معجزة في الزنزانة “رقم 7”.. عن تحكم الجيش في حياة الناس

لقطة من فيلم معجزة في الزنزانة رقم 7 (ميديا تافا)

camera iconلقطة من فيلم معجزة في الزنزانة رقم 7 (ميديا تافا)

tag icon ع ع ع

يحكي الفيلم التركي “معجزة في الزنزانة رقم 7″، قصة رجل مصاب بإعاقة ذهنية اسمه “محمد” ويزج به في السجن في قضية مقتل ابنة أحد الضباط العسكريين.

للحظ السيء، تموت ابنة الضابط بسقوطها من على جرف صخري، ويكتشف والدها الموضوع وهي بين يدي محمد، ما يدفعه للظن أنه القاتل ويقرر الانتقام عبر أحداث الفيلم.

وبقدر ما يحمل الفيلم قصةً بسيطةً ذات عاطفة شديدة في ظاهرها، إلا أن في العمق رسائل أخرى مختلفة.

اعتمد المخرج محمد أضا أوزتيكين في رواية فيلمه على ثلاث نقاط رئيسية، الأولى هي التعاطف المضمون مع بطل الفيلم المظلوم والمريض والصعوبات التي ستواجهها ابنته، وهو ما ساعد فيها أداء الممثل آراس بولوت إينملي وبقية الممثلين.

والنقطة الثانية دور العسكر في الحياة المدنية التركية في ثمانينيات القرن العشرين (شهدت تركيا انقلابًا عسكريًا في عام 1980 بقيادة الجنرال كنعان إيفرين)، وهو دور ظهر بقمة الشر بشكل مقصود، خاصةً أنه الطرف الآخر والأقوى في عملية الصراع الدرامي.

ويركز الفيلم منذ اللحظات الأولى على العسكر وتواجدهم في المجتمع التركي، من خلال لقطات مركزة على البنادق وتجول الجنود في القرية، ومشاهد الاحتفالات العسكرية، أو من خلال عنجهية واضحة تعامل من خلالها الضابط في أول الفيلم.

والنقطة الثالثة هي “القوة المدنية”، والممثلة بالسجناء ومعلمة المدرسة وآمر السجن المدني، لإنقاذ حياة “محمد” الذي سجن ظلمًا لجريمة لم يرتكبها، وبقدر ما اتحد هؤلاء جميعهم لمواجهة العسكر، كلما كانت فرصة محمد بالنجاة أكبر.

ومن خلال النقطة الأخيرة تبدو رسالة الفيلم أكثر وضوحًا: العمل المدني واتحاد أطياف المجتمع هو السبيل دائمًا لإحياء المظلومين والضعفاء، والتضحية في سبيل العدل.

السجناء يعكسون شخصيات متنوعة، هناك الزعيم القاتل، والمتدين ومن قتل ابنته والذي حاول الانتحار أيضًا.

كما تبدو نهاية الفيلم غريبة وغير منطقية في ظاهرها، إلا أن من تحكم فعليًا في الخاتمة هي الرسائل التي أراد فريق العمل توجيهها، والتي سيتبين للمشاهد أنها أكثر أهمية من المنطق في الدراما، كما أنها تتواءم مع نمط القصص التركية في السينما والمسلسلات.

يبقى الاسم “معجزة” مرتبطًا بمعجزة تغيير طباع وأفكار السجناء من خلال تأثرهم ورغبتهم بمساعدة محمد، وهو ما انعكس على صفاتهم الشخصية وطريقة حياتهم وقراراتهم.

الفيلم مقتبس من عمل فلبيني حمل الاسم نفسه، وأطلق في كانون الثاني من عام 2019، فيما ظهرت النسخة التركية إلى النور في شهر تشرين الأول من العام نفسه.

تبلغ مدة الفيلم 139 دقيقة، وهو من إنتاج شركة “Motion Content Group” وشركة “Lanistar Medya”، وحقق إيردات قاربت 90 مليون ليرة تركية (15 مليون دولار تقريبًا) في شباك التذاكر المحلي بحسب موقع “Box Office Turkey“.

كما عرض الفيلم في ألمانيا وبريطانيا، وحقق إيرادات بلغت 10 مليون دولار أمريكي (60 مليون ليرة تركية تقريبًا) بحسب موقع “Box Office Mojo”.

الفيلم من بطولة آراس بولوت إينملي ونسا صوفيا آكسونغور ودينيز بايسال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة