تراب الماس.. هل يصيب مُشرّع القتل؟

tag icon ع ع ع

عن روايته المنشورة عام 2010 كتب الروائي المصري أحمد مراد نص فيلم “تراب الماس”، ليدمج بين العمل الأدبي والسينما في مزيج ممتع من ساعتين ونصف.

بطل الفيلم هو صيدلاني مصري، يعيش مع والده الذي يعاني من شلل نصفي، ويتنقل على كرسي متحرك.

يدأب الأب على قراءة كتب التاريخ ومتابعة ما يدور في الحيّ عبر شباك نافذته، لكن تلك المتابعة ليست مجرد مشاهدة عابرة، بل مراقبة ستحدد مصير عدة شخصيات في الفيلم لاحقًا.

ينطلق الفيلم من مشهد جريمة القتل المحورية، ثم يأخذ المخرج مروان حامد، المشاهدين بالزمن إلى ما قبل 65 عامًا من التاريخ الذي تدور فيه الأحداث، ليعطي خلفية تاريخية عن والد البطل الذي سيقود عبر مذكراته الفيلم إلى النهاية.

تبدأ الأحداث مع تعرض الصيدلاني للاعتداء على يد شخص رفض تقديم أدوية مخدرة له. ذلك الشخص ذاته سيعتدي على الصيدلاني مجددًا، ولكن هذه المرة في منزله، ويقتل الأب بدفع من أشخاص آخرين لن تتضح هويتهم حتى نهاية الفيلم.

يحاول الصيدلاني بمساعدة عقيد في الشرطة أن يبحث عن قتلة والده، ويجد بالمصادفة مذكرات للأب كان قد كتبها قبل موته، وتحدّث فيها عن مسحوق “تراب الماس” السامّ الذي عرفه عن طريق جار يهودي للعائلة في صغره، ثم استخدمه لقتل أشخاص يعتقد أنهم يستحقون ذلك.

تتوالى الأحداث، ويستخدم الابن المسحوق ذاته الذي استخدمه والده لقتل الشخص الذي اعتدى عليه وقتل الأب.

يوهم العقيد في الشرطة الصيدلاني أن الشخص الذي أمر بقتل والده هو مرشح لمجلس الشعب يقطن في ذات حيه، ليكتشف فيما بعد عبر مذكرات والده أن القاتل هو العقيد في الشرطة ذاته، فيكون مصير الأخير القتل بتراب الماس.

يعتمد الفيلم على حبكة روائية وإخراجية جذابة، تكشف خيوط القضية المتشابكة تباعًا للمشاهد بطريقة مشوقة.

وبرع الممثلون الذين شاركوا في العمل بأداء أدوارهم، وأبرزهم، آسر ياسين، بدور طه حسين الزهار وهو الصيدلاني، والذي يقود أبرز الأحداث، ومنة شلبي، وهي جارة البطل سارة، التي تتداخل أزمتها مع قضية الصيدلاني.

وبدور العقيد وليد سلطان، يقدّم الممثل ماجد الكدواني تفاصيل شخصية مركبة، كما يجسد الممثل محمد ممدوح دور “سرفيس”، وهو الشخص الذي تتم عن طريقه جريمة قتل والد الصيدلاني.

ويترك الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى عام 2018، سؤالًا لدى المشاهدين حول مشروعية القتل في حال اعتقد القاتل أنه على حقّ، إذ لا يجزم الفيلم بأحقية أو بطلان الفكرة، لكنه يترك للمشاهد أن يكوّن انطباعه الخاص عن الأمر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة