
دورات خياطة لنساء في المركز الثقافي الشعبي بمدينة تل أبيض شمالي الرقة - 17 آب 2025 (عنب بلدي)

دورات خياطة لنساء في المركز الثقافي الشعبي بمدينة تل أبيض شمالي الرقة - 17 آب 2025 (عنب بلدي)
اتجهت العديد من النساء في مدينتي رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا، إلى العمل في مهن مختلفة، لتأمين مصدر دخل يساعدهن على سد احتياجات أسرهن، وسط غياب فرص العمل وغلاء المعيشة المستمر.
وفي أحياء المدينتين، تنتقل بعض الأعمال من الورشات والمحال إلى المنازل، حيث تعمل النساء لساعات طويلة لتلبية الطلبات والمساهمة في دخل الأسرة.
وتتنوع المهن التي تمارسها النساء في المدينتين بين بيع الخضار والفواكه في الأسواق، وصناعة المأكولات المنزلية، والخياطة وإصلاح الملابس، وإعداد منتجات الألبان، إلى جانب أعمال الحرف اليدوية البسيطة مثل صناعة الحقائب والسلال اليدوية، وأحيانًا تقديم خدمات تنظيف المنازل.
غيّرت الظروف الاقتصادية في مدينتي رأس العين وتل أبيض أسلوب حياة الأسر، وأصبح الرجل والمرأة يتشاركان الأعباء في تأمين دخل الأسرة وتغطية المصاريف اليومية، من خلال عمل النساء في الأسواق والمشاريع المنزلية، والرجال في البناء والزراعة والمهن الحرة.
ولم تعد مهام أسماء سلطان تقتصر على أعمال المنزل، إذ أجبرتها الظروف الاقتصادية في مدينة تل أبيض على تعلم مهنة الخياطة لمساندة زوجها في مصاريف المنزل.
وقالت إنها التحقت بدورة خياطة مجانية في المركز الثقافي الشعبي بمدينة تل أبيض لمدة ثلاثة أشهر، وبعد انتهائها، اشترت ماكينة خياطة مستعملة وبدأت العمل مباشرة من منزلها.
وبينت أن عملها في الخياطة خفف من أعباء المعيشة بنحو 40% إذ يتراوح دخلها الشهري بين مليون و1.5 مليون ليرة سورية، أي ما بين 86 و130 دولار، ما يساعد أسرتها على تغطية جزء من احتياجاتهم الأساسية.
ويبلغ سعر صرف الدولار الواحد نحو 11500 ليرة سورية في السوق السوداء.
وبعد انعدام فرص العمل أمام زوج حنان سعد الدين من مدينة رأس العين وتوقفه عن العمل في مجال النقل الداخلي، افتتحت محلًا لبيع الألبان والأجبان المصنوعة يدويًا، بهدف إعالة أسرتها والمساعدة في مصاريف المنزل.
وأوضحت أنها بدأت المشروع بإمكانات بسيطة، مستخدمة الحليب الذي توفره من مزرعة صغيرة تملكها العائلة، ثم توسعت تدريجيًا بعد إقبال الأهالي على منتجاتها.
وأشارت إلى أن المشروع وفّر للأسرة مصدر دخل ثابت ساعدهم على تغطية الجزء الأكبر من مصاريفهم المعيشية.
وتحاول السيدات والفتيات دعم عائلاتهن ماليًا عبر أعمال منزلية، وسط عقبات اجتماعية ومشكلات يواجهنها في المدينتين، منها انتشار ظاهرة زواج الفتيات مبكرًا حيث تلعب العادات والتقاليد وطبيعة المنطقة العشائرية دورًا كبيرًا في تشجيع تزويج الفتيات في سن مبكرة، ما يحرمهن من التعليم والعمل.
تغير واقع الحياة في رأس العين وتل أبيض مع ارتفاع تكاليف المعيشة، ولم تعد المرأة ملزمة بالعائلة فقط، بل دخلت سوق العمل في مجالات مختلفة لتأمين احتياجات الأسرة وتخفيف الأعباء عن أزواجهن.
الناشطة في مجال المرأة في مدينة تل أبيض ابتسام حمادة، قالت لعنب بلدي إن نحو 220 امرأة التحقن بسوق العمل خلال العام الحالي نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضافت أن عدد النساء المسجلات في دورات الخياطة و”الكوافيرة” التي تنظمها المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني منذ بداية العام بلغ 190 امرأة، مع توقع زيادة مستمرة في هذا العدد.
وذكرت أن واقع الحياة والحصار الاقتصادي فرض على النساء تحمل مسؤوليات إضافية، والمساهمة مع أزواجهن في تأمين دخل الأسرة.
واعتبرت أن من واجب المؤسسات والمنظمات تقديم دعم للمشاريع الصغيرة وتوسيع برامج التدريب المهني، بما يتيح للنساء تحسين مهاراتهن والاندماج بشكل فعّال في سوق العمل.
من جانبها، مديرة مركز الخدمات الاجتماعية في المجلس المحلي برأس العين، انتصار دودة، قالت لعنب بلدي، إن المجلس المحلي عمل على تمكين المرأة منذ تأسيسه، حيث تمثل النساء أكثر من 25% من الوظائف الشاغرة في المؤسسات.
ويشرف المركز على عدة دورات تهدف لتمكين المرأة ودمجها في سوق العمل، أهمها دورات الخياطة وصناعة الأجبان والألبان، بالإضافة إلى برامج تدريبية أخرى.
كما يوفر معدات ضمن الإمكانيات المتاحة للنساء اللواتي دخلن سوق العمل، بهدف تسهيل أعمالهن.
وأشارت إلى أن واقع المنطقة والظروف الاقتصادية الصعبة فرض على النساء تحمل مسؤوليات إضافية والمساهمة بشكل أكبر في تأمين دخل الأسرة.
وتحمل رأس العين وتل أبيض طابعًا عشائريًا مثل معظم مناطق الجزيرة السورية، وتفرض العادات والتقاليد الاجتماعية نفسها بقوة بين السكان، ويعمل غالبية القاطنين بالزراعة وتربية الماشية أو بأعمال يومية، وبأجر بين 80 و100 ألف ليرة سورية، ما بين 7 و8.5 دولار، بالحد الأعلى.
تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتخضعان لسيطرة الحكومة السورية، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذهما الوحيد نحو الخارج.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى