شكاوى من ارتفاع أسعار باقات الإنترنت في سوريا

مركز خدمات شركة "سيريتل" للاتصالات فرع المزة في دمشق- 30 نيسان 2025 (عنب بلدي/كريستينا الشماس)

camera iconمركز خدمات شركة "سيريتل" للاتصالات فرع المزة في دمشق- 30 نيسان 2025 (عنب بلدي/كريستينا الشماس)

tag icon ع ع ع

يعاني مستخدمو شبكة “سيرتيل” للاتصالات في سوريا من غلاء باقات الإنترنت والمكالمات، بالتوازي مع ضعف التغطية الخلوية في أرياف المحافظات السورية.

وفي شباط من عام 2024، رفعت شركتا “سيرتيل” و”MTN” أسعار باقات الإنترنت والاتصالات والعروض والخدمات بشتى أنواعها، إذ تم رفع سعر الدقيقة الخلوية للخطوط المسبقة الدفع إلى 47 ليرة سورية، وللخطوط لاحقة الدفع إلى 45 ليرة.

تعتبر شركتا “سيرتيل” و”MTN” الوحيدتين اللتين تعملان في مجال الاتصالات وتشغيل الهواتف المحمولة داخل سوريا، ما يعني أن خيارات المواطن محدودة، وبالتالي يلزم الزبون بالتعامل مع إحدى الشركتين حتى في حال عدم رضاه عن الخدمات الممنوحة له.

ويلجأ بعض المستخدمين للتعامل مع خدمات شركة “MTN”، باعتبارها تقدم خدماتها بجودة أفضل، وفق ما قاله مستخدمون لعنب بلدي، على الرغم من تشابه أسعار الباقات والمكالمات مع شركة “سيريتل”.

أسعار غير مناسبة

تقدم شركة “سيريتل” خيارات عديدة لباقات الإنترنت (يومية، أسبوعية، وشهرية)، إلا أن أسعارها لا يتناسب مع متوسط الدخل في سوريا.

ووصل سعر الباقة الشهرية بـ80 غيغابايت إلى 215,000 ليرة سورية، بينما بلغ سعر باقة 110 غيغابايت 260,000 ألف ليرة شهريًا، وباقة التواصل الاجتماعي (صالحة لمدة 15 يومًا) بـ30 غيغا بتكلفة 66,000 ألف ليرة.

محمد قجي، موظف في القطاع الحكومي، قال لعنب بلدي، إن سعر باقة 20 غيغا التي يشترك بها شهريًا تصل لما يقارب 125,000 ليرة، وهو سعر لا يتناسب مع مدخوله الشهري الذي لا يتجاوز 300,000 ليرة.

واعتبر محمد أن قلّة عدد شركات الاتصالات في سوريا واقتصارها فقط على شركتين (سيرتيل وMTN) تضع المواطن تحت “سياسة الأمر الواقع”، على حد تعبيره.

أيمن الأمير، طالب بقسم إدارة أعمال في الجامعة الافتراضية بدمشق، تحدث عن المعاناة التي تواجهه، فطبيعة دراسته في الجامعة وضرورة التزامه بحضور المحاضرات عن بعد، تتطلب منه تفعيل باقة شهرية باتت تشكل عبئًا على مصروفه الشهري.

يفعّل أيمن باقة “شببلينك”، وهي مخصصة للطلاب الجامعيين، إذ تصل تكلفة 8 غيغا إلى 50,000 ليرة، ومن المفترض أن الباقة شهرية لكنها لا تكفيه لأسبوع، لذا يضطر لإعادة تفعيلها أكثر من مرة.

“رغم ارتفاع سعر الباقات التي تكلفني شهريًا ما يقارب 150,000 ليرة، فإن جودتها رديئة في تحميل ملفات محاضراتي”، قال أيمن.

ضعف في التغطية

يواجه عدد من المواطنين القاطنين في أرياف المحافظات السورية صعوبة في التقاط إشارة التغطية الخلوية وإجراء المكالمات، وبالتالي يحرمون من الاستفادة من باقات الإنترنت التي تعتمد بشكل أساسي على وجود التغطية.

“أضطر للصعود على سطح المنزل لالتقاط الإشارة”، قالت جانيت عصفور التي تقطن في قرية أم الرمان في محافظة السويداء، مشيرة إلى معاناتها في الحصول على التغطية وخاصة مع انقطاع الكهرباء، إذ تصبح التغطية شبه معدومة في قريتها.

وأكدت جانيت أن أهالي القرية قاموا بتقديم أكثر من شكوى لتركيب أبراج تغطية من شركة “سيريتل” لتحسين حال خدمات الاتصال، إلا أنهم لم يحصلوا إلا على برج واحد من الشركة وهو لا يغطي كامل القرية.

عروض غير مجدية

تقدم شركة “سيريتل” عروضًا على باقات الإنترنت لفترة محدودة ترتبط بشكل عام في المناسبات، مثل عروض شهر رمضان،  إذ بلغ سعر إحدى باقات العروض بـ6 غيغا 2500 ليرة.

“مثل قلتها”، هكذا وصف رامي الشحاف، الذي يعمل في مخبر طبي بدمشق، العروض التي تقدمها الشركة، طالما أن أسعار الباقات لا تتناسب مع متوسط دخل الفرد، وقال إن هذه العروض ليست سوى “استغلال للمواطن”، على حد تعبيره.

راما الديب، صيدلانية تقيم في دمشق، وجهة نظر أخرى، فتفعيلها المستمر لباقات الإنترنت جعلها تكتسب باقات مجانية، إذ توفر شركة “سيريتل” نظام نقاط يكسبها الزبون فور تفعيل باقة الإنترنت، وبالتالي عند تجميع حد معين من النقاط يمكن استبداله بباقات مجانية سواء للإنترنت أو الاتصالات.

“سيريتل” ترد

قال مصدر في إدارة شركة “سيريتل” لعنب بلدي، إن أسعار الباقات وسعر دقيقة الاتصال الخلوي لم تتغير، لكن خصوصية كل عرض وباقات الإنترنت ومحتواها المتنوع هي التي تتحكم بالسعر.

وبحسب تصريح الشركة، تقدم “سيريتل” حاليًا أكثر من 200 باقة تشمل (باقات إنترنت، باقات طلابية، باقات للنقابات، وغيرها)، وأكدت الإدارة أن الأسعار لم تتغير منذ العام الماضي.

وفيما يخص العروض التي تقدمها الشركة، فلكل عرض خصوصية وميزات ومحدد بتاريخ بداية ونهاية، ولا يتم تكرار العروض، لذلك يجد الزبون لكل عرض سعر مختلف.

ولم تتلقَّ عنب بلدي توضيحًا إذا كانت هناك خطط مستقبلية لتخفيض أسعار الباقات وتحسين جودة خدمات الاتصال.



مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة