سيدة فلسطينية تراقب النازحين من شمال غزة بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية - 17 أيلول 2025 (رويترز)
إسرائيل تستمر باجتياح غزة.. الوضع الإنساني يتفاقم
تدخل عملية الجيش الإسرائيلي لاجتياح مدينة غزة يومها الثاني، وسط ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين وتدهور الأوضاع الإنسانية.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، أعلن بدء العملية العسكرية “المكثفة” نحو قلب مدينة غزة اليوم، الأربعاء 17 من أيلول، “بهدف حسم حركة (حماس) في معقلها عسكريًا وسلطويًا”، بحسب ما قاله في صفحته عبر منصة “إكس“.
وأضاف أنه لا تراجع حتى تحقيق أهداف الحرب كافة، وإعادة “المختطفين”، متهمًا حركة “حماس” بأنها تفرض على قطاع غزة بالتعنت في تحرير “المختطفين”.
وقُتل 23 مدنيًا من مدينة غزة وأصيب آخرون في قصف مستمر للجيش الإسرائيلي على القطاع منذ فجر اليوم الأربعاء، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 98 قتيلًا و385 إصابة جديدة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وذكرت الوزارة أن عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وتيرة الهجوم
ارتفعت وتيرة العملية البرية اليوم، إذ تتواصل غارات الجيش الإسرائيلي بمناطق متفرقة في قطاع غزة، واستهدفت مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ومحيط المستشفى المعمداني في المدينة، ومنطقة المواصي بمدينة خان يونس، ومخيم النصيرات، وحي الشيخ رضوان.
وتترافق الغارات مع قصف من مدفعية الجيش، وإطلاق النيران والقنابل من المسيّرات، بحسب ما نقله “تلفزيون فلسطين”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة، يمكن للفلسطينيين استخدامه لمغادرة مدينة غزة وذلك لإخلائها من المدنيين، و”مواجهة الآلاف من مقاتلي “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.
توقف محطة الأكسجين
وزارة الصحة الفلسطينية قالت إن إسرائيل تمنع بشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية إدخال الوقود إلى مستشفيات محافظة غزة.
وأشارت في بيان عبر صفحتها في “فيسبوك” إلى أن الجيش الإسرائيلي منع توريد كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفيات غزة، مما يعني توقف الخدمة الصحية بشكل كامل.
وأكدت أن الأزمة تهدد توقف عمل مجمع الصحابة الطبي، ومستشفى الخدمة العامة، ومحطة الأكسحين المركزية، وسيارات الإسعاف، ومستشفيات أخرى ستتوقف خلال أيام فقط.
واعتبرت أن توقف محطة الأكسجين المركزية، وسيارات الإسعاف في محافظة غزة، يعني كارثة صحية وإنسانية خطيرة.
وأكدت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، بسبب استمرار “العدوان الإسرائيلي”، واستهداف مسارات رئيسية للشبكة.
الخارجية الفلسطينية تحذر
حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم، الأربعاء، من التعامل الدولي مع “جرائم الإبادة والتهجير والضم”، وفق تعبيرها، التي تمارسها إسرائيل تجاه قطاع غزة.
ونوهت إلى اكتفاء المجتمع الدولي والدول بردود فعل “متدنية” تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، معتبرة أنها لا ترتقي إلى مستوى المسؤوليات القانونية والأخلاقية التي تقع على المجتمع الدولي تجاه التصعيد الحاصل في “جرائم الإبادة”، خاصة في ظل ما تتعرض له مدينة غزة هذه الأيام.
وحملت الوزارة المجتمع الدولي المسؤولية المباشرة عن عجزه عن وقف “العدوان” وعدم قدرته على إعمال القانون الدولي والأوامر الاحترازية التي صدرت عن محكمة العدل الدولية، وفشله في تأمين وصول احتياجات الإنسان الأساسية التي كفلها القانون الإنساني الدولي.
إدانات دولية
وزارة الخارجية الكندية قالت إن الهجوم البري الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة “مروع”.
وأوضحت أنه يُفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد إطلاق سراح الرهائن، مطالبة حكومة إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي.
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال إن تركيا تؤمن بعالم “يكون فيه المحق قويًا وليس القوي محقًا، وإنها تكافح من أجل إقامة عالم هكذا”.
وأوضح أنه لا يمكن لأحد منع تركيا من الوقوف بجانب “المضطهدين” في قطاع غزة، الذين يخوضون صراع بقاء بمواجهة إسرائيل.
كما أدانت قطر العملية البرية التي بدأها الجيش الإسرائيلي للسيطرة على غزة، وعدّتها “امتدادًا لحرب الإبادة الجماعية” بحق الشعب الفلسطيني، وانتهاكًا للقانون الدولي.
وحذرت وزارة الخارجية، في بيان اليوم، من أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى تقويض فرص السلام في المنطقة، من خلال خطط ممنهجة تشكل خطرًا على السلم والأمن الإقليمي والدولي.
مصير الرهائن بيد إسرائيل
“حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) قالت في بيان، الثلاثاء 16 من أيلول، إن مصير الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تُحدده حكومة نتنياهو، وإن ما تتعرض له مدينة غزة من “تدمير ممنهج وحملة إبادة فاشية”، إنما تهدّد أيضًا حياة الجنود الأسرى.
وحملت “حماس” نتنياهو كامل المسؤولية عن حياة أسراه في قطاع غزة، كما تتحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية مباشرة عن “تصعيد حرب الإبادة في القطاع”، وذلك وفقًا للحركة، بسبب ما سمّته الدعم وسياسة التضليل التي تنتهجها للتغطية على “جرائم الحرب” التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.
خطة لاحتلال غزة
في 8 من آب الماضي، أقر مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، خطة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للسيطرة العسكرية التدريجية على كامل قطاع غزة، وهو ما قوبل برفض دولي.
وبحسب وكالة “رويترز”، فإن الخطة التي نالت موافقة أغلبية الوزراء تهدف إلى فرض سيطرة الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، مع تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين خارج مناطق القتال.
وتنص الخطة على بدء الجيش الإسرائيلي التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقا، “بهدف السيطرة عليها”، وتتضمن مراحل متعددة، تبدأ بتهجير سكان مدينة غزة نحو الجنوب بحلول 7 من تشرين الأول، يليها تطويق المدينة، وتنفيذ عمليات اقتحام داخل الأحياء السكنية ومخيمات اللاجئين وسط غزة والمناطق التي يُعتقد أن هناك رهائن محتجزين فيها.
وبمجرد انتهاء الإجلاء، ستفرض القوات الإسرائيلية حصارًا على مقاتلي “حماس” المتبقين، ومن المتوقع أن تُوجّه إسرائيل إنذارًا نهائيًا لـ”حماس” للاستسلام، وفي حال رفض الحركة، ستدخل القوات الإسرائيلية المدينة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :