خمسة عقود استثمارية لإيصال الكهرباء إلى ريف حلب

camera iconأبراج كهرباء في ريف حلب الشمالي- نيسان 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

يشهد قطاع الكهرباء في ريف حلب الشمالي والشرقي ومنطقة عفرين دخول عدة شركات استثمارية بعقود، لإيصال الشبكة إلى منازل المدنيين والدوائر الرسمية التي تدير المنطقة، وتعمل على إيصال الخدمات إليها.

على مدار العامين الماضيين تركزت الاستثمارات بريف حلب بيد الشركات الخاصة التركية، التي وقعت عقودًا مع المجالس المحلية العاملة في المنطقة، والتي يرتبط عملها بالولايات التركية كولاية غازي عنتاب، وكلس، وهاتاي.

وتأتي الخطوات الخاصة بقطاع الكهرباء، بموجب سلسلة من الخدمات تعمل عليها المجالس المحلية بإدارة تركية لتوفير الخدمات كاملة إلى المنطقة، وخاصة في المجالات التي يحتاجها المدنيون في الحياة اليومية.

تعرض عنب بلدي تفاصيل خمسة عقود وقعتها شركتان تركيتان لإيصال الكهرباء، وأخرى سورية دخلت لأول مرة منذ السيطرة على المنطقة.

أول عقد في اعزاز

في نيسان 2018 دخلت شركة تركية خاصة إلى مدينة اعزاز، ووقعت عقدًا لتنفيذ مشروع إيصال الكهرباء، ويعتبر الأكبر من نوعه في المنطقة.

جاء المشروع ضمن عقد وقعه المجلس المحلي في المدينة مع شركة “AK Energy” التركية ذات الملكية الخاصة، وتوسطت بين الطرفين ولاية كلس، على أن تتعهد الشركة بتغذية اعزاز باستطاعة 30 ميغا واط، مقابل توفير الأرض والمواد الأولية اللازمة للمضي في المشروع.

وفي بداية التنفيذ وصلت التكلفة الكاملة للمشروع إلى حوالي سبعة ملايين دولار، بعقد لمدة عشر سنوات.

وبحسب مدير قسم الخدمات في مجلس اعزاز، محمد حاج عمر، في حال أي خلاف بين المجلس المحلي والشركة ستتولى ولاية كلس حل الأمر، بينما يتولى المجلس حل أي خلاف بين الشركة والمواطنين، وفقًا لبنود الاتفاق.

وقال حاج عمر في وقت سابق لعنب بلدي، إن المجلس شريك من الناحية الإدارية، بينما تتكفل الشركة التركية ببقية الأمور.

وأضاف أن المجلس قدم الأرض للمحطة الحرارية وأبنية إدارية وأخرى للتخزين، بالإضافة إلى مواد عينية كأسلاك نحاسية وألمنيوم وأكبال أرضية بقيمة تتراوح بين 400 و500 ألف دولار.

عقد ثان في الباب

أربعة أشهرت مرت على توقيع عقد إيصال الكهرباء إلى اعزاز، ليوقع المجلس المحلي لمدينة الباب، بريف حلب الشرقي، في آذار 2019، اتفاقية جديدة لاستجرار الكهرباء.

الاتفاقية جاءت عبر مذكرة تفاهم مع شركة “AK Energy” التركية، في 27 من شباط الماضي، لاستجرار الكهرباء إلى المدينة، لتكون المدينة الثانية بعد اعزاز تصلها الكهرباء في ريف حلب.

وستشمل الشبكة الكهربائية التي تنتظرها المدينة، مدن بزاعة وقباسين وكامل ريفها، في مدة قصوى متوقعة بعام ونصف لانتهاء المشروع.

وقال رئيس المجلس المحلي، جمال عثمان، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن الشركة التركية بدأت العمل فور توقيع الاتفاقية بين الطرفين، مشيرًا إلى أنها ستبدأ استجرار الكهرباء إلى مدينة الباب من محطة اعزاز المجاورة.

ووفقًا لرئيس المجلس، فإنه من المتوقع أن تصل الكهرباء إلى مركز المدينة بعد أربعة أشهر من تاريخ التوقيع، متوقعًا أن تنفذ كامل الاتفاقية خلال عام ونصف لتشمل كامل الباب وريفها، بحسب تعبيره.

سيعتمد المجلس نظام البطاقات الإلكترونية مسبقة الشحن في عملية الجباية بعد إيصال الكهرباء للمدينة، على غرار النظام المعمول به في مدينة اعزاز شمالي حلب.

وسيكون رسم الاشتراك 600 ليرة تركية، وما يعادل 85 قرشًا تركيًا للكيلو الواحد من فئة “واط”.

شركة سورية تدخل على الخط

العقد الثالث الخاص بإيصال الكهرباء يختلف عن مدينتي اعزاز والباب، إذ وُقع مع شركة سورية لأول مرة في المنطقة، بعدما كانت الاستثمارات محصورة بالشركات التركية الخاصة.

وفي 6 من نيسان الحالي، وقع المجلس المحلي لناحية صوران عقدًا مع شركة سورية اسمها “الشركة السورية التركية للكهرباء” لإيصال الكهرباء إلى المنطقة في مدة لا تزيد على أربعة أشهر.

وقال محمود قدور، أحد مؤسسي الشركة، إن العقد الحالي يعتبر أول عمل للأخيرة بشكل منظم في ريف حلب الشمالي، إذ تركزت أعمالها سابقًا على موضوع الأمبيرات فقط، ليتطور الأمر إلى مجال عمل أكبر.

وأضاف قدور لعنب بلدي أن الشركة مرخصة وموجودة في تركيا (رمزها ste energy)، والعقد الموقع مع مجلس صوران هو أول مشروع لها في سوريا.

وقال قدور إن مدة التشغيل ستكون خلال أربعة أشهر، في مطلع آب المقبل، مضيفًا أن مبدأ التشغيل يعتمد على عدادت إلكترونية مسبقة الدفع.

ويبلغ سعر الكيلو واط، بموجب العقد 85 قرشًا، ويدفع المشترك 400 ليرة تركية كضمان أولي، ويخير في طريقة دفعها سواء بشكل كامل أو بالتقسيط (كل شهر 100 ليرة).

و”السورية التركية للكهرباء” هي شركة حديثة التأسيس مقرها تركيا، والقائمون عليها رجال أعمال وأصحاب شركات إنترنت ومقاولات، بينهم مؤيد علي حميدي وضياء مصطفى قدور ومحمود أحمد قدور.

عقد رابع في مارع

مدينة مارع في الريف الشمالي شهدت توقيع عقد رابع لإيصال الكهرباء، بين “شركة الشمال” العاملة فيها وشركة تركية لشراء جميع تجهيزات المحطة الكهربائية.

وقال رئيس المجلس المحلي لمارع، فؤاد عباس، إن العمل بإنشاء المحطة الكهربائية بدأ، الجمعة 12 من نيسان، إذ تحدد المكان الذي ستنشأ عليه، وقيمة الكيلو واط الساعي من الكهرباء.

وأضاف عباس لعنب بلدي أن العقد النهائي وقع بين “شركة الشمال” لاستثمار الكهرباء والشركة التركية الموردة لتجهيزات المحطة الكهربائية.

وتحددت قيمة الكيلو واط الساعي بـ 14.5 سنت، ويعتبر الأرخص قياسًا ببقية مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي.

وأوضح عباس أن محطة توليد للكهرباء ستكون جاهزة في غضون ثلاثة أشهر، وتبلغ قيمة رسم الاشتراك 200 ليرة تركية، على أن يكون العداد على حساب المواطنين، لكن اختياره عن طريق المجلس المحلي و”شركة الشمال”.

الحكومة التركية تدخل عفرين

في منتصف كانون الأول 2018 أجرى وفد من وزارة الكهرباء التركية زيارة إلى عفرين، اطلع فيها على واقع المدينة ونواحيها ووضع خارطة طريق لحل مشكلة الكهرباء، بعد اتفاق مع المؤسسات المدنية القائمة على المدينة.

وفي حديث لعنب بلدي، قال محمد الحسن، عضو المجلس المحلي في مدينة عفرين، إن مشروع إمداد الكهرباء إلى مدينة عفرين بدأ بالفعل، وسيتم على ثلاث مراحل، “ومع نهايته سيقفز واقع الكهرباء خطوة كبيرة الى الأمام”.

وأضاف الحسن أنه تم الاتفاق مع وزارة الكهرباء التركية، مطلع العام الحالي، على تغذية المدينة بالكهرباء المقطوعة عنها منذ سبع سنوات، موضحًا أن المشروع سيتم على ثلاث مراحل وبخطة زمنية أولية تمتد لستة أشهر، وخلال المرحلة الأولى والتي انتهت تقريبًا سيتم تركيب محطة توليد في مدينة الريحانية المقابلة لمدينة جنديرس ومنفذ “حمّام” الحدودي.

وتبلغ استطاعة المحطة 25 ميغا واط، على أن تغطي احتياجات منطقة “غصن الزيتون”.

المرحلة الثانية تتمثل بتوصيل الكهرباء إلى المرافق الرئيسية كمحطات الضخ والأبنية والمرافق العامة، ما يوفر الكثير من التعب والمصاريف، وقد بدأت الورشات بنصب الأبراج وتمديد خطوط التوتر لتغذية هذه المرافق.

بالنسبة للمرحلة الثالثة، اعتبر الحسن أنها الأهم، وتتمثل بإصلاح الشبكات ومد خطوط جديدة بغية توصيل الكهرباء إلى كل منزل في منطقة عفرين.

وأشار المسؤول في المجلس المحلي إلى أن هذا المشروع هو بالتعاون مع جهة حكومية تركية، وبالتالي فإن أسعار الكهرباء ستكون رخيصة ومناسبة للجميع، مقارنة بمشاريع أخرى مشابهة في الشمال السوري والتي قامت بها شركات خاصة.

مدن في ريف حلب تشهد مشاريع بتغطيتها بالكهرباء (عنب بلدي)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة