زواج القاصرات ممنوع في الحسكة

camera iconطفلة سوريا في مخيمات اللجوء (انترنت)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – الحسكة

“هو أكبر مني.. لكنني تقبلت الوضع ونعيش الآن معًا دون مشاكل، لأن كل ما يطلبه مني أنفذه”، بهذه الكلمات عبرت ليلى محمد من مدينة الحسكة عن حياتها الزوجية مع ابن عمها الذي يكبرها بعشر سنوات.

تبلغ ليلى 16 عامًا وتحمل على يدها طفلًا صغيرًا لا يتجاوز عمره الأشهر، وقالت لعنب بلدي إن ابن عمها طلب الزواج من أختها الكبيرة لكنها رفضت، وبسبب إصراره على الزواج من إحدى بنات العائلة تقدم لخطبتها ووافق والدها.

اعتقدت ليلى أن الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعاني منها عائلتها، إضافة إلى ظروف الحرب، كانت السبب وراء موافقة والدها على الزواج.

وهي ليست الوحيدة في سوريا وإنما واحدة من آلاف الفتيات القاصرات اللاتي تزوجن، وخاصة في دول اللجوء والمخيمات، إذ سجل ارتفاع عدد الزيجات المعقودة لقاصرات من 7 إلى 30% في عام 2015، بحسب تقرير أعده المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.

لكن “الإدارة الذاتية”، المعلنة شمال شرق سوريا، حاولت منع هذه الظاهرة في أماكن سيطرتها، وأصدرت قرارًا في 2014 منعت فيه الزواج دون سن 18، إضافة إلى تعدد الزوجات.

وعاقبت محكمة الدرباسية في ريف الحسكة شابًا وزوجته ووالدها بالسجن سنة كاملة، لأن عمر الزوجة دون سن 18 عامًا، الأمر الذي أدى إلى تباين في مواقف المتابعين بين مؤيد للحكم لأنه بداية محاربة هذه الظاهرة، وبين رافض له بما أن الطرفين موافقان على الزواج.

أساب خلف زواج القاصرات

زواج القاصرات يأتي لأسباب وعوامل شرحتها الباحثة الاجتماعية نجاح محمد، لعنب بلدي، والتي اعتبرت أنها تعود إلى العادات والتقاليد التي يصعب معارضتها أحيانًا، والطبيعة الاجتماعية في المجتمع الشرقي التي تجعل الإناث الحلقة الأضعف فلا يترك خيارٌ أمامهن سوى الزواج، والأسباب الاقتصادية مثل الفقر والحاجة وعجز رب الأسرة عن تأمين مستلزمات الحياة اليومية لأفراد أسرته، إضافة إلى نظرة المجتمع بأن الزواج “سترة” وخاصة للفتاة في ظروف الحرب وتفكك البنية التعليمية والجهل وعزوف الشباب عن الزواج.

وأرجعت الباحثة انتشار الظاهرة أكثر إلى الأسباب الأمنية والسياسية، خاصة في ظل غياب أي أمل قريب بانتهاء الأزمة، كما أن الانتهاكات التي قام بها تنظيم “الدولة الإسلامية” من خطف واغتصاب أدى إلى زرع الخوف لدى الناس من أن يلحق الأذى ببناتهن، إضافة إلى رغبة كثير من الفتيات التخلص من حياتهن والضغوط العائلية التي أنهكتهن، فيلجأن للزواج على أمل الحصول على حياة جديدة.

آثار ومخاطر

آثار صحية وجسدية قد تصيب الفتاة القاصر في حال زواجها، بحسب محمد، مثل تأخر الحمل والإجهاض وظهور التشوهات العظمية في الحوض والعمود الفقري بسبب الحمل المبكر، وعدم اكتمال النضج الجسدي لدى الفتاة إضافة إلى آثار أخرى متعددة.

أما الآثار النفسية والاجتماعية فتكمن في الحرمان العاطفي من الوالدين، ومن حقها في اختيار الزوج، والعيش في مرحلة الطفولة، إضافة إلى حرمانها من التعليم ما يترك آثرًا سلبيًا عليها وعلى أطفالها في المستقبل.

الطفلة التي لم تكتسب أسس التربية تكون مصدرًا لقرارات غير سليمة وحكيمة، وغير قادرة على تربية أولادها، إضافة إلى شعورها بأنها عبء ثقيل على أسرتها نظرًا لتزويجها وهي صغيرة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة