إذا كنت ضيفًا في مقابلة تلفزيونية.. نصائح مهنية
علي عيد
يشكل الظهور الإعلامي فرصة ذهبية للموظفين الإداريين والخبراء المتخصصين، وحتى للمديرين والمسؤولين، ويمكن في ذات الوقت لمقابلة واحدة أن تتسبب في احتراق الشخصية أو تضررها بشكل لا يمكن محوه بسهولة.
وبما أن تسارع الأحداث في بلد معيّن، أو قضية، يشكل دافعًا للبحث عن الضيوف، فإن بنك المصادر قد لا يكون كافيًا، ما يدفع كثيرًا من وسائل الإعلام إلى التواصل مع أشخاص يجري ترشيحهم من قبل أصدقاء، أو بعد عمليات بحث، وعندما تشحّ المصادر، تكون الفرصة ملاءمة للكثيرين لتحقيق هذا الحضور.
فرصة الظهور الإعلامي لا يقتصر أثرها على الشخص، بل يمتد إلى الجهة التي يمثلها أو يديرها، سواء كان موظفًا أو مديرًا في منظمة أو شركة، أو حتى أستاذًا جامعيًا أو متخصصًا في الشأن السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي.
إما أن يترك الشخص أثرًا إيجابيًا، ويقدم ما هو مأمول بحسب الغرض الذي تجري فيه وسائل الإعلام تلك المقابلات، وإما يعطي انطباعًا بأنه شخص غير مؤهل.
وقد يتجاوز الأمر الأداء الضعيف إلى تقديم معلومات غير صحيحة، أو التصرف بطريقة غير لائقة، كأن يقوم الضيف (المصدر) بارتكاب خطأ يضعه على اللائحة الحمراء، ولا يخفى على أحد وجود لوائح لدى مختلف وسائل الإعلام المحترفة، تتضمن قوائم منع أو تفضيل، خصوصًا في بيئات تشهد استقطابًا وصراعًا سياسيًا مجتمعيًا، ما يعني أن وسائل الإعلام هي الأخرى تقع في حرج الاختيار سواء تبنت خطًا تحريريًا مستقلًا أو منحازًا.
لبعض الفائدة فيما يجب على الضيف تجنبه أو الحرص عليه خلال المقابلات الصحفية التلفزيونية، يمكن إسداء بعض النصح المهني في جوانب متعددة ألخصها بالآتي:
قبل المقابلة:
- طلب الأسئلة والمحاور: على الضيف مهما كان خبيرًا ألا يستهين بمحتوى ما يقدمه من إجابات، وبالتالي فإن عليه طلب الأسئلة أو المحاور إن لم يكن قد حصل عليها عند التواصل معه من قبل ممثل الوسيلة الإعلامية.
- مراجعة المعلومات: ينبغي القيام بعملية تنشيط ذهني حتى ولو كان الضيف خبيرًا في المسألة التي يجري حوارًا أو مداخلة بشأنها، والمطلوب قراءة آخر المستجدات، والتركيز على الأرقام والنسب والبيانات.
- مراجعة المعلومات حول المحاور الصحفي والوسيلة الإعلامية وتوجهاتها، وجمهورها، لأن ذلك يساعد على اختيار الطريقة المناسبة، فجمهور البرامج الشبابية يختلف عن جمهور النشرات الإخبارية، وهذا يستدعي مرونة في اللغة والمصطلحات أو الهندام.
- توقع الأسئلة الصعبة، وتحضّر لسيناريوهات مختلفة يمكن أن تذهب إليها المقابلة.
- تدرب على الحديث أمام المرآة أو مع صديق، وكرر المحاولة، وطوّر أداءك ليكون جاذبًا.
- قم بالاسترخاء قبل الظهور، وقد تساعدك بعض الأنشطة في الهدوء وتقليل التوتر، مثل التنفس العميق، المشي في رواق، ممازحة أو حوار بسيط وطبيعي مع موظف أو زميل في موقع المقابلة.
المظهر والحضور:
- الملابس: على الضيف الحرص على ارتداء ملابس مناسبة في المقابلات التلفزيونية، وليس شرطًا أن يرتدي زيًّا رسميًا في مختلف المداخلات، وقد لا يتاح الأمر في ظروف طارئة، لكن لا بد من الحرص على اختيار ألوان تناسب الظهور على الشاشة.
ارتدِ الألوان الأساسية ذات التباين العالي التي تظهر بوضوح، مثل الأزرق الداكن والأخضر الزمردي. وتجنب الأنماط المعقدة التي تشتت الجمهور أو تتنافي مع الذوق العام.
- الهيئة: يجب الحرص على مظهر الوجه، كحلاقة الذقن والشارب، أو تشذيبهما.
في أثناء المقابلة:
- يجب التمتع بالثقة والهدوء.
- عدم استخدام لغة جسد مبالغ فيها.
- تجنب نبرة الصوت الحادة أو الهجومية.
- نوّع في مستوى الصوت والنبرة لضمان الحيوية، بشكل غير مبالغ فيه.
- التواصل البصري والنظر للمذيع أو الصحفي.
- الوضعية الجيدة في الجلوس (يمكنك طلب المساعدة من الفنيين داخل الاستوديو).
- التحدث بوضوح، واستخدام عبارات قصيرة ومباشرة.
- تذكر الرسالة الأساسية التي أنت موجود لأجلها، الحوار قد يأخذك إلى أمكنة أبعد، حاول أن تعود عندما تشعر أنك في مكان آخر.
- لا تفكر في مظهرك عندما تصبح على الشاشة، بل فكر فيما يجب أن تقول.
- كن مستمعًا جيدًا للأسئلة ولا تجرِ مراجعة ذهنية منفصلة في أثناء تلقي الأسئلة حتى لا يتسبب ذلك بالشرود أو عدم فهم السؤال.
- كن صادقًا وطبيعيًا لكسب ثقة الجمهور.
- لا تكترث لبعض الهفوات البسيطة، فأنت تقوم بما تقوم فيه في حواراتك الطبيعية لكن أمام الكاميرا. الجميع يرتكب الهفوات دون قصد.
- لا تهاجم ضيفًا بشخصه، ولا تكن عدوانيًا مع ضيف أو مذيع.
- إذا واجهت سؤالًا صعبًا غير متوقع، قم بتدوير زوايا الحديث بشكل ذكي، والذهاب إلى نقطة قريبة تستطيع أن تعوض فيها إحراجك أو نقص معلوماتك.
- لا تستطرد، واستثمر الوقت المتاح بتقديم معلومات موجزة ومفيدة للجمهور.
- لا تستخدم كلمات الحشو، وتجنب التأتأة أو التردد وتكرار العبارات.
بعد المقابلة:
- اطلب من الوسيلة الإعلامية إرسال مداخلتك عبر رابط أو بشكل مباشر لتستخدمها على معرفاتك، فأنت صاحب قضية، تسوّق لها كما تسوّق لمسيرتك.
- أعد مشاهدة مقابلتك وحدد نقاط القوة والضعف لتطوير ظهورك المستقبلي.
- قم ببناء علاقات إيجابية مع الصحفيين ووسائل الإعلام، واشكرهم وتعامل معهم بلطف.
ختامًا، إذا كنت صحفيًا متخصصًا في الشأن السياسي السوري، يجب ألا تغريك دعوة للمشاركة في برنامج تلفزيوني حول صراع المطابخ بين دمشق وحلب. سيبدو مظهرك مخيّبًا.. وللحديث بقية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :





