روبيو قال عبر منصة “إكس”، في 24 من تموز، إن بلاده “تعارض بشدة الخطة التي أعلنها ماكرون”، معتبرًا أن هذه الخطوة “لن تؤدي إلا إلى تعزيز الدعاية التي تروج لها حركة حماس”.

وأضاف أن الخطوة تمثل “إهانة لضحايا هجمات 7 من تشرين الأول 2023″، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته فصائل فلسطينية على مستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

بدوره، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، عبر “إكس”، “ندين بشدة قرار الرئيس ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية” 

واعتبر نتنياهو أن مثل هذه الخطوة تُعد “مكافأة للإرهاب”، وتخاطر بـ”خلق وكيل إيراني آخر”.

وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية في ظل هذه الظروف “لن تكون منصة للسلام، بل ستكون منصة لإبادة إسرائيل”، معتبرًا أن الفلسطينيين لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل، بل إلى “دولة بدلًا منها”.

ترحيب عربي

رحبت المملكة العربية السعودية بقرار الرئيس الفرنسي، معتبرة أنّ هذا “القرار التاريخي” يؤكد “حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة”.

وشددت المملكة في بيان لوزارة الخارجية السعودية على أهمية مواصلة الدول اتخاذ الخطوات التي تسهم في إنفاذ القرارات الدولية وتعزيز القانون الدولي.

من جهته، قال نائب رئيس دولة فلسطين، حسين الشيخ، إن إعلان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قراره الاعتراف بدولة فلسطين، يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

وأعرب الشيخ عن شكره للمملكة العربية السعودية على الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين.

ورحبت “حماس” بإعلان الرئيس الفرنسي، وعدّته خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو “إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم”، ودعمًا لحقه المشروع في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

واعتبرت الحركة موقف فرنسا “تطورًا سياسيًا يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية”.

كما رحبت وزارة الخارجية الأردنية بإعلان الرئيس الفرنسي، معتبرة القرار خطوة هامة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

وأكّدت في بيانٍ لها على منصة إكس، أنّ قرار ماكرون “خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى تجسيد حلّ الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.

غزة.. 113 وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية

يُعد “حل الدولتين” المقترح الأبرز دوليًا لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ويقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، على حدود ما قبل 1967، بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.

انطلقت الفكرة مع قرار التقسيم الأممي عام 1947، وتكرّست في اتفاق أوسلو عام 1993.

ورغم الدعم الدولي، يواجه هذا الحل عقبات أبرزها استمرار الطموح الاستيطاني الإسرائيلي، والخلاف حول قضايا مركزية كالقدس واللاجئين.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة