ريف درعا الغربي: جباية الأموال أو قطع الكهرباء

camera iconعامل كهرباء يقوم بأعمال صيانة لأحد الأبراج بريف دمشق (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

قطعت الخدمات الرئيسية عن المنطقة الخارجة عن سيطرة النظام السوري في محافظة درعا جنوبي سوريا، لا سيما الكهرباء والماء للضغط على أهالي تلك المناطق.

ولكن وجود ينابيع منطقة الأشعري المغذية لمدينة درعا (قسم من المدينة لا يزال تحت سيطرة قوات الأسد)، دفع النظام إلى تزويد المنطقة الغربية بالكهرباء لتشغيل محطات مياه الشرب في الأشعري، بعد تعذر إيصال المحروقات إليها.

في الأسابيع الأخيرة، بدأ النظام السوري يطالب المنطقة الغربية من محافظة درعا بجباية 80 مليون ليرة سورية كشرط أساسي لتشغيل الكهرباء على محطة الأشعري.

وقالت مصادر أهلية من المنطقة لعنب بلدي إن المجلس المحلي في داعل أبدى موافقته المبدئية على الطلب، في حين رفضت بقية المجالس المحلية في المنطقة الخوض في غمار المفاوضات.

وحاولت عنب بلدي التواصل مع مجلس داعل لكنها لم تلق ردًا، فيما تتبع المجالس المحلية في المنطقة سياسة التكتم بسبب حساسية موضوع الكهرباء بالمنطقة وإدراجه تحت باب “التطبيع” مع قوات الأسد.

وقالت مصادر عنب بلدي إن النظام فتح الكهرباء لمدينة داعل كفترة تجريبية لمدة خمسة أيام بشرط وجود كفيل يكفل جباية المجلس المحلي للأموال من الأهالي، وأضافت أن متعهدًا للعقارات كان الكفيل لجباية الأموال.

وتم تشغيل الكهرباء في المدينة عن طريق خط “20” بشكل منعزل عن بقية المناطق، فيما رفض عدد من الأهالي في بلدة تل شهاب والقرى المحيطة حولها دفع أي مبلغ، وكذلك لم تجمع مدينة طفس أي مبلغ حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ليقطع النظام الكهرباء مجددًا، وفق ما قالت المصادر، مطالبًا بـ “جباية مقطوعة”.

كيف ظهرت ملامح أزمة الكهرباء؟

بعد خروج محطة الشيخ مسكين عن الخدمة وانقطاع خط “66”، زود النظام محطة الأشعري عن طريق خط “20” بالكهرباء، بمعدل يومين لضخ المياه ويومين آخرين للمنازل السكنية.

سببت هذه الإجراءات فسادًا وتعديًا كبيرًا على خطوط التوتر، إذ تم تركيب عدد من المحولات الخاصة لتشغيل آبار بهدف استثمارها كمشاريع زراعية مقابل جباية مالية، لكنها لم تكن تدفع للنظام، وإنما كانت توجه لمحطة الأشعري لتأمين رواتب العاملين المفصولين ومستلزمات تشغيل المحطة، وبعد إعادة تأهيل خط كهرباء “66” بالمنطقة استغنى النظام عن خط التغذية “20”، ليقوم أحد الفلاحين بالتعدي على ورشة الإصلاح، ويدخل بعدها الوجهاء والفصائل والمجالس ويتعهدوا بعدم التعدي على ورشات الإصلاح.

أصلحت الورشات خط الكهرباء وتم الاعتداء عليه مرة أخرى، ثم قام النظام بقطع تغذية المحطة وطالب بجباية منتظمة تصل إلى 80 مليون ليرة سورية.

وبحسب مصادر عنب بلدي، رفض المجلس المحلي لبلدة تل شهاب والمجلس العسكري وأهالي البلدة الطلب، خلال اجتماع ضم المنظمات ووسطاء، واعتبروا التجاوب معه بداية “مصالحة”.

وقال أحد الحاضرين للاجتماع، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي “اجتمع معنا وفد من العاملين بمحطة كهرباء الأشعري، وعرضوا علينا جباية 1500 ليرة سورية عن كل بطاقة عائلة مقابل تشغيل الكهرباء لساعات يوميًا”.

فيما تشهد المنطقة تصعيدًا على الصعيد الميداني والصعيد المحلي في ظل انتشار أنباء عن حشود لقوات الأسد تنوي اقتحام درعا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة