
مخيم الهول يحوي آلاف من النساء والأطفال النازحين من مناطق انتزعت من تنظيم "الدولة" _ 29 حزيران 2025 (رويترز)
مخيم الهول يحوي آلاف من النساء والأطفال النازحين من مناطق انتزعت من تنظيم "الدولة" _ 29 حزيران 2025 (رويترز)
وجّه قائد القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، الأدميرال براد كوبر، نداء مباشرًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا الدول إلى الإسراع في إعادة مواطنيها من مخيمات وأماكن الاحتجاز في شمال شرقي سوريا، وذلك عبر تأسيس “خلية مشتركة” لهذا الهدف.
جاء ذلك خلال مؤتمر “رفيع المستوى” للأمم المتحدة عُقد في مقر المنظمة في نيويورك، خصص لمناقشة أوضاع مخيم “الهول” والمراكز المحيطة به.
وقال كوبر إنه زار شخصيًا مخيم الهول في وقتٍ سابق من الشهر الحالي، مؤكدًا أن الأوضاع الميدانية تستدعي تسريع عمليات الإعادة.
وأعلن كوبر عن نيّة القيادة المركزية إنشاء “خلية إعادة مشتركة” في شمال شرقي سوريا لتنسيق عودة النازحين والمحتجزين إلى بلدانهم.
وأوضح الأدميرال الأمريكي، أن إعادة الفئات الهشّة، وخصوصًا النساء والأطفال، تشكّل خطوة إنسانية وأمنية في آن، إذ تمنع تنظيم “الدولة” من استغلال أوضاعهم لإعادة بناء قدراته.
وخاطب كوبر الدول المشاركة في المؤتمر قائلًا إن “إعادة الفئات الهشّة قبل أن تتعرض للتطرف ليست مجرد عمل إنساني، بل هي ضربة حاسمة ضد قدرة تنظيم الدلولة على إعادة تشكيل نفسه. اليوم، أنضم إليكم جميعًا في دعوة كل دولة لديها محتجزون أو نازحون في سوريا لإعادة مواطنيها”.
وأشار كوبر إلى أن عدد النازحين في مخيمي الهول وروج تراجع من نحو 70 ألف شخص عام 2019 إلى أقل من 30 ألفًا اليوم، معتبرًا أن ذلك يفتح الباب لمضاعفة جهود الإعادة.
وأشاد كوبر بالحكومة العراقية التي أعادت أكثر من 80% من رعاياها من المخيم، موضحًا أنها “تقود بجدارة جهود الإعادة إلى الوطن”.
وكشف البيان أن كوبر زار دمشق، إذ التقى الرئيس أحمد الشرع، ليكون بذلك أول قائد للقيادة المركزية يزور العاصمة السورية.
وأعرب عن تقديره لدعم دمشق في محاربة تنظيم “الدولة”، واتفق الجانبان على عقد لقاءات مستقبلية لتعزيز التعاون الأمني.
كما شدد كوبر على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم التحالف الدولي وكل الدول التي تبدي التزامًا بإعادة رعاياها، مبينًا أن الهدف هو “ضمان دحر الإرهاب وتحويله إلى إرث دائم للسلام والاستقرار”.
وعلى الرغم من سقوط نظام الأسد، وتوقف الحرب في سوريا منذ كانون الأول 2024، لا يزال آلاف الأجانب من عائلات عناصر تنظيم “الدولة” المحتجزين في مراكز اعتقال سورية يوجدون في مخيم “الهول” الشهير شمال شرق سوريا، فيما تماطل العديد من الدول الأجنبية في استرجاع مواطنيها.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طالب الرئيس أحمد الشرع خلال لقائهما في العاصمة السعودية، الرياض، أيار الماضي، بتولي مسؤولية مراكز احتجاز يقبع فيها مقاتلو تنظيم “الدولة” وتخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم.
وأنشأت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) هذه المراكز بعدما تمكنت من إلقاء القبض على الآلاف من عناصر التنظيم، في غضون معركتها ضد التنظيم المتطرّف بدعمٍ من التحالف الدولي.
وأعلنت القوات، في أواخر آذار 2019، القضاء جغرافيًا على سيطرة التنظيم في عدّة مدنٍ سورية بينها الرقة التي كان يتخذ منها عاصمة له بعدما خسر كل المناطق الخاضعة لسيطرته.
فيما يبلغ عدد هذه المراكز 26 تقع كلها شرقي سوريا ويقبع فيها مقاتلون وعناصر أجانب غير سوريين ينحدرون من أكثر من 50 دولة حول العالم، بحسب ما نقلته “العربية” عن مصدر في قوات سوريا الديمقراطية، أيار الماضي.
ولا يُعدّ طلب الرئيس الأمريكي هو الأول من نوعه، فقد سبق لتركيا أن طالبت السلطات السورية الانتقالية بتولي إدارة مراكز الاحتجاز.
كما تحاول أنقرة بالتعاون مع بعض دول الجوار السوري الوصول لصيغة تتعلّق بنقل مهمة حماية هذه المراكز من “قسد” إلى دمشق، لكنها لم تحرز أي تقدم في هذا المجال حتى الآن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى