الأمطار والحرّ يؤثران سلبًا على ازهرار الزيتون في درعا

camera iconكروم الزيتون في منطقة سحم بريف درعا الغربي - 13 حزيران 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

أثّرت المتغيرات المناخية بشكل سلبي على مختلف أنواع المحاصيل في درعا، وبدأت آثار طول فصل الشتاء لهذا العام، وبعده موجات الحر خلال شهر أيار، بالظهور في مرحلة ازهرار الزيتون والحمضيات والكرمة.

يواجه المزارعون في محافظة درعا مخاوف من تراجع كميات ونوعية الزيتون خلال الموسم الحالي، بعد أن لاحظوا اصفرارًا في أوراق الزيتون ومن ثم تساقطها دون التمكن من تدارك هذه المشكلة.

عنب بلدي التقت مهندسًا زراعيًا في درعا، للوقوف على أسباب سوء ازهرار أشجار الزيتون هذا العام، وأثر ذلك على المحصول عمومًا في المحافظة لهذا العام.

المهندس، الذي طلب عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، أرجع اصفرار أوراق الزيتون إلى زيادة الرطوبة هذا العام والمطر المتواصل حتى نهاية شهر نيسان.

وأكد أنّ كثرة المياه وخاصة في مرحلة نضوج ثمر الزيتون، تؤثر على نسبة الزيت الناتج فيما بعد، إذ يحتاج الزيتون لريّ متباعد.

وأضاف المهندس، أنّ “ارتفاع الحرارة المفاجئ في شهر أيار في أثناء تنخيل الزهر وبداية العقد بثمرات الزيتون، سبب سقوط أكثر من نصف الثمار على الأرض”.

مصدر رزق

يعتبر الزيتون من الزراعات الرئيسية في محافظة درعا ويعتمد على محصوله الكثير من الفلاحين كمصدر رزق أساسي، إذ يبيعه بعضهم كثمر بنوعيه الأخضر والأسود، بينما يعتمد أغلبهم على عصره وتخزينه وبيع زيته.

أبو يعرب (40عامًا) يمتلك مزرعة زيتون مساحتها 10 دونمات، هو أحد المتضررين من سوء ازهرار موسم الزيتون خلال العام الحالي.

يقول أبو يعرب (رفض نشر اسمه كاملًا لأسباب أمنية)، “بعد الهطولات المطرية الوفيرة خلال الشتاء الماضي استبشرت بموسم وفير، ولكن اصفرار الأوراق ما زال يؤرق الفلاحين دون القدرة على علاج المشكلة”.

وأضاف في لقاء مع عنب بلدي، “نتيجة لذلك، وإضافة إلى موجة الحر التي أدت إلى تساقط حبات الزيتون، أصبح من المؤكد الإنتاجية الضعيفة لموسم هذا العام”.

تلك المشكلة أحبطت المزارعين، الذين أملوا أن يكون الموسم المقبل لقطاف الزيتون أفضل من السنوات السابقة.

إذ تمركزت الثكنات العسكرية لقوات النظام خلال سيطرة فصائل المعارضة على المحافظة، بالقرب من مزارع الزيتون، وجرفت عشرات المزارع وأحرقت المئات غيرها.

كما شهد قطاع زراعة الزيتون خلال الأعوام الماضية عزوف الكثير من الفلاحين عن هذا القطاع، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج الذي كان أبرز أسباب ضرب هذا القطاع، بالإضافة لانتشار ظاهرة التحطيب العشوائي للأشجار.

غلّة مهمة في درعا

يشير المهندس الزراعي الذي التقته عنب بلدي إلى أنّ الزيتون يتميز بعدم حاجته لمياه الري مثل محاصيل أخرى، كالرمان والعنب، وهو مقاوم للأمراض.

وتنتشر في درعا أصناف مختلفة من شجر الزيتون، مثل الإسطنبولي وأبو شوكة والصوارني والقيسي.

وبحسب المهندس فإن لكل صنف مميزات مختلفة “فعلى سبيل المثال أبو شوكة هو زيتون للمائدة من الممكن عصره ولكن تكون فيه نسبة الزيت أقل، كما أن سعره المرتفع يغري صاحب المحصول في بيعه للسوق، أما بعض الأنواع الأخرى فهي أفضل للعصر”.

وتُصنف درعا بالمرتبة الثانية في سوريا من حيث إنتاج الزيتون، بعد محافظة إدلب، ويمتاز بتنوع أصنافه، بالإضافة للجودة العالية لزيته، ويتجاوز عدد أشجاره خمسة ملايين في عموم المحافظة.

وكانت وزارة الزراعة في حكومة النظام سعت منذ نهاية العام الماضي إلى إعادة دعم زراعة الزيتون، عبر تشغيل مشاتل ومعاصر جديدة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) في كانون الأول الماضي، عن عبد الفتاح الرحال، مدير الزراعة في درعا، أنه تمت إعادة تشغيل خمسة مشاتل في تل شهاب وزيزون وإبطع، ووفق ذلك، توقعت الوزارة انتعاشًا في كميات الزيتون والزيت للموسم الحالي، وهو ما لا تبشّر به أزمة الازهرار الحالية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة