
محل لبيع الدجاج في ريف دمشق - 30 آب 2025 (عنب بلدي/أحمد مسلماني)
محل لبيع الدجاج في ريف دمشق - 30 آب 2025 (عنب بلدي/أحمد مسلماني)
تشهد أسعار البيض واللحم الأبيض (الفروج) ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق السورية، ما يدفع بكثيرين في ظل ضعف القدرة الشرائية، إلى حذف هذا الصنف الأساسي الغني بالبروتين من قائمة طعامهم.
ارتفاع الأسعار يرجعه خبير تنموي إلى موجة الحر الأخيرة، التي أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الدجاج، بالإضافة إلى قرار منع الاستيراد، بينما يرى مدير “مؤسسة الدواجن” أن السعر مقبول قياسًا بأسعار المواد العلفية.
وخلال جولة قامت بها عنب بلدي في أسواق دمشق لرصد الأسعار، بلغ سعر كيلو “الجوانح“ 19 ألف ليرة سورية، وكيلو “شرحات الدجاج“ 56 ألف ليرة سورية، أما سعر كيلو “الكستا“ فبلغ 40 ألفًا، وكيلو “الأفخاذ“ 28 ألفًا، أما سعر كيلو “الوردة” فبلغ 30 ألف ليرة سورية، وتختلف الأسعار بين محل وآخر.
بينما يتراوح سعر صحن البيض الواحد بين 38 ألفًا و42 ألف ليرة سورية، وتختلف الأسعار بحسب وزن الصحن وبين محل تجاري وآخر.
عبر مواطنون التقت بهم عنب بلدي عن استيائهم من الوضع الحالي، وقال خليل عساف، موظف في القطاع العام، إن الوضع الاقتصادي سيئ، ولا أحد يمكنه شراء كل شيء، علمًا أن جميع الأغذية متوفرة، ولكن أسعارها مرتفعة ولا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن.
من جهتها، ميساء ديب، موظفة في القطاع الخاص، ذكرت لعنب بلدي أن أسعار الفروج تبقى أقل من اللحوم الحمراء، ولكنها تحولت إلى رفاهيات وليست بمتناول الجميع.
محمد الغفير، صاحب محال لبيع الدجاج في دمشق، قال لعنب بلدي، إن المستهلكين باتوا يشترون الدجاج بالقطعة أو بكميات قليلة تتناسب مع دخلهم الشهري، لافتًا إلى أن “حركة البيع والشراء تختلف بين يوم وآخر، ولكن يمكن وصفها بالجيدة”.
أما نزار جنن، صاحب مدجنة في ريف دمشق، فذكر أن أسعار البيض أو الدجاج تشهد تقلبات يومية، ويرجع ذلك للتغير المستمر في أسعار الأعلاف وسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.
ويوجه المواطنون اللوم للمربين أو التجار، معتبرين إياهم السبب وراء ارتفاع الأسعار، مشيرين إلى أن “المربي يخسر بسبب ارتفاع التكاليف التي تثقل كاهله، وهوامش الربح لديه منخفضة جدًا”.
المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هاشم، قال لعنب بلدي، إن أسعار البيض تعد مقبولة نظرًا إلى ارتفاع أسعار المواد العلفية المستوردة سواء الذرة الصفراء أو كسبة فول الصويا، وتساعد هذه الأسعار المنتج على الاستمرار في عمليه التربية وتلبية احتياج الأسواق.
وردًا على تداعيات قرار إيقاف استيراد الفروج المجمد الصادر في 10 من آب الماضي، بيّن أنه حدث ارتفاع بالأسعار بشكل آني، ويبلغ سعر طن الدجاج “الريش“ 1.6 مليون ليرة سورية وهو سعر مقبول.
وبني هذا القرار على رؤية اقتصادية صحيحة، وانخفضت أسعار الفروج إلى ما دون التكلفة بحوالي 20-25% بعد عدة أشهر في اضطراب عملية تربية الدجاج بعد سقوط النظام السابق، فكان لا بد من هذا القرار لإعطاء المجال للمربين بالتعافي واستمرار عملية التربية، وفق حاج هاشم.
وشدد على ضرورة إصدار قرارات أخرى، مثل تخفيض نسب المواد الجمركية والتعرفة الجمركية على المواد العلفية، لتعزيز عملية التربية وفرص الاستثمار في القطاع.
وكشف حاج هاشم عن توجه لإعلان عن الجمعية السورية للدواجن، بتوجيه من وزير الزراعة لتوفير نظام إحصائي دقيق لاحتياجات السوق المحلية، والكميات الموجودة في المداجن سواء من الفروج وبيض المائدة.
وأشار إلى أن الإحصائيات المتوفرة عن عدد المداجن وهمية، بسبب عمليات التدمير والتخريب والقصف التي طالت القطاع على مدى سنوات، بالإضافة إلى الابتعاد عن وسائل التربية الحديثة في تربية الدواجن.
ودعا حاج هاشم المربيين إلى التحول من التربية البدائية والمفتوحة المكلفة والتي تسبب خسائر فادحة إلى نظام التربية الحديثة، واتباع النظام المغلق الذي يوفر الكثير من التكلفة على المربين، ويؤدي إلى ضبط الجوائح بشكل ملحوظ وبالتالي زيادة المنتج، إضافة إلى الحد من انتشار الأمراض والأوبئة التي عادة ما تكون منتشرة بسبب التربية المفتوحة.
المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هاشم، لفت إلى أنه سيتم السماح بتصدير الفروج خارج القطر في المستقبل، إضافة إلى الاستمرار في تصدير بيض المائدة، لأنه سيسهم في ضخ القطع الأجنبي من جهة، ورفع مستوى الإنتاج ودخل المواطن من جهة أخرى، مبينًا أنه “يتم تصدير البيض بكميات قليلة”.
وأضاف أن المؤسسة العامة للدواجن تبتعد عن الدعم الوهمي للمربين، وتسعى مؤسسة العامة للأعلاف لتأمين المادة بأسعار منافسة للسوق، ولوحظ ذلك من خلال انخفاض أسعار المواد العلفية في الأسواق.
ارتفاع الأسعار يرجع لخسارة المنتجين في الفترة السابقة، ما دفع العديد منهم للتوقف عن التربية، فانخفض العرض في السوق، بحسب الخبير التنموي أكرم عفيف.
وذكر عفيف لعنب بلدي أن موجة الحر الأخيرة أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الدجاج، إضافة إلى انخفاض الاستهلاك، وضعف القدرة الشرائية، بالإضافة إلى قرار منع الاستيراد، كل ذلك أدى إلى هذا الارتفاع.
وبيّن عفيف أن المربي يخسر بسبب عدم استقرار السوق، مطالبًا “بوجود نظام تأمين للمربي ضد المخاطر، ليتم تعويضه ويبقى موجودًا ضمن العملية الإنتاجية”.
وينتظر مربو الدواجن تنفيذ قرارات الحكومة على أرض الواقع آملين بتحسن حالهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى