مكتشفات تدل على أول مساعي الصينيين إلى “الخلود”

الجيش الطيني الذي بناه الامبراطور تشين شيهوانغ لحمايته في الحياة الأبدية (انترنت)

camera iconالجيش الطيني الذي بناه الامبراطور تشين شيهوانغ لحمايته في الحياة الأبدية (انترنت)

tag icon ع ع ع

كشفت أبحاث أثرية حديثة عن قرارات أول إمبراطور صيني سعى للحصول على “إكسير الحياة” (مشروب الخلود)، وذاع صيته عبر التاريخ عالميًا.

فقد عثر العلماء على قطع خشبية تحوي أمرًا تنفيذيًا من الإمبراطور، تشين شيهوانغ، يقضي بالبحث عن “إكسير الحياة” على مستوى البلاد، وفق ما نقلت وكالة “شينخوا” الصينية، في 24 كانون الأول 2017.

والإمبراطور شيهوانغ هو باني الضريح الضخم تحت مقاطعة “شنشي”، والذي يضم جيشًا مؤلفًا من ثمانية آلاف جندي من الطين لحمايته في الحياة الأخرى، ذائع الصيت عالميًا.

وكان العلماء قد عثروا على 36 ألف قطعة خشبية في أحد الآبار عام 2002، وبعد الانتهاء من دراستها توصلوا إلى النظام الإمبراطوري المتبع للوصول إلى “إكسير الحياة”.

والطريقة الشائعة في الصين للكتابة قبل ابتكار الورق في بداية الألفية الأولى، هي سلسلة من الشرائح الخشبية المرتبطة ببعضها بوساطة سلسلة.

كما ضمت القطع الخشبية ردودًا محرجة من السلطات المحلية التي ناضلت من أجل تلبية أوامر الإمبراطور، إذ وصلت أوامره إلى القرى الحدودية والنائية.

وكان رد قرية “دوكسيانغ” أنها فشلت باكتشاف جرعة خارقة، لكن البحث عنها مازال مستمرًا، في حين اقترحت قرية “لانجيا” أن نوعًا ما من الأعشاب الموجودة في الجبل المحلي، قد يصلح ليكون جرعة الخلود التي يريدها الإمبراطور.

وبالرغم من السعي الحثيث للإمبراطور شيهوانغ، إلا أنه توفي عام 210 قبل الميلاد، بعد حكمه لمدة 11 عامًا فقط، لتناوله الزئبق ظنًا منه أنه أكسير الخلود.

ويُعرف شيهوانغ بأنه أكثر أباطرة الصين وحشية، وفي عهده تم بناء سور الصين العظيم الباقي حتى يومنا هذا، فضلًا عن توحيده للصين، التي بقيت قائمة كدولة واحدة بعد موته لألفي عام.

أساطير الخلود

لم يكن شيهوانغ وحده من أراد الحصول على حياة أبدية في الصين، فمن تلك البلاد أيضًا ظهرت أسطورة “خوخ الخلود”، التي تتحدث عن ملك قرد كان يحمي شجرة الخوخ هذه، فتناول إحدى ثمارها خلال حراسته، فمنحته العيش لألف عام.

كذلك يشتهر حتى يومنا هذا “حجر الفلاسفة”، الذي يمنح مالكه حياة أبدية، وتم استخدامه في أفلام وروايات عديدة، كان أشهرها سلسلة “هاري بوتر”.

وتعود أصول هذه الأسطورة إلى نظرية أفلاطون حول تشكل الكون من أربعة عناصر أساسية، هي الأرض والهواء والماء والنار.

وفي العصور الوسطى سعى الكيميائيون لصناعة حجر يضم عناصر الكون الأربعة، وفق خلطات وموازين معينة للحصول على حياة أبدية.

كذلك استخدمت الحضارة المصرية القديمة نبات “الألوفيرا” في تحنيط الموتى، لا سيما الفراعنة، إذ يحارب البكتيريا والفطريات التي تسبب تحلل الجثث، ظنًا منهم أنهم بهذه الطريقة يحافظون على أمواتهم في الحياة الأبدية.

وحاول الملك السومري الشهير “جلجامش” العثور على عشبة تمنحه الخلود، إلا أن أفعى ضخمة ابتلعتها بعد عثوره عليها، وهو أول إنسان يسعى للأبدية وفق الأساطير البابلية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة