فستان وسام.. شرط اكتمال الزفاف في السويداء

camera iconإحدى فساتين المصمم وسام حسن- 13 من نيسان 2019 (Wissam Hassan فيس بوك)

tag icon ع ع ع

السويداء- نور نادر

القطع المميزة والزينة المترفة في فساتين المصمم السوري، ابن مدينة السويداء، وسام حسن، تجذب العرائس في السويداء جنوبي سوريا، ليتحول الحصول على فستان من تصميمه إلى حلم كل فتاة وشرط لاكتمال الزواج أو سبب رئيسي في فشل العلاقة بين الشريكين.

بدأت موهبة وسام حسن تظهر منذ سن الرابعة عشرة، عندما عمل في محل بسوق الأقمشة في السويداء، ليصطحب معه في نهاية عمله الأقمشة المتبقية من عملية القص، ليصنع منها تصاميم على ماكينة أمه القديمة وترتديها بنات أخيه الصغيرات.

مع تقدم السنين انتقل حسن إلى مدينة دبي في الإمارات العربية المتحدة في 2001، وعمل في “دار سبانيرا” لتصميم الأزياء ثلاثة أشهر، ليعود بعدها إلى مدينة السويداء، ويقدم تصاميمه عبر عرضين، الأول تضمن ثلاثة فساتين، والعرض الثاني 25 فستانًا تنوعت بين فساتين السهرة والعرس والبدلات.

وفي مقابلة مع مدونة “وطن” في 2014، قال حسن إنه “استوحى تصاميمه من الفن المسمى هوت كوتور”، ويعني الخياطة الرفيعة أو الملكية وهي الصناعة بالقماش الحساس مثل الحرير، ليبدأ الإقبال على فساتينه وخاصة من قبل العرائس، موضحًا أنه فصّل فساتين لخمسة آلاف عروس حتى 2014.

أسعار مليونية

تتميز تصاميم وسام بغرابتها، ويكمن أسلوبه في القطع المليئة بالزينة، والبعيدة عن البساطة واعتماد القصات الغربية غير المألوفة عند الناس، ويتراوح سعر تأجير الفستان لليلة واحدة بين 700 ألف ومليون ونصف المليون ليرة سورية.

ويقدر سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية بـ 583 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات، في 13 من تموز 2019.

إحدى العاملات السابقات في مشغل وسام، طلبت عدم ذكر اسمها، قالت إن هذا السعر في حال كان الفستان يُلبس للمرة الأولى، بينما ينخفض سعره ما يقارب 30% في حال تأجيره للمرة الثانية، وعندما يصبح الفستان من مجموعة السنة الماضية ينخفض مبلغ تأجيره 50%.

وأوضحت لعنب بلدي أن الفستان يؤجر أربع مرات كحد أعلى، إذ لا يرغب المصمم بكسر سعره في السوق، بحسب قولها، وهذا ما يجعل طبقة معينة فقط قادرة على ارتداء تصاميمه.

بخل أم موقف؟

فساتين وسام تحولت إلى حلم لكثير من الفتيات المقبلات على الزواج في المدينة، وتحدثت إحدى العرائس لعنب بلدي عن تجربتها، إذ قالت “رغبت في شراء الفستان لكن المصمم رفض بيع القطعة، وفضل تصميم فستان خاص في حال رغبت بالاحتفاظ به، ما دفعني للموافقة على الأجرة فقط لارتفاع تكاليف الشراء التي قد تصل إلى مليونين ونصف المليون ليرة”.

وأشارت الفتاة، التي تحفظت على ذكر اسمها، إلى أن الفستان بعد سنة من زواجها ما زال سببًا في خلافها الشديد مع أهل زوجها الذين رفضوا المبالغة في سعر الفستان، لكن إصرارها عليه وحب زوجها لها ساعداها في الحصول على حلمها، بحسب وصفها.

راما (23 عامًا) طالبة جامعية فسخت خطبتها بعد رفض خطيبها السابق استئجار فستان من تصميم وسام حسن، معتبرة ذلك بخلًا خاصة أن الخطيب كان ميسور الحال، بينما تخالفها صديقتها هبة (22 عامًا)، معتبرة أن الموضوع ليس بخلًا بل مبدأ، ولا يمكن أن يكون البذخ والترف أمرًا روتينيًا.

أما فادي، وهو شاب يعمل مهندسًا في إحدى شركات دبي ويمتلك مشاريع تجارية عديدة في السويداء، فيرفض من جهته الزواج بفتاة ترغب بمظاهر البذخ على الرغم من قدرته على تنفيذها، معتبرًا أن المسألة أعمق وأهم من كونها حفلة زفاف ومظاهر بذخ، بل إن الظاهرة خطرة على المستوى الاجتماعي، بحسب تعبيره، خاصة وأن الرجل في مجتمعاتنا هو المسؤول عن تقديم زينة الزفاف والتحضير للحفلة.

الجدل الذي تسببه هذه التفاصيل في سوريا سببه تراجع المستوى المعيشي بسبب سنوات الحرب، إذ تقدر الأمم المتحدة في تقييم احتياجاتها لعام 2019 أن 83% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وترى أن 11.7 مليون بحاجة إلى مساعدة، خمسة ملايين منهم بحاجة إلى مساعدات ماسة.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة