ما مدى دقة الأرقام حول أعداد السياح القادمين إلى سوريا

سائحة أجنبية في تدمر (DAILY BEAST)

camera iconسائحة أجنبية في تدمر (DAILY BEAST)

tag icon ع ع ع

تحدثت وزارة السياحة السورية أن أعداد السياح القادمين إلى سوريا في عام 2019 ارتفع بنسبة 46%، بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية أمس، الأحد 1 من كانون الأول.

وفي بيان قدمته الوزارة إلى مجلس الوزراء، قالت الصحيفة إنها حصلت على نسخة منه، فإن عدد القادمين بلغ 2.1 مليون، منهم 1.9 مليون سائح عربي.

وتوزعت الجنسيات العربية التي زارت سوريا بين لبنان والأردن والعراق والبحرين، بحسب “الوطن”.

بينما وصل عدد نزلاء الفنادق حتى أيلول الماضي، 294 ألف شخص، منهم 74 ألف زائر أجنبي.

وتنشر وسائل الإعلام المحلية والحكومية السورية أخبارًا في فترات متقاربة تشير إلى وفود سياحية تزور سوريا، ويتم استغلالها لتكريس فكرة أن سوريا عادت كما السابق.

هل هذه الأرقام حقيقية؟

لكن يتم التشكيك بهذه الأرقام، بحسب ما أوردته صحيفة “DAILY BEAST“، في 30 من تشرين الثاني الماضي، التي نقلت شهادات عمال في قطاع السياحة وأشخاص زاروا سوريا خلال العامين الأخيرين.

وقال عمال في قطاع السياحة داخل مناطق سيطرة النظام السوري إن “أرقام الحكومة السورية حول أعداد السياح مبالغ فيها”، لأن الحكومة تحصي أي شخص يعبر الحدود على أنه سائح.

وقالت الصحيفة، إن السياح بدؤوا بالتوافد إلى العاصمة السورية دمشق بعد أن سيطر النظام السوري على الغوطة الشرقية في عام 2017، كما أشارت إلى أن العديد من هؤلاء السياح يأتون للتضامن مع النظام السوري.

ووصفت “إيفا”، وهي إحدى السائحات اللواتي زرن سوريا، رحلتها بأنها “أمر غريب” في بلد “ما زال يعيش حالة حرب وينتج اللاجئين”، بحسب تعبيرها، بينما تلقى أحد السياح الأجانب ويدعى “جون تاوسند” رسائل غاضبة بعد عودته، اتهمته بالقيام “بفعل لا أخلاقي”، وأنه “يدعم الديكتاتور”، بحسب الصحيفة.

سياحة سوداء

تتزايد عروض السفر والدعايات المروجة لـ”السياحة السوداء” في سوريا، التي تقوم على السفر إلى الوجهات الخطرة وأماكن الحرب والدمار، وحسبما ذكرت صحيفة “The Guardian” البريطانية، الاثنين 25 من تشرين الثاني الماضي، فإن موجة جديدة من السياح الغربيين بدأت تهتم بزيارة سوريا.

وتستخدم عدة شركات سياحة وسفر، ومدونون للرحلات، الدمار كوسيلة للترويج، بعبارات ترويجية من قبيل القيام بـ”الاختلاط بالسكان المحليين مع المرور بالقرى المدمرة”، وزيارة المواقع الأثرية “المغطاة بطبقة من الدمار”، و”اختبار الحياة الليلية الغنية التي عادت إلى مركز دمشق”.

وفي حين تحذر معظم الحكومات حول العالم رعاياها من السفر إلى سوريا، لدواعي الأمن والسلامة، يتزايد اهتمام محبي المغامرة بالسفر إلى سوريا.

تجري الجولات على مدار أسبوع في مدينة دمشق القديمة وقلعة الحصن في حمص وتدمر، وتعرض الشركات رحلات تصل إلى حلب، مثل شركة “Young Pioneer Tours” الصينية، التي تصل تكلفة الرحلة فيها إلى 1695 دولارًا للشخص، دون تكاليف السفر وإذن الدخول وتأمين السفر، وينضم لجولاتها مرافقون حكوميون.

واشتهرت مقاطع فيديو لمدونين عرب وأجانب في سوريا، عمدت لعرض عودة الحياة “الطبيعية”، وتعرضت لنقد من المتابعين السوريين الذين اعتبروها خدمة للنظام السوري وترويجًا لـ”انتصاره”.

وكانت حكومة النظام السوري قد كثفت دعاياتها للسياحة، منذ أن تمكنت قواتها من استعادة مناطق واسعة من سيطرة الفصائل المعارضة خاصة في محيط العاصمة دمشق.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة