أطباء يكشفون عن طفل شفي نظريًا من “HIV”.. هل يكون بوابة للقاح فعّال؟

فايروس نقص المناعة البشرية، HIV لدى انتقاله إلى الجنين من الأم (غيتي)

camera iconفايروس نقص المناعة البشرية، HIV لدى انتقاله إلى الجنين من الأم (غيتي)

tag icon ع ع ع

تمكّن أطباء في إفريقيا الجنوبية من تحديد حالة طفل مصاب بفايروس “نقص المناعة البشرية” (HIV)، المسبب لمتلازمة “نقص المناعة المكتسبة” (إيدز) منذ الولادة، ولم يحصل على علاج من وقتها، الأمر الذي قد يقودهم إلى إيجاد علاج أو لقاح فعال يمكن تطبيقه على مرضى آخرين.

وقال أطباء خبراء إن الطفل بعمر التاسعة، دون أن يحددوا جنسه أو هويته بهدف حمايته، وهو مصاب بالفايروس منذ ولادته.

وحصل الطفل على جرعة علاجية خلال مدة قصيرة من الولادة، ولم تظهر عليه بعدها وطيلة ثماني سنوات ونصف أي أعراض أو إشارات لها علاقة بنشاط فيروسي، رغم عدم تلقيه للأدوية ضمن هذه الفترة.

من جهتها، تشعر العائلة “بالسعادة” لوضع طفلها، وفق ترجمة عنب بلدي عن موقع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، اليوم 24 تموز.

تطوير لقاح للإيدز

يحتاج معظم مرضى الفايروس لجرعات علاجية يومية، منعًا من تدمير الجهاز المناعي لدى المصاب، ليتسبب لاحقًا بمرض “الإيدز”، والذي يعد المرحلة المتقدمة من تطور العلة.

وفي حال تمكن الأطباء من فهم آلية حماية الطفل من الفايروس خلال هذه الفترة، يمكن أن يقودهم إلى تطوير علاج أو لقاح من “HIV”.

وأصيب الطفل بالفايروس عبر والدته أثناء الولادة، في عام 2007، وكان يوجد لديه معدلات مرتفعة من “HIV” في دمه.

ووفقًا للموقع، لم تكن طريقة العلاج المضادة للفايروسات الرجعية، شائعة في تلك الفترة، إلا أن الطفل تلقى جرعته بعمر التسعة أسابيع، كجزء من تجربة سريرية.

وخلافًا لبقية المرضى ضمن هذه الدراسة، لم يعاود الفايروس ظهوره لدى هذا الطفل بعد نحو 40 أسبوعًا من العلاج، وأصبح من غير الممكن تحديد مستوياته في الدم.

حالتان

واستخدمت طريقة مهاجمة الفايروس في المراحل المبكرة قبل تمكنه من إعادة تشكيل نفسه مرة أخرى ليدمر جهاز المناعة لدى المريض، مرتين مسبقًا، لعلاج أطفال.

وفي هذا الإطار، تلقت المريضة، المعروفة باسم “طفلة الميسيسبي”، العلاج خلال 30 ساعة من ولادتها، وبقيت مدة 27 شهرًا دون استخدامها للأدوية، إلى أن عاود “HIV” ظهوره مجددًا في دمها.

كما توجد حالة مريض آخر في فرنسا، استطاع العيش لمدة 11 عامًا دون تلقي الأدوية الخاصة إلى الآن.

المتحكمون الرفيعون

من جهتها، الطبيبة آفي فيولاري، مسؤولة وحدة دراسة نقص المناعة البشرية في مركز جوهانسبورغ، قالت إن “تطبيق العلاج المضاد للفايروس الرجعي، لا تكفي لوحدها للتخلص منه”.

وأضافت الطبيبة أن الأطباء لا يعلمون السبب الرئيسي، لماذا تمكّن هذا الطفل بالذات، التخلص من الفايروس، مشيرةً إلى أنه قد يتعلق بأمر “جيني أو نظام المناعة” لديه.

بعض المرضى يمتلكون القدرة الطبيعية على مكافحة الـ HIV، ويسمون بـ “المتحكمين الرفيعين”، ولكن مهما كانت ميزة هذا الطفل، فهو “مختلف عن غيره”، وفق آفي فولاري.

حالة فريدة

كما تعتقد الطبيبة البروفسورة ديانا غيبس إن، من لندن، أنه “من المذهل أن تصادفهم (الأطباء) حالات كهذه”، لافتة أنها “حالة طفل واحد”، وأنه لا يجب وضع الآمال عليها بشكل كبير”.

وأضافت أن هناك نحو 36,7 مليون شخص يحملون فايروس HIV حول العالم، وأن نسبة 53% منهم فقط يحصلون على علاج مضاد للفيروسات الرجعية.

ومع ذلك تتأمل غيبس أن يكون علاج هذه الحالات من الأطفال منذ سن الرضاعة، هو بداية لنشر طريقة علاجية مدى الحياة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة