لجين إسماعيل يتحدث عن الفن والدراما السورية الجديدة

عنب بلدي – أمير حقوق

يعد الفنان السوري لجين إسماعيل واحدًا من الأسماء البارزة في المشهد الفني السوري، إذ جمع بين السينما والدراما والمسرح، وترك بصمته في كل هذه المجالات.

‏ تميزت أعماله بقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة تمثل شرائح مختلفة من المجتمع، كما وسع إسماعيل آفاقه نحو الدراما العربية المشتركة، والمعرّبة، وشارك في أعمال تاريخية واجتماعية، أثبتت قدرته على المنافسة ضمن نجوم الصف الأول.

عن سر التنوع والجمع بين فنون مختلفة، قال لجين إسماعيل، إن الفن واحد، سواء أكان مسرحًا أم سينما أم دراما، والممثل مطالَب بأن يكون حاضرًا في كل هذه المجالات، ويستثمر أدواته بما يناسب كل نوع.

‏وفي حوار مع عنب بلدي، أكد أنه شخصيًا لا يفضل التصنيفات، لأن لكل دور خصوصيته، ولكل تجربة مساحتها الخاصة بمسيرته الفنية.

المطلوب “قضايا مهمة بصدق أكبر”

‏يُرتقب من الموسم الرمضاني المقبل (2026) أن يقدم أعمالًا درامية تتمتع بقدر عالٍ من الجودة والمضمون والقضايا التي ستناقشها، مستغلة الانفتاح السياسي الذي شهدته سوريا لتستفيد منه وتوظف أدوات انعكاسه.

‏وفي هذا السياق، يعتقد الفنان لجين إسماعيل أن المطلوب من مسلسلات الموسم المقبل أن يكون مستواها أعلى من السنوات الماضية، وأن تطرح قضايا مهمة بصدق أكبر.

‏”لسنا في موقع مقارنة بما مضى، بقدر ما نحن مطالَبون بالتطوير الدائم، بغض النظر عن الظروف السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، الفن يجب أن يسعى دائمًا إلى الأفضل”، بحسب ما قاله إسماعيل.

‏وأشار إلى مشاركته في الموسم المقبل عبر مسلسل “عيلة الملك” (تأليف ورشة كتابة، وإخراج محمد عبد العزيز)، الذي بدأ تصويره، وكشف أنه مسلسل اجتماعي يلامس الجمهور بشكل مباشر، مشيرًا إلى أنه يجسد بالعمل دورًا يمثل شريحة واسعة من المجتمع، ساعيًا إلى تقديمه بما يوصل الرسالة والفكرة.

ويجسد فيه إسماعيل شخصية “مازن”، وهو أحد أبناء “عائلة جبري”، إذ يعيش صراعًا مع طمعه الكبير، ويتجاهل مع أخيه “وسيم” وصية والدهما الراحل، ويسعيان إلى السيطرة على ثروة العائلة. ومع تصاعد الأحداث، يتورط مازن في مكايد وخيانات تقود إلى مصير مأساوي لشقيقته.

“معاوية”.. بوابة ضخمة

‏ جسد لجين إسماعيل شخصية “معاوية بن أبي سفيان” في المسلسل التاريخي “معاوية” 2025، الذي أسس الدولة الأموية وكان أول خلفائها، وركز العمل على فترة الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي، منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان، ثم تولي علي بن أبي طالب الخلافة، ومقتله، مرورًا بتولي الحسن بن علي وتنازله عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان، وصولًا إلى خلافة يزيد بن معاوية، وأحداث كربلاء التي شهدت مقتل الحسين بن علي.

وهنا، اعتبر إسماعيل أن مسلسل “معاوية” سجل له “محطة مهمة وبوابة ضخمة” أتاحت له الدخول إلى مستوى جديد من الدراما العربية.

“هذه التجربة فتحت أفقًا أكبر للتواصل مع الجمهور في الوطن العربي وخارجه، ووصلتني ردود فعل مشجعة من جمهور يتابعنا حتى خارج المنطقة”، بحسب تعبيره.

وأضاف أن المشاركة مع نجوم عرب منحته دافعًا إضافيًا، وعلى الرغم من الضغط الكبير، فإنها كانت تجربة ثرية جدًا بالنسبة له.

يتمنى إسماعيل، بحسب قوله، تقديم نفسه بأفضل صورة، وأن يحقق خطوات متقدمة في الدراما والسينما، بما يليق بالجمهور السوري والعربي.

وشاركه البطولة في مسلسل “معاوية” كل من الفنانين: الأردني إياد نصار، والسعودي نايف الظفيري، والمصرية أسماء جلال، والتونسية سهير بن عمارة، إلى جانب عدد من الفنانين السوريين منهم: سامر المصري، أيمن زيدان، وائل شرف.

مسلسل “معاوية” سجل محطة مهمة وبوابة ضخمة أتاحت لي الدخول إلى مستوى جديد من الدراما العربية، وفتحت أفقًا أكبر للتواصل مع الجمهور في الوطن العربي وخارجه.

لجين إسماعيل

‏فنان سوري

“أفلام الثورة تمسّني”

في الحديث عن السينما السورية، قال إسماعيل، إن السينما تمر بخطوات متدرجة كما في كل العالم، والطريق واضح، والمهم أن نستمر بالسير فيه حتى نرتقي.

وأشار إلى حضوره تظاهرة “أفلام الثورة السورية”، التي أقامتها المؤسسة العامة للسينما، قائلًا: “حضرت لأن ما يُعرض يهمني ويمسّني شخصيًا، ولا بد أن نتابع مستوى الأفلام المطروحة وما يقدَّم من محتوى”.

ويعتقد أن الأهم بالنسبة له ليس فقط عرض الأفلام، بل النقاشات التي تلي العرض، لأنها تمنح العمل قيمته وتفتح باب الحوار.

أطلقت مؤسسة السينما تظاهرة “أفلام الثورة” في 15 من أيلول الماضي، وضمت 22 فيلمًا بين الروائي الطويل والقصير والتسجيلي، من أصل 56 فيلمًا تقدمت للمشاركة في التظاهرة.