
ألعاب نارية خلال حفل افتتاح قلعة حلب – 27 أيلول 2025 (عنب بلدي)

ألعاب نارية خلال حفل افتتاح قلعة حلب – 27 أيلول 2025 (عنب بلدي)
أثار التعميم الصادر عن محافظة حلب، والذي يلزم أصحاب حفلات الأعراس والمناسبات بإبلاغ قسم الشرطة مسبقًا وتحديد موعد ومكان الاحتفال، إضافة إلى شروط أخرى، ردود فعل متباينة بين سكان المدينة.
وبحسب التعميم المتداول، والذي تحققت منه عنب بلدي، من خلال رئيس مكتب الإعلام في محافظة حلب مأمون الخطيب، على صاحب المناسبة تقديم إعلام خطي إلى قائد الوحدة الشرطية أو قسم الشرطة المختص مكانيًا من الضباط، وذلك قبل 48 ساعة من تاريخ إقامة الاحتفال على الأقل.
وعلى هذا الإعلام الخطي إيضاح نوع المناسبة وساعة وتاريخ إقامتها (صالة مرخصة، مكان عام، منزل..)، إضافة إلى بيان بأسماء المشاركين في إحياء المناسبة من الفرق الفنية أو الدينية إن وجدت.
ونص التعميم على إرفاق الإعلام الخطي بموافقة مشاركة من المكتب المختص في نقابة الفنانين أو فروعها بالمحافظات في حال مشاركة فنانين بالمناسبة (موسيقى، غناء، رقص، هندسة صوت، فنون شعبية، وغيره).
وتتولّى الوحدة الشرطية أو قسم الشرطة المختص مكانيًا اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لحفظ الأمن والنظام في مكان إقامة المناسبة.
يرى عدد من الأهالي، أن القرار جاء استجابةً لمعاناة مزمنة مع الضجيج والفوضى التي ترافق حفلات الأعراس في الشوارع والأبنية السكنية، معتبرين أنه خطوة نحو “تنظيم الفرح بما يضمن راحة الجوار”، فيما نظر آخروين إليه على أنه “إعادة لتفعيل الوصاية والمراقبة الأمنية”.
تقول سمر مصري، وهي من سكان حي الميرديان، لعنب بلدي، إن الأصوات المرتفعة والمفرقعات كانت تحول ليالي الصيف إلى ما يشبه “الكرنفال المفتوح”، مضيفة أن وجود ضوابط واضحة قد يحد من الفوضى ويُعيد الهدوء للأحياء السكنية.
ويوافقها الرأي أحمد صائغ، أحد سكان الحي ذاته، مشيرًا إلى أن القرار لا يستهدف الفرح بحد ذاته، بل يضعه ضمن حدود تحافظ على النظام العام، “خصوصًا أن كثيرًا من الاحتفالات كانت تمتد حتى ساعات الفجر، مسببة إزعاجًا واسعًا للسكان”.
في المقابل، يعتبر آخرون أن القرار يضيف أعباء جديدة على الأهالي الراغبين في إقامة مناسبات بسيطة داخل منازلهم، في وقت ترتفع فيه تكاليف استئجار الصالات المرخصة.
توضّح نور طحان، وهي من سكان حي صلاح الدين، لعنب بلدي، أن الكثير من العائلات لا تستطيع تحمّل تكاليف قاعات الأفراح، وكانت تجد في البيت ملاذًا بسيطًا للاحتفال، أما الآن فستجد نفسها أمام إجراءات وموافقات قد تثنيها عن ذلك.
واعتبرت طحان، أن القرار بحاجة إلى تمييز بين الاحتفالات الصغيرة العائلية وتلك التي تتخذ طابعًا عامًا أو تستخدم مكبرات الصوت في الشوارع، مضيفًة أن “الفرح المنزلي لا يجب أن يعامل كحدث أمني يحتاج لإبلاغ رسمي”.
من جهتها، ترى رهف سرميني، من سكان حي بستان القصر، أن التنظيم مطلوب، لكن تطبيق القرار يجب أن يكون مرنًا، بحيث “لا يتحول الفرح إلى معاملة إدارية”.
وبين مؤيد يرى في القرار استعادةً للنظام، ومعترض يراه تقييدًا لحرية الناس في التعبير والاحتفال، تبقى قضية “تنظيم الفرح” في حلب مرهونة بطريقة تنفيذ القرار ومدى تعاون الأجهزة المعنية مع الأهالي لتطبيقه دون تضييق أو فوضى.
قرار قديم
التعميم الصادر عن محافظة حلب والمذيل بتاريخ 15 تشرين الأول الحالي، ليس بالجديد، إذ كان وزير الداخلية في عهد النظام السابق محمد الرحمون، عمم ذات المضمون على مدراء المناطق والنواحي في المحافظات بتاريخ 14 كانون الثاني 2024.
وعزت وزارة الداخلية في عهد النظام السابق، آنذاك، أسباب التعميم انطلاقًا من “واجب قوى الأمن الداخلي في توفير الحماية اللازمة لأماكن التجمعات والاحتفالات العامة والخاصة، وذلك بهدف تجاوز أي إشكاليات أو أي طارئ قد يحدث، حرصًا على سلامة المواطنين وضرورة معرفة الوحدات الشرطية بذلك”.
وكثرت خلال الأشهر الماضية، معاناة المواطنين وشكاواهم جراء فوضى تنظيم مناسبات الأفراح في مختلف المحافظات، وخاصة لناحية إطلاق الرصاص والألعاب النارية في ساعات متأخرة من الليل، وما يرافق ذلك من مخاطر وإثارة للقلق، وسط مناشدات مستمرة لمنع هذه الظواهر وضبط انتشار السلاح المستخدم في المناسبات الخاصة.
وفي وقتٍ سابق من الشهر الحالي، أصدر محافظ حلب، عزام الغريب، تعميمًا يمنع إطلاق الألعاب النارية في الأماكن العامة والخاصة دون الحصول على ترخيص مسبق.
ونشرت محافظة حلب التعميم الصادر عن الغريب، والذي أكّد ضرورة الالتزام والتقيد بالتعليمات محذرًا من اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
ونشر الغريب عبر خاصية “الستوري” على “إنستجرام” أن القرار جاء بناء على مطالبات الأهالي ومتابعة شكاواهم المتعلقة بـ“الإزعاج والمخاطر”، مؤكّدًا أن الهدف هو الحد من الظاهرة وحماية السكان وضمان سلامتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى