في الذكرى 41 لدخول سوريا إلى لبنان.. عيون تراقب “تصفية الحسابات”

قوات الردع العربية تدخل بيروت- 1976 (انترنت)

camera iconقوات الردع العربية تدخل بيروت- 1976 (انترنت)

tag icon ع ع ع

في الوقت الذي يمرّ فيه لبنان بأوقات عصيبة بعد عودته إلى ساحة صراع إقليمي ودولي، بحسب وصف متابعين، تحل ذكرى دخول قوات الردع العربية بقيادة سوريا إلى البلاد لإنهاء الحرب الأهلية.

وكانت الحرب قد نشبت في 13 نيسان 1975، إثر “حادثة البوسطة” التي راح ضحيتها 27 فلسطينيًا كانوا يستقلون حافلة ركاب في منطقة عين الرمانة.

وهذه الحادثة كانت ردًا من حزب الكتائب على محاولة اغتيال فاشلة تعرض لها زعيمه بيار الجميل، من قبل مجهولين، يُعتقد أنهم فلسطينيون.

وتعود جذور التوتر بين الكتائب والفلسطينيين إلى اتفاق القاهرة عام 1969، الذي منح فلسطينيي لبنان حق حمل السلاح، والسيطرة على أراضٍ جنوبي البلاد، ما أثار نقمة التيارات اللبنانية اليمينية.

لكن الاشتباكات التي بدأت بين الفلسطينيين والمسيحيين الموارنة، سرعان ما امتدت نيرانها لتورط مختلف أطياف الشعب اللبناني في حرب ستستغرق أكثر من 16 عامًا، وستجلب لهم احتلال النظام السوري بغطاء دولي وعربي.

اللافت في هذه الحرب هو تبدل مواقع الحلفاء إلى الحد الذي وصل فيه النظام السوري إلى الوقوف في ذات خندق إسرائيل، التي كانت طرفًا داعمًا أيضًا.

ففي حزيران 1976 استجاب حافظ الأسد لدعوة الرئيس اللبناني سليمان فرنجية للتدخل ودعم الحكومة ذات الأغلبية المارونية، فأوقف الأسد دعم الفلسطينيين ودخل بجيشه ليحاربهم.

وفي تشرين الأول من ذات العام، قررت القمة العربية في الرياض منح سوريا حق الاحتفاظ بـ 40 ألف جندي في لبنان، وقيادة قوات الردع العربية، وانتقل تركيز الحرب الأهلية إلى جنوب البلاد حيث الفلسطينيين.

استمرت الحرب الأهلية بعدها 13 عامًا، وكان من المفترض أن مهمة الأسد إنهاءها لا الاستمرار بها، وخلال هذه السنوات عانى جميع سكان لبنان من مختلف أنواع الجرائم، مثل الحصار والمجازر، والقتل على الهوية، فضلًا عن الغزو الإسرائيلي المتكرر.

أنهى اتفاق الطائف عام 1989 الحرب التي فتكت باللبنانيين والفلسطينيين، والتي لم تتوقف بشكل فعلي حتى 15 تشرين الأول 1990.

لكن الطائف نص على حق حافظ الأسد بنشر قواته في لبنان، والتي لم تنسحب حتى نيسان 2005 في عهد ابنه بشار الأسد، إثر ثورة الأرز التي قام بها اللبنانيون بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

وربما يكون ألبوم الصور المأساوي هذا أكثر ما يثير ذعر اللبنانيين من تكرار تجربة تصفية الحسابات على أراضيهم، لا سيما وأنهم يصفون ما يحصل اليوم بحرب إيرانية سعودية ببيادق لبنانية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة